stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني” 6 فبراير – شباط 2021 “

264views

السبت الرابع من زمن السنة

تذكار القدّيس بولس مكي ورفقائه الـ 25، شهداء اليابان

الرسالة إلى العبرانيّين 21-20.17-15:13

أَيُّها ٱلإِخوَة، لِنُقَرِّبَ للهِ عَن يَدِ يَسوعَ ذَبيحَةَ ٱلحَمدِ في كُلِّ حين، أَي ما تَلفِظُهُ ٱلشِّفاهُ ٱلمُسَبِّحَةُ لِٱسمِهِ.
لا تَنسَوا ٱلإِحسانَ وَٱلمُشارَكَةَ في ٱلمال، فَإِنَّ ٱللهَ يَرتَضي مِثلَ هَذِهِ ٱلذَّبائِح.
أَطيعوا رُؤَساءَكُم وَٱخضَعوا لَهُم، لِأَنَّهُم يَسهَرونَ عَلى نُفوسِكُم سَهَرَ مَن يُحاسَبُ عَلَيها. لِيَعمَلوا ذَلِكَ بِفَرَحٍ لا بِحَسرَة، يَكونُ لَكُم فيهِ خُسران.
جَعَلَكُم إِلَهُ ٱلسَّلامِ ٱلَّذي أَقامَ مِن بَينِ ٱلأَموات، بِدَمِ عَهدٍ أَبَدِيّ، راعِيَ ٱلخِرافِ ٱلعَظيم، رَبَّنا يَسوع.
جَعَلَكُم أَهلًا لِلعَمَلِ بِمَشيئَتِهِ في كُلِّ شَيءٍ صالِح، وَعَمِلَ فينا ما حَسُنَ لَدَيهِ بِيَسوعَ ٱلمَسيحِ لَهُ ٱلمَجدُ أَبَدَ ٱلدُّهور. آمين.

سفر المزامير 6.5.4-3b.3a-1:(22)23

أَلرَّبُّ راعِيَّ فَلا شَيءٌ يُعوِزُني
في مُروجٍ خَصيبَةٍ يُربِضُني
لِمِياهِ ٱلرّاحَةِ يورِدُني
فَيُنعِشَ نَفسي

سُبُلَ ٱلرَّشادِ يَهديني
إِكرامًا لِٱسمِهِ
وَلَو سِرتُ في وادي ظِلالِ ٱلفَناء
لا أَخافُ سوءًا لِأَنَّكَ مَعي
عَصاكَ وَعُكّازُكَ يُعَزِّيانِني

تُعِدُّ مائِدَةً أَمامي
تُجاهَ خُصومي

بِٱلدُّهنِ تُطَيِّبُ رَأسي
وَرَوِيَّةٌ هي كَأسي
طولَ عُمري يَتبَعُني ٱلخَيرُ وَٱلإِنعام
وَأَسكُنُ بَيتَ ٱلمَولى طَوالَ ٱلأَيَّام

إنجيل القدّيس مرقس 34-30:6

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، ٱجتَمَعَ ٱلرُّسُلُ عِندَ يَسوع، وَأَخبَروهُ بِجَميعِ ما عَمِلوا وَعَلَّموا.
فَقالَ لَهُم: «تَعالَوا أَنتُم إِلى مَكانٍ قَفرٍ تَعتَزِلونَ فيه، وَٱستَريحوا قَليلًا». لِأَنَّ ٱلقادِمينَ وَٱلذّاهِبينَ كانوا كَثيرين، حَتّى لَم تَكُن لَهُم فُرصَةٌ لِتَناوُلِ ٱلطَّعام.
فَمَضَوا في ٱلسَّفينَةِ إِلى مَكانٍ قَفرٍ يَعتَزِلونَ فيه.
فَرَآهُمُ ٱلنّاسُ ذاهِبين، وَعَرَفَهُم كَثيرٌ مِنهُم، فَأَسرَعوا سَيرًا عَلى ٱلأَقَدامِ مِن جَميعِ ٱلمُدُن، وَسَبَقوهُم إِلى ذَلِكَ ٱلمَكان.
فَلَمّا نَزَلَ إِلى ٱلبَرِّ رَأى جَمعًا كَثيرًا، فَأَخَذَتهُ ٱلشَّفَقَةُ عَلَيهِم، لِأَنَّهُم كانوا كَغَنَمٍ لا راعِيَ لَها، وَأَخَذَ يُعَلِّمُهُم أَشياءَ كَثيرَة.

التعليق الكتابي :

أوريجينُس (نحو 185 – 253)، كاهن ولاهوتيّ
شرح لنشيد الأناشيد

« أَخذَتْه الشَّفَقَةُ علَيهم، لِأَنَّهم كانوا كَغَنَمٍ لا راعِيَ لها، وأَخَذَ يُعَلَّمُهم أَشياءَ كثيرة »

قالت العروس في سفر نشيد الأناشيد: “أَخبِرْني يا مَن تُحِبّه نَفْسي: أَينَ تَرْعى وأَينَ تُربِض عِندَ الظَّهيرة؟” (نش 1: 7). وأغلب الظنّ أنّ النبيّ، الموضوع تحت حراسة الرَّاعي نفسه، تكلّم عن المكان نفسه الذي ذكرته العروس، حين قال في المزمور الثالث والعشرين: “الرَّبُّ راعِيَّ فما مِن شيَءٍ يُعوِزُني” (مز 23[22]: 1). كان يعرف أنّ الرعاة الآخرين، تحت تأثير الكسل أو عدم الخبرة، جعلوا قطعانهم ترعى في أماكن قاحلة أكثر. لذا، قال عن الربّ، ذلك الراعي الكامل، ما يلي:” في مَراعٍ نَضيرةٍ يُريحُني. مِياهَ الرَّاحةِ يورِدُ فيّ ويُنعِشُ نَفْسي وإِلى سُبُلِ البِر يَهْديني إِكْرامًا لاْسمِه”(مز 23[22]: 2-3). لقد برهن النبيّ هنا أن هذا الرَّاعي لا يعطي نعاجه مياهًا وفيرةً فقط، إنّما يعطيها مياهًا نقيّة وسليمة تُروي تمامًا عطشها…

إنّ هذه التنشئة الأوّليّة، المُعطاة من قِبل الرَّاعي، هي تنشئة البدايات؛ وما سوف يليها يخصّ التقدّم والكمال. لقد تكلّمنا للتوّ عن المراعي النضرة والخضراء. ومن المستحسن أن نرى ذلك أيضًا في الأناجيل. فقد وجدتُ فيها الرَّاعي الصالح يتكلّم عن مراعي النعاج: قال إنّه الرَّاعي، لكن أيضًا الباب: “أَنا الباب فمَن دَخَلَ مِنِّي يَخلُص يَدخُلُ ويَخرُجُ ويَجِدُ مَرْعًى” (يو 10: 9). إذًا، هو بنفسه مَن تكلّمَت وسألَت عنه العروس… طبعًا، لقد أطلقت اسم “الظهيرة” على تلك الأماكن السرّية في القلب حيث تحصل النفس من الكلمة الإلهي على نور مشعّ أكثر بالعلم. في الواقع، إنّه الوقت الذي تبلغ فيه الشمس الذروة خلال النهار. فإذا كان الرّب يسوع، “شَمس البِرّ” (ملا 3: 20)، يمنح كنيسته أسرار فضائله السامية، فإنّه يجعلها تكتشف أيضًا “المَراعي النَضيرة” وأماكن ترتاح فيها “عِندَ الظهيرة”.

لأنّه عندما تكون الكنيسة لا تزال في بدايات تعليمه لها ولا تتلقّى منه إلاّ بدايات المعرفة، فإنّ “اللهُ في وَسَطِها فلَن تَتزعزَع، اللهُ عِندَ اْنبِثاقِ الصُّبحِ يَنصُرُها” (مز 46[44]: 6)، على ما قال صاحب المزامير. ولكن بما أنّها تُنشد في الوقت الحاضر خيراتٍ أكثر كمالاً وتبتغي حقائق أرفع، فإنّها تطلب نور المعرفة “عِندَ الظّهيرة”.