stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني ” 2 نوفمبر – تشرين الثاني 2020 “

the wooden rosary on the open Bible
303views

تذكار جميع الموتى المؤمنين

سفر أيّوب 27a-23:19

مَن لي بِأَن تُكتَبَ أَقوالي؟ وَمَن لي بِأَن تُرَقَّمَ في سِفر.
بِقَلَمٍ مِن حَديدٍ عَلى ٱلرَّصاص، أَن تُنقَشَ في ٱلصَّخرِ لِلأَبَد؟
إِنّي لَعالِمٌ بِأَنَّ فادِيَّ حَيٌّ، وَسَيَقومُ آخِرًا عَلى ٱلتُّراب.
وَبَعدَ ذَلِكَ نَلبَسُ هَذِهِ ٱلأَعضاءَ بِجِلدي، وَمِن جَسَدي أُعايِنُ ٱلله،
ٱلَّذي أَنا أُعايِنُهُ بِنَفسي، وَعَينايَ تَرَيانَهُ لا غَيري، قَد فَنِيَت كُلِّيَتايَ شَوقًا في داخِلي».

سفر المزامير 18a-13.10.8:(102)103

أَلرَّبُّ حَنّانٌ رَحيم
وَدودٌ مُحِبٌّ حَليم
لَم يُعامِلنا بِحَسَبِ خَطايانا
وَلَم يُجازِنا بِقَدرِ آثامِنا

كَرَأفَةِ ٱلوالِدِ بِأَبنائِهِ
يَرأَفُ ٱلمَولى بِأَتقِيائِهِ
لِأَنَّه عارِفٌ مِمّا جُبِلنا
وَيَذكُرُ أَنَّنا تُراب

أَلإِنسانُ مِثلُ ٱلعُشبِ أَيّامُهُ
وَإِنَّما يُزهِرُ كَزَهرَةِ ٱلحُقول
تَهُبُّ عَلَيهِ ريحٌ فَيَزول
وَلا يَعودُ يُعرَفُ مَقامُهُ

غَيرَ أَنَّ وَدادَ ٱلرَّبِّ لِخائِفيهِ
أَزَلِيٌّ يَدومُ أَبَدَ ٱلآبِدين
وَكَرَمَهُ يَبقى لِأَبناءِ ٱلبَنين
لِمَن يَحفَظونَ عَهدَهُ

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 10-6.1:5

فنَحنُ نَعلَمُ أَنَّه، إِذا هُدِمَ بَيتُنا الأَرْضِيّ، وهو أشبَهُ بِخَيمَة، فلَنا في السَّمَواتِ بَيتٌ مِن بِناءِ الله، لم تَصنَعْه الأَيْدي.
لِذَلِكَ لا نَزالُ آخِذينَ بالثِّقة، على عِلمِنا بِأَنَّنا، ما دُمْنا مُقيمينَ في هَذا الجَسَد، نَظَلُّ في دارِ غُرْبَةٍ عَنِ الرَّبّ،
(لأَنَّنا نَهتَدي بِالإِيمانِ لا بِالعِيان)؛
فَنحْنُ إِذًا واثِقون، ونُفَضِّلُ هَجْرَ هَذا الجَسَد، لِنُقيمَ في جِوارِ الرَّبّ.
ولِذلِكَ أَيضًا نَرْغَبُ كُلَّ الرَّغْبَةِ في نَيلِ رِضاه، أأَقَمْنا في هذا الجَسَدِ أَم هَجَرْناه،
لأَنَّه لا بُدَّ لَنا جَميعًا، مِن أَن يُكشَفَ أَمرُنا أَمامَ مَحْكَمةِ المسيح، لِيَنالَ كُلُّ واحِدٍ جَزاءَ ما أَعْمالِه، وَهْوَ في الجَسَد، أَخيرًا كانَ أَم شَرًّا.

إنجيل القدّيس يوحنّا 26-24:12

في ذَلِكَ الزمان، قالَ يسوع لتلاميذه: «الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ الَّتي تَقَعُ في الأَرض إِن لَم تَمُتْ تَبقَ وَحدَها. وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَرًا كثيرًا.
مَن أَحَبَّ حياتَهُ فقَدَها ومَن رَغِبَ عنها في هذا العالَم حَفِظَها لِلحَياةِ الأَبَدِيَّة.
مَن أَرادَ أَن يَخدُمَني، فَلْيَتْبَعْني وحَيثُ أَكونُ أَنا يَكونُ خادِمي ومَن خَدَمَني أَكرَمَهُ أَبي.

التعليق الكتابي :

القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
عظة بمناسبة عيد الشهداء

« وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَرًا كثيرًا »

إنّ مآثر الشهداء المجيدة التي تشكّل في كلِّ مكان الزينة للكنيسة، تسمحُ لنا بأن نفهم بأنفسنا حقيقة ما أنشَدناه: “يَشقّ على الرَّبَ مَوتُ أَصْفِيائه” (مز 116[115]: 15). فهو يشق علينا نحن وعلى ذاك الذي ماتوا من أجل اسمه.

غير أنّ ثمن هذه الميتات كلِّها، إنّما هو موتُ إنسانٍ واحدٍ. فكم من ميتةٍ افتدى بموتِهِ وحدِهِ؟ وهل كانَت حبّةُ الحنطة لتأتي بثمارٍ كثيرةٍ لو لم يمُتْ؟ لقد سمعتُم ما قالَه عند اقتراب آلامه، أي عند اقتراب خلاصِنا: “إنّ حَـبَّة الحِنطَةِ التي تَقَعُ في الأرضِ إن لم تَمُتْ تَبقى وَحدَها. وإذا ماتَتْ، أخرَجَتْ ثَمَرًا كثيرًا”. وما خرجَ من جَنبِه حين طُعنَ بالحربة، إنّما كانَ ثمن هذا الكون.

لقد تمّ افتداء الأبرار والشهداء: غير أنّ إيمانَ الشهداء أثبتَ قيمتَه، ودماؤهم تشهدُ على ذلك. قال يوحنّا في رسالته الأولى: “وإِنَّما عَرَفْنا المَحبَّة بِأَنَّ ذاكَ قد بَذَلَ نفْسَه في سَبيلنِا. فعلَينا نَحنُ أَيضًا أَن نَبذُلَ نُفوسَنا في سَبيلِ إِخوَتِنا” (1يو 3: 16). وقيل في مكان آخر: “إِذا جَلَستَ تأكُلُ مع ذي سُلطَة فتأمَّلْ أَشَدَّ التَّأَمُّلِ في ما هو أَمامَكَ” (أم 23: 1) لأنّه عليكَ أن تَردَّ بالمثل. إنّها لمائدة رائعة، تلك التي نجلس إليها لنأكل مع سيّد الوليمة نفسه. إنّه صاحب الدعوة، وهو نفسه الطعام والشراب. إذًا، فقد تنبَّهَ الشهداء لما كانوا يأكلونه ويشربونه، ليتمكّنوا من ردّ المثل.

لكن كيف كانوا ليردّوا المثل لو لم يكن ذاك الذي قدّمَ الدفعة الأولى قد أعطاهم ما يردّونَه له؟ هذا ما أوصانا به المزمور حيث أنشَدنا هذه العبارة: “يَشقّ على الرَّبَ مَوتُ أَصْفِيائه”.