stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني ” 3 أبريل – نيسان 2020 “

658views

يوم الجمعة الخامس من الزمن الأربعينيّ

سفر إرميا 13-10:20

قالَ إِرْمِيا: « قَدْ سَمِعتُ مَذَمَّةً مِنْ كَثيرين، وَالهَولُ أَحاطَ بي؛ يَقولون: «اِشتَكوا فنَشتَكيَ علَيه»؛ كُلٌّ من أَصحابِ سَلامِي، المُلازِمينَ لِجانِبي يَقول: «لَعَلَّهُ يُخدَعُ فَنَقوى عَلَيهِ، وَنَنتَقِمَ مِنه».
لكِنَّ الرَّبَّ معي كجَبَّارٍ مُعتَزّ فلِذلك يَسقُطُ مُضطَهِدِيَّ ولا يَقْوَون. يَخزَونَ جِدًّا لِأَنَّهم لا يَنجَحون وخَجَلُهم يَبْقى إِلى الأَبَدِ ولا يُنْسى.
فيا رَبَّ الجُنود فاحِصَ الصًّدِّيق وناظِرَ الكُلى والقُلوب إِنِّي سأَرى انتِقامَكَ مِنهم لِأَنِّي إِلَيكَ فَوَّضتُ دَعواي.
رَنِّموا لِلرَّبِّ، سَبِّحوا الرَّبّ فَإِنَّهُ أَنقَذَ نَفسَ المِسْكين مِن أَيدي فاعِلي الشَّرّ.

سفر المزامير 7.6-5.4-3.2:(17)18

أُحِبُّكَ، يا رَبُّ، يا قُوَّتي
أَلرَّبُّ حِصني وَمُخَلّي سَبيلي وَصَخرَتي

إِلَهي مَلجَأي وَبِهِ ٱعتِصامي
تُرسي وَمُخَلِّصي وَمَعقِلي
أَرفَعُ إِلى ٱلرَّبِّ ٱلحَميدِ ٱبتِهالي
وَبِهِ أَنجُوَ مِن خُصومي

إِنَّ أَمواجَ ٱلمَوتِ غَمَرَتني
وَسُيولَ ٱلهَلاكِ رَوَّعَتني
حَبائِلُ هاوِيَةِ ٱلرَّدى حاصَرَتني
وَمَصايِدُ ٱلفَناءِ تَقَدَّمَتني

لِرَّبي غَدَوتُ في ٱلعُسرِ داعِيا
وَكانَ صُراخي أَمامَ إِلَهي عالِيا
فَسَمِعَ صَوتي مِن داخِلِ هَيكَلِهِ
وَبَلَغَ مِسمَعَيهِ صُراخي في حَضرَتِهِ

إنجيل القدّيس يوحنّا 42-31:10

في ذلك الزَّمان: أَتى اليَهودُ بِحِجارَةٍ ثانِيَةً لِيَرجُموا يسوع.
فقالَ لَهم يسوع: «أَرَيتُكم كثيرًا مِنَ الأَعمالِ الحَسَنةِ مِن عِندِ الآب، فِلأَيِّ عَمَلٍ مِنها تَرجُموني؟»
أَجابَه اليَهود: «لا نَرجُمُكَ لِلعَمَلِ الحَسَن، بل لِلتَّجْديف، لأَنَّكَ، وأَنتَ إنْسان، تَجعَلُ نَفْسَكَ الله».
أَجابَهم يسوع: «أَلَم يُكتَبْ في شَريعتِكم: قُلتُ إِنَّكُم آلِهَة؟
فإِذا كانَتِ الشَّريعَةُ تَدعو آلِهَةً مَن أُلْقِيَت إِلَيهِم كَلِمَةُ الله – ولا يُنسَخُ الكِتاب –
فكَيفَ تَقولونَ لِلَّذي قَدَّسَه الآبُ وأَرسَلَه إِلى العالَم: أَنتَ تُجَدِّف، لأَنِّي قُلتُ إِنِّي ابنُ الله؟
إِذا كُنتُ لا أَعمَلُ أَعمالَ أَبي فَلا تُصَدِّقوني.
وإِذا كُنتُ أَعمَلُها فصَدِّقوا هذهِ الأَعمال إِن لَم تُصَدِّقوني. فَتعلَموا وتُوقِنوا أَنَّ الآبَ فيَّ وأَنيِّ في الآب».
فحاوَلوا مرَّةً أُخرى أَن يُمسِكوه، فأَفلَتَ مِن أَيديِهم.
وعبَرَ الأَردُنَّ مرَّةً أُخْرى فذهَب إِلى حَيثُ عَمَّدَ يوحَنَّا في أَوَّلِ الأَمْر، فَأَقامَ هُناك.
فأَقبلَ إِلَيه خَلْقٌ كثيرٌ وقالوا: «إِنَّ يوحَنَّا لم يَأتِ بِآية ولكِنَّ كُلَّ ما قالَه في هذا الرَّجُلِ كانَ حَقًّا».
فآمَنَ بِه هُنالِكَ خَلقٌ كَثير.

التعليق الكتابي :

القدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 – 2005)، بابا روما
المقابلة العامّة بتاريخ 06/ 12/ 1978

« أَلَم يُكتَبْ في شَريعتِكم: قُلتُ إِنَّكُم آلِهَة؟ »

“قالَ الله: لِنَصنَعِ الإِنسانَ على صُورَتِنا كَمِثالِنا” (تك 1: 26). يبدو هنا أنّ الخالق قد دخل في عمق ذاته؛ كما أنّه عندما يخلق، فهو لا يدعو من العدم إلى الوجود قائلاً “فليكن”! فحسب، ولكنّه ينتشل، بطريقة خاصّة، الإنسان من الغموض المحيط بكيانه. وهذا مفهوم بما أنّ الأمر ليس مرتبطًا بالكيان فقط، بل بالصورة أيضًا. على الصورة أن تعكس، وأن تولّد، في منحى معيّن، جوهر النموذج… ومن البديهي أنّ هذا التشابه يجب ألاّ يعتبر “صورة”، إنّما يقتضي بأن يعيش الإنسان حياةً مشابهة لحياة الله.

وعبر التعريف عن الإنسان كونه “صورة الله”، يُبرز سفر التكوين السبب الذي يجعل من الإنسان إنسانًا، أي ما يميّزه عن المخلوقات الأخرى في العالم المنظور. والعلوم كما نعرف قد أنشأت وما زالت مجالات مختلفة وقامت بمحاولات عديدة لإبراز علاقة الإنسان بالعالم الطبيعي، ولإبراز تعلّقه بهذا العالم، لتُدرجه في تاريخ تطوّر الكائنات المختلفة.

نحن نحترم هذه الأبحاث، إنّما لا يمكننا أن نحدّ أنفسنا بها. وإن عمدنا إلى تحليل الإنسان في عمق أعماق كيانه، نرى بوضوح أنّه يختلف عن عالم الطبيعة أكثر ممّا يتشبّه به. وتذهب الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) والفلسفة بهذا الاتّجاه عند محاولتهما تحليل ذكاء الإنسان وحريّته وضميره وروحانيّته. ويبدو أنّ سفر التكوين قد تقدّم على اختبارات العلوم كافّة، وعند القول إن الإنسان هو “على صورة الله”، يُفهمنا أنّه يجب عدم البحث عن الجواب على سرّ إنسانيته في تشابهه مع عالم الطبيعة. يشبه الإنسان الله أكثر ممّا يشبه الطبيعة. وفي هذا الإطار، قال المزمور: “قد قُلتُ: أَنتُم آِلهَة وبَنو العَلِيِّ كلُكم” (مز 82[81]: 6)، وهي كلمات ردَّدها الرّب يسوع لاحقًا.