stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني ” 1 مارس – اذار 2022 “

209views

الثلاثاء الثامن من زمن السنة

رسالة القدّيس بطرس الأولى 25-18:1

أَيُّها ٱلأَحِبّاء، قَد عَلِمتُم أَنَّكُم لَم تُفتَدَوا بِٱلفاني مِنَ ٱلفِضَّةِ أَوِ ٱلذَّهَبِ مِن سيرَتِكُمُ ٱلباطِلَةِ ٱلَّتي وَرِثتُموها عَن آبائِكُم،
بَل بِدَمٍ كَريم، دَمِ ٱلحَمَلِ ٱلَّذي لا عَيبَ فيهِ وَلا دَنَس، أَي دَمِ ٱلمَسيح.
وَكانَ قَدِ ٱصطُفِيَ مِن قَبلِ إِنشاءِ ٱلعالَم، ثُمَّ كُشِفَ مِن أَجلِكُم في ٱلأَزمِنَةِ ٱلأَخيرَة.
وَهُوَ ٱلَّذي جَعَلَكُم تُؤمِنونَ بِٱللهِ ٱلَّذي أَقامَهُ مِن بَينِ ٱلأَمواتِ وَأَوَلاهُ ٱلمَجد، فَأَصبَحَ إيمانُكُم وَرجاؤُكُم في ٱلله.
أَطَعتُمُ ٱلحَقّ، فَطَهَّرتُم نُفوسَكُم كَيما يُحِبَّ بَعضُكُم بَعضًا حُبًّا أَخَوِيًّا صادِقًا. فَليُحِبّ بَعضُكُم بَعضًا حُبًّا ثابِتًا مِن صَميمِ ٱلقَلب.
فَإِنَّكُم وُلِدتُم وِلادَةً ثانِيَة، لا مِن زَرعٍ فاسِد، بَل مِن زَرعٍ غَيرِ فاسِد، وَهُوَ كَلامُ ٱللهِ ٱلحَيِّ ٱلباقي.
لِأَنَّ «كُلَّ بَشَرٍ كَٱلعُشبِ وَكُلَّ مَجدٍ لَهُ كَزَهرِ ٱلعُشب. أَلعُشبُ يَيبَسُ وَٱلزَّهرُ يَسقُط،
وَأَمّا كَلامُ ٱللهِ فَيَبقى لِلأَبَد». هَذا هُوَ ٱلكَلامُ ٱلَّذي بُشِّرتُم بِهِ.

سفر المزامير 20-19.15-14.13-12:147

إِمدَحي، يا أورَشَليمَ ٱلرَّبّ
سَبِّحي إِلَهَكِ، يا صِهيون
لِأَنَّهُ قَوّى مَغاليقَ أَبوابِكِ
وَبارَكَ أَبناءَكِ في داخِلِكِ

يُقِرُّ ٱلسَّلامَ في حُدودِكِ
وَمِن لُبابِ ٱلحِنطَةِ يُشبِعُكِ
يُرسِلُ إِلى ٱلأَرضِ قَولَهُ
فَتَجري كَلِمَتُهُ سَريعًا جِدا

يُبَيِّنُ لِيَعقوبَ كَلامَهُ
وَلِشَعبِه رُسومَهُ وَأَحكامَهُ
لَم يُعامِل هَكَذا جَميعَ ٱلأُمَم
وَلَم يُظهِر لَهُم ما قَد رَسَم

إنجيل القدّيس مرقس 45-32:10

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، كانَ ٱلتَّلاميذُ سائِرينَ في ٱلطَّريق، صاعِدينَ إِلى أورَشَليم. وَكانَ يَسوعُ يَتَقَدَّمُهُم، وَقَد أَخَذَهُمُ ٱلدَّهَش. أَمّا ٱلَّذينَ يَتبَعونَهُ، فَكانوا خائِفين. فَمَضى بِٱلِٱثنَي عَشَرَ مَرَّةً أُخرى، وَأَخَذَ يُنبِئُهم بِما سَيَحدُثُ لَهُ.
فَقال: «ها نَحنُ صاعِدونَ إِلى أورَشَليم. فَٱبنُ ٱلإِنسانِ يُسلَمُ إِلى ٱلأَحبارِ وَٱلكَتَبَة، فَيَحكُمونَ عَلَيهِ بِٱلمَوت، وَيُسلِمونَهُ إِلى ٱلوَثَنِيّين.
فَيَسخَرونَ مِنهُ، وَيَبصُقونَ عَلَيهِ، وَيَجلِدونَهُ، وَيَقتُلونَهُ، وَبَعدَ ثَلاثَةِ أَيّامٍ يَقوم».
وَدَنا إِلَيهِ يَعقوبُ وَيوحَنّا ٱبنا زَبَدى، فَقالا لَهُ: «يا مُعَلِّم، نُريدُ أَن تَصنَعَ لَنا ما نَسأَلُكَ».
فَقالَ لَهُما: «ماذا تُريدانِ أَن أَصنَعَ لَكُما؟»
قالا لَهُ: «إِمنَحنا أَن يَجلِسَ أَحَدُنا عَن يَمينِكَ، وَٱلآخَرُ عَن شِمالِكَ في مَجدِكَ».
فَقالَ لَهُما يَسوع: «إِنَّكُما لا تَعلَمانِ ما تَسأَلان. أَتَستَطيعانِ أَن تَشرَبا ٱلكَأسَ ٱلَّتي سَأَشرَبُها، أَو تَقبَلانِ ٱلمَعمودِيَّةَ ٱلَّتي سَأَقبَلُها؟»
فَقالا لَهُ: «نَستَطيع». فَقالَ لَهُما يَسوع: «إِنَّ ٱلكَأسَ ٱلَّتي أَشرَبُها سَوفَ تَشرَبانِها، وَٱلمَعمودِيَّةَ ٱلَّتي أَقبَلُها سَوفَ تَقبَلانِها.
وَأَمّا ٱلجُلوسُ عَن يَميني أَو شِمالي، فَلَيسَ لي أَن أَمنَحَهُ، وَإِنَّما هُوَ لِلَّذينَ أُعِدَّ لَهُم».
فَلَمّا سَمِعَ ٱلعَشرَةُ ذَلِكَ ٱلكَلام، ٱغتاظوا مِن يَعقوبَ وَيوحَنّا.
فَدَعاهُم يَسوع، وَقالَ لَهُم: «تَعلَمونَ أَنَّ ٱلَّذينَ يُعَدّونَ رُؤَساءَ ٱلأُمَمِ يَسودونَها، وَأَنَّ أَكابِرَها يَتَسَلَّطونَ عَلَيها.
فَلَيسَ ٱلأَمرُ فيكُم كَذَلِك. بَل مَن أَرادَ أَن يَكونَ كَبيرًا فيكُم، فَليَكُن لَكُم خادِمًا.
وَمَن أَرادَ أَن يَكونَ ٱلأَوَّلَ فيكُم، فَليَكُن لِأَجمَعِكُم عَبدًا.
لِأَنَّ ٱبنَ ٱلإِنسانِ لَم يَأتِ لِيُخدَم، بَل لِيَخدُمَ وَيَفدِيَ بِنَفسِهِ جَماعَةَ ٱلنّاس».

التعليق الكتابي :

القدّيس ألفونس ماري دو ليغوري (1696 – 1787)، أسقف وملفان الكنيسة
عظة

«لم يَأتِ لِيُخدَم، بل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفْسِه جَماعةَ النَّاس»

إلهٌ يخدم، يكنس البيت، يُسِلِّم نفسه لأعمال شاقة… واحدة من تلك الأفكار تكفي لتفيضنا بالحب! عندما بدأ المخلص بالتبشير بإنجيله، جعل من نفسه “خادمًا للجميع” معلناً بنفسه أنه “لم يَأتِ لِيُخدَم، بل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفْسِه جَماعةَ النَّاس”. وكأنه قال بذلك أنه أراد أن يكون خادم كل البشر. وطوال حياته، لم يكتفِ “بأن يتّخذ حالة العبيد ليكون خادمًا لكل البشر؛ إنّما أراد أن يأخذ صورة عبد غير أهل ليُضرَب ويتحمل الألم الذي كنا أهلاً له من جرّاء معاصينا” (القديس برنردس).

هذا هو الرَّب، خادم مطيع للجميع، قد خضع لأحكام بيلاطس، بالرغم من ظلمها، واستسلم لجلاّديه… هكذا، فإنّ هذا الإله الذي أحبنا كثيرًا، حبّاً بنا، أراد ان يطيع كعبد حتى الموت والموت المؤلم والكريه، وعذاب الصليب (راجع في 2: 8).

ولكن في كل ذلك، لم تكن طاعته كإله، إنّما كإنسانٍ، كعبد كان قد اضطلع على القوانين. إن أخذنا مثل قدّيسٍ، أسلم نفسه كعبد ليفتدي فقيرًا، فجذب بذلك إليه إعجاب العالم، بعمل المحبة البطولي هذا. ولكن ما هو مقدار تلك المحبة مقارنة بمحبة الفادي؟ فبكونه ألله، أراد ان يفتدينا من عبودية الشيطان والموت المحتّم، فجعل من نفسه عبدًا، واستسلم ليُقَيّد ويصلب. قال القديس أوغسطينس: “لكي يصير العبد سيّدًا، أراد الرب أن يجعل نفسه خادمًا”.