stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القديس ساتورنينو، أسقف تولوزا الشهيد

251views

إعداد الأب وليـم عبدالمسيح سعيـد الفرنسيسكانـي :

ولد ساتورنينو فى مدينة قرطاج بتونس، وعاش بين القرنين الثالث والرابع الميلادي، وهي فترة تاريخية مضطربة لأولئك الذين رفضوا الوثنية وتحولوا إلى الديانة المسيحية. هو من سلالة الملوك، ومن بين الرسل الأوائل الذين ارسلهم البابا فابيانو لتبشير الإغريق.

عانى ساتورنينو من الاضطهاد العنيف، وذهب إلى بنتابليس في فلسطين، ثم إلى هيارابلس. ثم توجه إلى بلاد مادي وفارس. وشرع يبشّر بالحقائق التى اوحى بها يسوع المسيح. وصنع أيضًا آيات وعجائب كثيرة باهرة. وتمكن بها من أن يضم إليه جماعة وافرة من تلك البلاد، ثم عاد إلى أنطاكية. ثم توجه إلى فرنسا لينصب فيها لواء الديانة المسيحية. وبدأ بالإنذار فى مدينة ارلس، ثم بمدينة نيمس. ثم توجه إلى كركسون ثم إلى تولوزا، وصنع آيات كثيرة، منها انه طهر امرأة من شرفاء المدينة من برص كانت مصابة به، بحيث أنه بذلك حول نحو نصف أهل المدينة إلى العماد، فعمدهم جميعًا هو بيده. ثم خرج وطاف فى المدن المجاورة، ودعا أهلها إلى المسيحية ورفض عبادة الأوثان. وكان عدد المسيحيين لا يزال في ازدياد ونمو، فاختار من بينهم عدة تلاميذ ليذهبوا إلى بعض المدن ليبشرهم.

هاج عليه كهنة الأوثان وأرادوا قتله. فلما دنا وقت استشهاده أوحى الله إليه بذلك، فأخذ يحث المسيحيين ويمكنهم ويشددهم على الثبات والمحافظة على الإيمان الصحيح. قبض عليه وشُدّ وسيق إلى معبد الأوثان ليقرب للآلهة. فأخذوا يحاولون إقناعه بأن يسجد للأوثان ويقرب لها القرابين. فسخر بهم القديس ساتورنينو، ثم رفع بصره إلى السماء وطلب من الله أن يمده بعونه ليحتمل بسرور جميع العذابات التي أعدت له من أجل إيمانه المقدس. فحكم عليه بالموت وسلخوا جلده بأمشاط حديدية، ثم جلدوه وأشبعوه ضربًا وبصقوا عليه ومزقوه. وأبان الله قدرته في ذلك الحين بأن وقعت الأصنام من ذاتها وتكسرت. فاشتد غضبهم وتناولوا الحجارة ورجموه. ثم شدوه في ذيل ثور وجعلوا يضربون الثور لكي يجرى به في أرجاء المدينة فيتهشم ويترضض ويموت. وهكذا ختم القديس ساتورنينو جهاده. وكان ذلك في اليوم التاسع والعشرون من تشرين الثاني عام 304م.

ألهمّ الله اثنان من أهل تلك المدينة أن يذهبا بجسده سرًا ويقبراه. وأجرى الله على قبره آيات ومعجزات لا تحصى، فانتشر اسمه وصيته في البلاد. فلتكن صلاته معنا.