stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني ” 17 نوفمبر – تشرين الثاني 2021 “

237views

الأربعاء الثالث والثلاثون من زمن السنة

تذكار إختياريّ للقدّيسة إليصابات المجريّة، الملكة الراهبة

سفر المكابيّين الثاني 31-20.1:7

في تِلكَ ٱلأَيّام، قُبِضَ عَلى سَبعَةِ إِخوَةٍ مَع أُمِّهِم، فَأَخَذَ ٱلمَلِكُ يَكرِهُهُم عَلى تَناوُلِ لُحومِ ٱلخَنزيرِ ٱلمُحَرَّمَة، وَيُعَذِّبُهُم بِٱلمَقارِعِ وَٱلسِّياط.
وَكانَت أُمُّهُم أَجدَرَ ٱلكُلِّ بِٱلعَجَبِ وَٱلذِّكرِ ٱلحِميد. فَإِنَّها عايَنَت بَنيها ٱلسَّبعَةَ يَهلِكونَ في مُدَّةِ يَومٍ واحد، وَصَبَرت عَلى ذَلِكَ بِنَفسٍ طَيِّبَة، ثِقَةً بِٱلرَّبّ.
وَكانَت تُحَرِّضُ كُلًّا مِنهُم بِلُغَّةِ آبائِها، وَهِيَ مُمتَلِئَةٌ مِنَ ٱلحِكمَةِ ٱلسّامِية، وَقَد أَلقَت عَلى كَلامِها ٱلأُنثَوي بَسالَةً رُجولِيَّة،
قائِلَةً لَهُم: «إِني لَستُ أَعلَمُ كَيفَ نَشَأتُم في أَحشائي، وَلا أنا مَنَحتُكُمُ ٱلروحَ وَٱلحَياة، وَلا أَحكَمتُ تَركيبَ أَعضائِكُم،
عَلى أنَّ خالِقَ ٱلعالَمِ ٱلَّذي جَبَلَ تَكوينِ ٱلإِنسان، وَأَبدَعَ لِكُلِّ شَيءٍ تَكوينَهُ، سَيُعيدُ إِلَيكُم بِرَحمَتِهِ ٱلرّوحَ وَٱلحَياة، لِأَنَّكُم ٱلآنَ تَبذُلونَ أَنفُسَكُم في سَبيلِ شَريعَتِهِ».
وَأَنَّ أَنطِيوكُس، إِذ تَخَيَّلَ أنَّهُ يُستَخَفُّ بِهِ، وَخَشِيَ صَوتَ مُعيرٍ يُعَيِّرُهُ، أَخَذَ يُحَرِّضُ بِٱلكَلامِ أَصغَرَهُم ٱلباقي، بَل أَكَّدَ لَهُ بِٱلايمان، أَنَّهُ يُغنيهِ وَيُسعِدُهُ إِذا تَرَكَ شَريعَةَ آبائِهِ، وَيَتَّخِذُهُ خَليلًا لَهُ، وَيُقَلِّدُهُ ٱلمَناصِب.
وَلَمّا لَم يُصغِ ٱلغُلامُ لِذَلِكَ ٱلبَتَّة، دَعا ٱلمَلِكُ أُمَّهُ، وَحَثَّها أَن تُشيرَ عَلى ٱلغٌلامِ بِما يَبلُغُ إِلى خَلاصِهِ.
وَأَلَحَّ عَلَيها حَتّى وَعَدَت بِأَنَّها تُشيرُ عَلى ٱبنِها.
ثُمَّ ٱنحَنَت إِليَه، وَٱستَهزَأَت بِٱلمَلِكِ ٱلعَنيف، وَقالَت بِلُغَّةِ آبائِها: «يا بُنَيّ، إِرحَمني أَنا ٱلَّتي حَمَلَتكَ في جَوفِها تِسعَةَ أَشهُر، وَأَرضَعَتكَ ثَلاثَ سِنين، وَعالَتكَ وَبَلَّغَتكَ إِلى هَذِهِ ٱلسِنِّ وَرَبَّتكَ.
أُنظُر يا وَلَدي إِلى ٱلسَّماءِ وَٱلأَرض، وَإِذا رَأَيتَ كُلَّ ما فيهِما، فَٱعلَم أَنَّ ٱللهَ صَنَعَ ٱلجَميعَ مِنَ ٱلعَدَمِ وَكَذَلِكَ وَجَدَ جِنسَ ٱلبَشَر.
فَلا تَخَف مِن هَذا ٱلجَّلاد، لَكِن كُن مُستَأهِلًا لِإِخوَتِكَ وَٱقبَلِ ٱلمَوت، لِأَتَلَقّاكَ مَعَ إِخوَتِكَ بِٱلرَّحمَة».
وَفيما هِيَ تَتَكَلَّمُ، قالَ ٱلغُلام: «ماذا أَنتُم مُنتَظِرون؟ إِنّي لا أُطيعُ أَمرَ ٱلمَلِك، وَإِنَّما أُطيعُ أَمرَ ٱلشَّريعَة، ٱلَّتي أُلقِيَت إِلى آبائِنا عَلى يَدِ موسى.
وَأَنتَ أَيُّها ٱلمُختَرِعُ كُلَّ شَرٍّ عَلى ٱلعِبرانِيّين، إِنَّكَ لَن تَنجُوَ مِن يَدَيِ ٱلله».

سفر المزامير 16.8.6-5.1:(16)17

أَللَّهُمَّ، كُن لِلحَقِّ مُستَمِعا
وَإِلى تَضَرُّعي مُصغِيا
أَلا ٱسمَع إِلهَي مِنّي ٱلدُّعاء
فَما في لِساني أَيُّ رِياء

سَدِّد في سُبُلِكَ خُطاي
فَلا تَزِلُّ قَدَماي
أَللَّهُمَّ، إِنّي أَدعوكَ لِأَنَّكَ تَستَجيبُ لي
فَٱرهِف أُذُنَكَ نَحوي وَٱستَمِع إِلى قَولي

حِفظَ إِنسانِ ٱلعَينِ ٱحفَظني
وَبِظِلِّ جَناحَيكَ ٱستُرني
أَمّا أَنا، فَأَرى بِٱلصَّلاحِ وَجهَكَ
وَأَشبَعُ عِندَ ٱليَقَظَةِ مِن صورَتِكَ

إنجيل القدّيس لوقا 27-11:19

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، ضرب يَسوعُ لِتَلاميذِهِ مَثَلًا، لِأَنَّهُ قَرُبَ مِن أورَشَليم، وَكانوا يَظُنّونَ أَنَّ مَلَكوتَ ٱللهِ سَيَظهَرَ في ذَلِكَ ٱلحين.
فَقال: «ذَهَبَ رَجُلٌ شَريفُ ٱلنَّسَبِ إِلى بَلَدٍ بَعيد، لِيَحصُلَ عَلى ٱلمُلكِ ثُمَّ يَعود.
فَدَعا عَشرَةَ عَبيدٍ لَهُ، وَأَعطاهُم عَشرَةَ أَمناء، وَقالَ لَهُم: تاجِروا بِها إِلى أَن أَعود.
وَكانَ أَهلُ بَلَدِهِ يُبغِضونَهُ، فَأَرسَلوا وَفدًا في إِثرِهِ، يَقولون: لا نُريدُ هَذا مَلِكًا عَلَينا.
فَلمّا رَجَعَ بَعدَما حَصَلَ عَلى ٱلمُلك، أَمَرَ بِأَن يُدعى هَؤُلاءِ ٱلعَبيدِ ٱلَّذينَ أَعطاهُمُ ٱلمال، لِيَعلَمَ ما بَلَغَ مَكسَبُ كُلٍّ مِنهُم.
فَمَثَلَ ٱلأَوَّلُ أَمامَهُ، وَقال: يا مَولاي، رَبِحَ مَناكَ عَشَرَةَ أَمناء.
فَقالَ لَهُ: أَحسَنتَ أَيُّها ٱلعَبدُ ٱلصّالِح. كُنتَ أَمينًا عَلى ٱلقَليل، فَليَكُن لَكَ ٱلسُّلطانُ عَلى عَشرِ مُدُن.
وَجاءَ ٱلثّاني، فَقال: يا مَولاي، رَبِحَ مَناكَ خَمسَةَ أَمناء.
فَقالَ لِهَذا أَيضًا: وَأَنتَ كُن عَلى خَمسِ مُدُن.
وَجاءَ ٱلآخَر، فَقال: يا مَولاي، هُوَذا مَناكَ قَد حَفِظتُهُ في مِنديل.
لِأَنّي خِفتُكَ. فَأَنتَ رَجُلٌ شَديدٌ تَأخُذُ ما لَم تَستَودِع، وَتَحصُدُ ما لَم تَزرَع.
فَقالَ لَهُ: بكَلامِ فَمِكَ أَدينُكَ، أَيُّها ٱلعَبدُ ٱلكَسلان! عَرَفتَني رَجُلًا شَديدًا، آخُذُ ما لَم أَستَودِع، وَأَحصُدُ ما لَم أزرَع.
فَلِماذا لَم تَضَع مالي في بَعضِ ٱلمَصارِف؟ وَكُنتُ في عَودَتي أَستَرِدُّه مَعَ ٱلفائِدَة.
ثُمَّ قالَ لِلحاضِرين: خُذوا مِنهُ ٱلمَنا وَٱعطوهُ صاحِبَ ٱلأَمناءِ ٱلعَشَرَة.
فَقالوا لَهُ: يا مَولانا، عِندَهُ عَشَرَةُ أَمناء.
أَقولُ لَكُم: كُلُّ مَن كانَ لَهُ شَيء، يُعطى. وَمَن لَيسَ لَهُ شَيء، يُنتَزَعُ مِنهُ حَتّى ٱلَّذي لَهُ.
أَمّا أَعدائي أولَئِكَ ٱلَّذينَ لَم يُريدوني مَلِكًا عَلَيهِم، فَآتوا بِهِم إِلى هُنا، وَٱضرِبوا أَعناقَهُم أَمامي».

التعليق الكتابي:

البابا فرنسيس
المقابلة العامة بتاريخ 05/ 06/ 2013

«تاجِروا بِها إِلى أَن أَعود»

أريد أن أتوقّف اليوم لأتحدّث حول موضوع البيئة، كما سنحت لي الفرصة بأن أفعل ذلك سابقًا في مناسبات مختلفة… عندما نتكلّم عن البيئة، عن الخلق، يذهب فكري إلى الصفحات الأولى من الكتاب المقدّس، إلى سفر التكوين، حيث تمّ التأكيد على أنّ الله قد خلق الرجل والمرأة على الأرض كي يزرعاها ويحافظا عليها (راجع تك 2: 15). يثير هذا الأمر فيّ الأسئلة التالية: ماذا تعني زراعة الأرض والحفاظ عليها؟ هل نحن نزرع ونعتني حقًّا بالخلق؟ أم إنّنا نستفيد منه ونهمله؟ يذكّرني فعل “زرع” بالعناية التي يقدّمها المزارع لأرضه كي تحمل له الثمار التي يتمّ أيضًا مشاركتها: كم من الاهتمام والشغف والإخلاص!

إن زراعة ما خلقه الله والاعتناء به هو علامة من الله معطاة ليس فقط في بداية التاريخ، إنّما لكلّ منّا؛ هذا جزء من مشروعه؛ هذا يعني جعل العالم ينمو بمسؤوليّة وتحويله لكي يصبح حديقة، مكانًا يمكن للجميع العيش فيه. ذكّر بِنِدكتُس السادس عشر عدّة مرّات بأن هذا الواجب الذي أوكله إلينا الله الخالق، يتطلّب إدراك إيقاع الخلق ومنطقه. على العكس، نحن غالبًا ما نكون منقادين بكبرياء السيطرة، والامتلاك، والتحكّم والاستفادة؛ نحن “لا نحافظ عليه”، ولا نحترمه، ولا نعتبره هبة مجانيّة علينا الاعتناء بها. نحن نفقد سلوك الاندهاش، والتأمّل، والاستماع إلى الخلق؛ وهكذا، لم نعد قادرين أن نقرأ ما يسمّيه بِنِدكتُس السادس عشر “إيقاع قصّة حبّ الله للإنسان”. لماذا الأمر هو كذلك؟ لأنّنا نفكّر ونعيش بطريقة أفقيّة، ابتعدنا عن الله، ولا نقرأ إشاراته.

لكنّ “الزراعة والمحافظة” لا يقتصران فقط على العلاقة بيننا وبين البيئة… إذ أنّ ذلك يخصّ أيضًا العلاقات الإنسانيّة… نحن نعيش حاليًّا في وقت أزمة؛ نرى ذلك في البيئة، لكن بشكل خاص… الإنسان هو اليوم في خطر، من هنا ضرورة البيئة الإنسانيّة!