stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني ” 26 مارس – أذار 2020 “

471views

الخميس الرابع من الزمن الأربعينيّ

سفر الخروج 14.13a-7:32

في تلك الأَيّام: قالَ الرَّبُّ لِموسى: «هَلُمَّ انزِلْ، فقَد فَسَدَ شَعبُكَ الَّذي أَخرَجته مِن أَرضِ مِصْر،
قد حادوا سَريعًا عنِ الطَّريقِ الَّذي أَمَرتُهم بِسلوكِه وصَنَعوا لَهُم عِجْلاً مَسْبوكًا، فسَجَدوا لَه وذَبَحوا لَه وقالوا: هذِه آلِهَتُكَ، يا إِسْرائيلُ، الَّتي أَخرَجَتكَ مِن أَرضِ مِصْر».
وقالَ الرَّبُّ لِموسى: «قد رأَيتُ هؤلاء الشَّعْب، فإِذا هم شَعْبٌ قُساةُ الرِّقاب.
والآنَ دَعْني، يَضطَرِمُ غَضَبي علَيهم فأُفْنيهِم، وأَجعَلُكَ انت أُمَّةً عَظيمةً».
فَتَضَرَّعَ موسى الى الرَّبِّ إِلهَه وقال: «يا ربّ، لِمَ يَضطَرِمُ غَضَبُكَ على شَعبِكَ الَّذينَ أَخرَجتَهم مِن أَرضِ مِصرَ، بِقُوَّةٍ عَظيمةٍ وَيدٍ شَديدة؟
لِمَ يَقولُ المِصرِيُّونَ: إِنَّه أَخرَجَهم مِن ههنا بِكَيدٍ لِيَقتُلَهم فيما بين الجِبال ويُفنِيَهم عن وَجْهِ الأَرض؟ اِرجِعْ عَنِ شِدّة غَضَبِكَ وَعَدِّ عنِ مَساءة شَعبِكَ.
اذكُرْ إِبْراهيمَ وإِسْحاقَ وَيَعقوبَ عَبيدَك».
فَعَدّى الرَّبُّ عنِ المَساءَة، الَّتي قالَ إِنَّه يُحِلُّها بِشَعبِه.

سفر المزامير 23abc.22-21.20-19:(105)106

صَنَعوا عِجلًا في حوريب
وَسَجَدوا لِصَنَمٍ مَصبوب
وَٱستَبدَلوا هَكَذا بِمَجدِهم
صورَةَ ثَورٍ يَأكُلُ عُشبا

نَسوا ٱللهَ مُخَلِّصِهِم
ٱلَّذي صَنَعَ بِمِصرَ عَجَبا
وَٱلمُعجِزاتِ في أَرضِ حام
وَعِندَ بَحرِ القُلزُمِ ٱلفِعالَ ٱلجِسام

عَزَمَ اللهُ عَلى أَن يورِدَهُمُ ٱلهَلاك
لَولا أَنَّ موسى ٱلَّذي ٱختارَهُ كانَ هُناك
وَوَقَفَ بَينَ يَدَيهِ عِندَما ثار

إنجيل القدّيس يوحنّا 47-31:5

في ذلك الزَّمان: أَجاب يَسوع وقالَ للَذين جاؤوا إليه من اليهود: لو كُنتُ أنا أَشهَدُ لِنَفْسي لَما صَحَّت شَهادَتي.
هُناكَ آخَرُ يَشهَدُ لي وأَنا أَعلَمُ أَنَّ الشَّهادَةَ الَّتي يَشهَدُها لي صادِقَة.
أَنتُم أَرسَلْتُم رُسُلاً إِلى يوحَنَّا فشَهِدَ لِلحقَّ.
إنّي لا أَتَلَقَّى شَهادَةَ إِنسان ولكِنِّي أَقولُ هذا من أَجلِ خَلاصِكُم
كانَ يوحَنَّا السِّراجَ المُوقَدَ المُنير ولقَد شِئتُم أَنتُم أَن تَبتَهِجوا بِنورِه ساعةً.
أَمَّا أَنا فَلي شَهادَةٌ أَعظَمُ مِن شَهادةِ يوحَنَّا: إِنَّ الأَعمالَ الَّتي وَكَلَ إِلَيَّ الآبُ أَن أُتِمَّها هذِه الأَعمالُ الَّتي أَعمَلُها هي تَشهَدُ لي بِأَنَّ الآبَ أَرسَلَني.
والآبُ الَّذي أَرسَلَني هو شَهِدَ لي. أَنتُم لم تُصغُوا إِلى صَوتِه قَطّ ولا رأَيتُم وَجهَه.
وكَلِمَتُه لا تَثُبتُ فيكم لأَنَّكم لا تُؤمِنونَ بِمَن أَرْسَل
تَتصَفَّحونَ الكُتُب تَحسبون أَنَّ لكُم فيها الحَياةَ الأَبديَّة فهِيَ الَّتي تَشهَدُ لي
وأَنتُم لا تُريدونَ أَن تُقبِلوا إِليَّ فتَكونَ لكُمُ الحَياة.
لا أَقبل المَجدَ مِن عِندِ النَّاس.
قد عَرَفتُكم فَعَرَفتُ أَن لَيْسَت فيكم مَحَبَّةُ الله.
جِئتُ أَنا بِاسمِ أَبي، فلَم تَقبَلوني. ولو جاءَكُم غيري بِاسمِ نَفْسِه لَقَبِلتُموه.
كَيْفَ لَكُم أَن تُؤمِنوا وأَنتَم تَقبلون المَجدَ بَعَضُكم مِن بَعض وأَمَّا المَجدُ الَّذي يأتي مِنَ اللهِ وَحدَه فَلا تَطلُبون؟
لا تَظُنُّوا أَنِّي سأَشْكوكُم إِلى الآب فهُناكَ مَن يَشكوكم: مُوسى الَّذي جَعَلتُم فيه رَجاءَكم.
لو كُنتُم تُؤمِنونَ بِموسى لآمَنتُم بي لأَنَّهُ في شَأني كَتَب.
وإذا كُنتُم لا تُؤمِنونَ بِكُتُبِه فكَيفَ تُؤمِنونَ بِكَلامي؟»

التعليق الكتابي :

القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة
العظة الثانية حول سفر التكوين

« لو كُنتُم تُؤمِنونَ بِموسى لآمَنتُم بي لأَنَّهُ في شَأني كَتَب »

في الأزمنة الأولى، كان الربّ الذي خلق الإنسان، يكلّم الإنسان بنفسه، بطريقة تسمح لهذا الأخير بسماعه. هكذا كان يكلّم آدم… كما فعل لاحقًا مع نوح وإبراهيم. وحتّى عندما سقط البشر في هوّة الخطيئة، لم يقطع الله العلاقة معهم، رغم أنّ هذه العلاقة لم تعد حميمة كما كانت لأنّ البشر أصبحوا غير جديرين بها. لقد قبل إذًا أن يقيم مجدّدًا علاقات عطف معهم، إنّما من خلال الرسائل، كما نتواصل نحن مع الشخص الغائب؛ بهذه الطريقة، استطاع من خلال رأفته، إعادة الارتباط بالجنس البشري كلّه. إنّ موسى هو حامل هذه الرسائل التي بعث الله بها لنا.

لنفتح هذه الرسائل؛ ما هي كلماتها الأولى؟ “في البَدءِ خلَقَ اللهُ السَّمَواتِ والأَرض” (تك 1: 1) . إنّه أمر رائع!… موسى الذي أتى إلى العالم بعد عدّة قرون، أُلهِم من العُلى ليخبرنا عن الروائع التي صنعها الله حين خلق العالم… ألا يبدو أنّه كان يقول لنا بوضوح: “هل علّمني البشر ما سأكشفه لكم؟ أبدًا، إنّه الخالق وحده، هو الذي صنع هذه الروائع؛ هو يقود لساني لأطلعكم عليها. لذا، أتمنّى عليكم أن تفرضوا الصمت على كلّ مطالبات المنطق البشري. لا تستمعوا إلى هذا الكلام كما لو أنّه مجرّد كلام موسى؛ الله هو الذي يكلّمكم؛ وموسى ليس سوى ناقل كلامه”…

أيّها الإخوة، لنستقبل إذًا كلمة الله بقلب ممتنّ ومتواضع… لأنّ الله هو الذي خلق كلّ شيء، هو الذي يعدّ كلّ الأشياء ويهيّئها بحكمة… هو يقود الإنسان بما هو مرئي لمعرفة خالق الكون. هو يعلّم الإنسان أن يتأمّل الحرفي الأسمى في أعماله ليعرف كيفيّة عبادة خالقه.