stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني ” 26 مارس – اذار 2022 “

293views

السبت الثالث من الزمن الأربعينيّ

سفر هوشع 6-1:6

هَلُمُّوا نَرجِعُ الى الرَّبّ، لِأَنَّه يَفترسُ ويَشْفي، يجرَحُ ويَعصِب.
يُحْينا بَعدَ يَومَين، وفي اليَومِ الثَّالِثِ يُقيمُنا؛ فنَحْيا أَمامَهُ،
ونَعلَمُ ونَتَّبِعُ الرَّبّ لِنَعرِفَه. قَد أُعِدَّ خُروجُهُ كالفَجْر، فَسَيَفِدُ كالمَطَرِ إليناِ كالوَليِّ والوسميِّ على الأَرْض.
ماذا أَصنَعُ إِلَيك، يا إِفْرائيم؟ ماذا أَصنَعُ إِلَيكَ، يا يَهوذا؟ إِنَّ رَحمَتَكم كَسَحابَةِ الصُّبح وكالنَّدى الَّذي يَزولُ باكِرًا.
لِذلك نَحَتُّهم بِالأنبِياء، وقَتَلتُهم بِأَقوالِ فَمي. إِنَّ القَضاء عليك كالنُّور الَّذي يَبرُز.
فإِنَّي أُردتُ رحمَةً لا ذَبيحة، ومَعرِفَةَ اللهِ أَكثَرَ مِنَ المُحرَقات.

سفر المزامير 19-18.6a-5.4-3:(50)51

إِرحَمني، يا أَللهُ، عَلى قَدرِ رَحمَتِكَ
وَعَلى قَدرِ رَأفَتِكَ أُمحُ مَآثِمي
إِغسِلني كَثيرًا مِن إِثمي
وَمِن خَطيئَتي طَهِّرني

لأنّي أَنا عارِفٌ بِآثامي
وَخَطايايَ أَمامي في كُلِّ حين
لَكَ وَحدَكَ خَطِئتُ
لإِنَّكَ لا تُريدُ ٱلذَّبيحَةَ

وَأُقَرِّبُ ٱلمُحرَقاتِ فَلا تَسُرُّكَ
فَٱلذَّبيحَةُ للهِ روحٌ مُنسَحِق
أَلقَلبُ ٱلخاشِعُ ٱلمُتَواضِعُ لا يَرذُلُهُ ٱلله

إنجيل القدّيس لوقا 14-9:18

في ذلك الزمان: ضرَبَ يسوعُ أَيضًا هذا المَثَل، لِقَومٍ كانوا مُستيقِنين أّنَّهم أَبرار، ويَحتَقِرونَ سائرَ النَّاس:
«صَعِدَ رَجُلانِ إِلى الهَيكَلِ لِيُصَلِّيا، أَحَدُهما فِرِّيسيّ والآخَرُ عَشّار.
فانتَصَبَ الفِرِّيسيُّ قائِمًا يُصَلَّي فيَقولُ في نَفْسِه: «الَّلهُمَّ، شُكرًا لَكَ لِأَنِّي لَستُ كَسائِرِ النَّاسِ السَّرَّاقينَ الظَّالمِينَ الفاسقِين، ولا مِثْلَ هذا العَشّار!
إِنَّي أَصومُ مَرَّتَيْنِ في الأُسبوع، وأُؤَدِّي عُشْرَ كُلِّ ما أَقتَني».
أَمَّا العَشّار، فوَقَفَ بَعيدًا لا يُريدُ ولا أَن يَرَفعَ عَينَيهِ نَحوَ السَّماء، بل كانَ يَقرَعُ صَدرَهُ ويقول: «الَّلهُمَّ، ارْحَمْني، أَنا الخاطئ!»
أَقولُ لَكم إِنَّ هذا نَزَلَ إِلى بَيتِه مَبرورًا وأَمَّا ذاكَ فلا. فكُلُّ مَن رَفَعَ نَفْسَه وُضِع، ومَن وَضَعَ نَفْسَهُ رُفِع»

التعليق الكتابي :

القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
العظة 115

«أَمَّا الجابي فوَقَفَ بَعيدًا لا يُريدُ ولا أَن يَرَفعَ عَينَيهِ نَحوَ السَّماء»

وقال الفريسيّ: “لأَنِّي لَستُ كَسائِرِ النَّاسِ”. ومن هم سائر الناس، إن لم يكن جميع الناس ما عداه هو؟ “أنا بار وسائر الناس خطأة؛ لَستُ كَسائِرِ النَّاسِ السَّرَّاقينَ الظَّالمِينَ الفاسقِين”. وها أنّ وجود الجابي إلى جانبه منحه فرصة ليتباهى أكثر في نفسه: “أنا لست كسائر الناس؛ أمّا هو، فإنّه كسائر الناس. أنا لست مثله، بفضل أعمالي الصالحة، أنا لست بخاطئٍ. إِنَّي أَصومُ مَرَّتَيْنِ في الأُسبوع، وأُؤَدِّي عُشْرَ كُلِّ ما أَقتَني”. ماذا طلب من الله؟ إن راجعنا كلامه، لن نجد شيئًا. لقد صعد مدّعيًا أنّه يريد الصلاة؛ لكنّه لم يطلب شيئًا من الله، بل بدأ يمدح نفسه. وكان حتّى قليلاً عليه ألاّ يطلب شيئًا من الله وأن يمدح نفسه: إضافة إلى ذلك، فقد أهان مَن كان يصلّي إلى جانبه: هذه ذروة الوقاحة!

أمّا الجابي، “فوقف بعيدًا”، ومع ذلك كان قريبًا من الله: كان توبيخ قلبه يُبعده عن الله، لكن حبّه كان يُقرّبه منه. وقف هذا الجابي بعيدًا، لكنّ الله اقترب منه ليسمعه. “الرَّبُّ تَعالى ونَظَرَ إِلى المُتَواضِع أَمَّا المُتَكَبّر”، كهذا الفرّيسي، “فيَعرِفُه مِن بَعيد” (مز 138[137]: 6). فكلّ مَن يرفع نفسه، يراه الله من بعيد، لكنّه لا يتجاهله.

في المقابل، انظروا إلى تواضع هذا الجابي. فهو لم يكتفِ بالوقوف بعيدًا، بل لم يجرؤ على رفع عينيه نحو السماء. لم يجرؤ على رفع عينيه للبحث عن نظرة. لم يجرؤ على النظر إلى السماء لأنّ ضميره كان يُخفضه، لكنّ الرجاء كان يرفعه. اسمعوا أيضًا: “كانَ يَقرَعُ صَدرَه”. لقد طلب العقاب من نفسه؛ لذا، سامح الله هذا الإنسان الذي اعترف بخطيئته: “اللّهمّ ارحمني أنا الخاطئ”: هذا رجل يصلّي! لماذا تتعجّب أن يتجاهل الله أخطاءه في حين اعترف بنفسه بها؟ هو حاكم نفسه والله دافع عن قضيّته؛ هو اتّهم نفسه والله دافع عنه. “والحقّ أقول لكم…” الحقيقة هي التي تتكلّم، إنّه الله، إنّه القاضي. “هذا الجابي نَزَلَ إِلى بَيتِه مَبروراً وأَمَّا ذاكَ فلا”. قل لنا لماذا، يا ربّ؟ “كُلُّ مَن رَفَعَ نَفْسَه وُضِع، ومَن وَضَعَ نَفْسَهُ رُفِع”.