stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني ” 1 يوليو – تموز 2020 “

274views

الأربعاء الثالث عشر من زمن السنة

سفر عاموس 24-21.15-14:5

أُطلُبوا ٱلخَيرَ لا ٱلشَّرَّ لِتَحيَوا، فَيَكونَ ٱلرَّبُّ، إِلَهُ ٱلجُنود، مَعَكُم كَما قُلتُم.
أَبغِضوا ٱلشَّرَّ وَأَحِبّوا ٱلخَيرَ وَأَقيموا ٱلحُكمَ في ٱلباب، فَعَسى ٱلرَّبُّ، إِلَهُ ٱلجُنود، أَن يَرأَفَ بِبَقِيَّةِ يوسُف.
لَقَد أَبغَضتُ أَعيادَكُم وَرَذَلتُها، وَلَم تَطِب لِيَ ٱحتِفالاتُكُم.
إِنّي إِذا أَصعَدتُم لي مُحرَقاتِكُم وَتَقادِمَكمِ لا أَرتَضي، وَلا أَلتَفِتُ إِلى ذَبائِحِ ٱلسَّلامَةِ مِن مُسَمَّناتِكُم.
أَقصِ عَنّي زَجَلَ أَغانيكَ، فَإِنّي لا أَسمَعُ نَغَمَ عيدانِكَ.
بَل لِيَجرِ ٱلقَضاءُ كَٱلمِياه، وَٱلعَدلُ كنَهرٍ لا يَنقَطع.

سفر المزامير 17-16bc.13-12.11-10.9-8.7:(49)50

إِسمَع، يا شَعبُ، فَأُكَلِّمَكَ
وَأَنصِت فَأَشهَدَ عَلَيكَ،
أَنا ٱللهُ إِلَهُكَ

لَستُ لَكَ بِسَبَبِ ذبائِحِكَ مُتَّهِما
لِأَنَّ مُحرَقاتِكَ أَمامي دائِما
لَن آخُذَ عُجولًا مِن بَيتِكَ
وَلا تُيوسًا مِن حظائِرِكَ!

فإِنَّ لي كُلَّ وُحوشِ ٱلأَدغال
وَآلافَ ٱلبَهائِمِ عَلى ٱلجِبال
إِنَّني أَعرِفُ طُيورَ ٱلسَّماء
وَلي ٱلمَواشي في ٱلخَلاء

إِن جُعتُ فَما أُخبِرُكَ بِحالي
لِأَنَّ ٱلدُّنيا وَكُلَّ ما فيها لي
أَلَعَلّي آكِلٌ لِلثيرانِ لَحما؟
أَلَعَلّي شارِبٌ لِلتُّيوسِ دَما؟

ما بالُكَ تُحَدِّثُ بِفَرائِضي
وَتَذكُرُ بِلِسانِكَ عَهدي
وَقَد كُنتَ لِلرَّشادِ مُبغِضا
وَلِقَولي وَراءَ ظَهرِك مُلقِيا؟

إنجيل القدّيس متّى 34-28:8

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، لَمّا بَلَغَ يَسوعُ ٱلشّاطِئَ في ناحِيَةِ ٱلجَدَرِيّين، تَلقّاهُ رَجُلانِ مَمسوسانِ خَرَجا مِنَ ٱلقُبور، وَكانا شَرِسَينِ جِدًّا، حَتّى لا يَستطيعُ أَحَدٌ أَن يَمُرَّ مِن تِلكَ ٱلطَّريق.
فَأَخَذا يَصيحان: «ما لَنا وَلَكَ، يا ٱبنَ ٱلله؟ أَجِئتَ إِلى هُنا لِتُعَذِّبَنا قَبلَ ٱلأَوان؟»
وَكانَ يَرعى عَلى مَسافَةٍ مِنهُما قَطيعٌ كَبيرٌ مِنَ ٱلخَنازير.
فَتَوَسَّلَ إِلَيهِ ٱلشَّياطين، وَقالوا: «إِن طَرَدتَنا فَأَرسِلنا إِلى قَطيعِ ٱلخَنازير».
فَقالَ لَهُم: «ٱذهَبوا». فَخَرَجوا وَدَخَلوا في ٱلخَنازير، فَإِذا ٱلقَطيعُ كُلُّهُ يَثِبُ مِنَ ٱلجُرُفِ إِلى ٱلبَحرِ فتَهِلكُ ٱلخَنازيرُ في ٱلماء.
فَهَرَبَ ٱلرُّعاةُ وَذَهَبوا إِلى ٱلمَدينَة، وَأَخبَروا بِكُلِّ ما حَدَثَ وَبِما جَرى لِلمَمسوسَين.
فَخَرَجَتِ ٱلمَدينَةُ كُلُّها إِلى لِقاءِ يَسوع. وَلَمّا رَأَوهُ، سَأَلوهُ أَن يُغادِرَ بَلَدَهُم.

التعليق الكتابي :

المجمع الفاتيكانيّ الثاني
فرح ورجاء ( Gaudium et spes )، دستور رعائي في الكنيسة في عالم اليوم، العدد 13

الحرّية البشريّة : « ولَمَّا رَأَوهُ سأَلوه أَن يُغادِرَ بَلَدَهم »

لقد خلق الله الإنسانَ في حالةٍ من البرارة. غير أن الشريرَ أغواهُ منذُ بدءِ التاريخِ فأساءَ استعمال حريَّتِه واقفاً في وجه الله، راغباً في أن يصلَ إلى غايتِهِ بدون الله. لقد “عَرَفوا اللهَ ولَم يُمجِّدوه ولا شَكَروه كما يَنبَغي لِلّه، بل تاهوا في آرائِهِمِ الباطِلَة فأَظلَمَت قُلوبُهمُ الغَبِيِّة… وقَدِ استَبدَلوا الباطِلَ بِحَقيقَةِ الله واتَّقَوُا المَخلوقَ وعَبدوهُ بَدَلَ الخالِق” (رو 1: 21 وما يليها). وإنَّ ما يبينه لنا الوحي الإلهي بهذه الصورة يثبته اختبارنا بالذات. فالإنسانُ، إذا تفرَّسَ في أعماقِ قلبه، يكتشفُ أنَّهُ مَيال أيضاً إلى الشر، تغمرُهُ ويلاتٌ كثيرةٌ لا يمكن أن تأتيه من خالقه لأنه صالح. فغالباً ما رفض الإنسانُ أن يعترف بأن الله هو مبدأُهُ ولذلك نقضَ النظام الذي كان يوجّهه إلى غايته الأخيرة وحطَّم كلَّ تناغمٍ إن بالنسبةِ إلى نفسِهِ أو إلى سائرِ الناس والخليقة كلها.

فالإنسانُ مقسومٌ على ذاته. وها حياةُ الناس كلها، فردية كانت أم جماعية، تبدو صراعاً، وكم هو دامٍ، بين الخيرِ والشر، بين النورِ والظلمة. أَضِفْ إلى ذلك أن الإنسان اكتشف أنه لا يقدرُ من تلقاء ذاتِهِ أن ينتصرَ فعلاً على هجماتِ الشر؛ وهكذا احسّ كلُّ واحدٍ كأنه مقيد بالسلاسل. غير أن الربَّ نفسَه أتى ليعيدَ إلى الإنسانِ الحريةَ والقوةَ ويجدَّده من الداخل، ويطرح خارجاً “سَيِّدُ هذا العالَمِ” (يو 12: 31) الذي كان يستعبده بالخطيئة. أما الخطيئة فإنها تنتقصُ من الإنسانِ نفسه إذ تمنعه من بلوغِ كماله.

وعلى ضوء هذا الوحي نجد معنى نهائياً لسموِّ الدعوة الإنسانية ولتعاسةِ الإنسان، تلك التعاسة العميقة التي نختبرها جميعًا.