stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني” 9 سبتمبر – أيلول 2021 “

Bible and cross --- Image by © VStock LLC/Tetra Images/Corbis
209views

الخميس الثالث والعشرون من زمن السنة

رسالة القدّيس بولس إلى أهل قولسّي 17-12:3

أَيُّها ٱلإِخوَة، أَنتُمُ ٱلَّذينَ ٱختارَهمُ ٱللهُ فَقَدَّسَهُم وَأَحبَّهم، ٱلبَسوا عَواطِفَ ٱلحَنانِ وَٱللُّطفِ وَٱلتَّواضُعِ وَٱلوَداعةِ وَٱلصَّبر.
إِحتَمِلوا بَعضُكُم بَعضًا، وَٱصفَحوا بَعضُكُم عَن بَعضٍ إِذا كانَت لِأَحَدٍ شَكوى مِنَ ٱلآخَر. فَكَما صَفَحَ عَنكُمُ ٱلرَّبّ، إِصفَحوا أَنتُم أَيضًا.
وَٱلبَسوا فَوقَ ذَلِكَ كُلِّهِ ثَوبَ ٱلمَحَبَّة، فَإِنَّها رِباطُ ٱلكَمال.
وَليَسُد قُلوبَكُم سَلامُ ٱلمَسيح، ذاكَ ٱلسَّلامُ ٱلَّذي إِلَيهِ دُعيتُم لِتَصيروا جَسَدًا واحِدًا. وَكونوا شاكِرين.
لِيَنزِل فيكُم كَلامُ ٱلمَسيحِ وافِرًا، لِتُعَلِّموا بَعضُكُم بَعضًا، وَتَتَبادَلوا ٱلنَّصيحَةَ بِكُلِّ حِكمَة. رَتِّلوا للهِ مِن صَميمِ قُلوبِكُم شاكِرينَ بِمَزاميرَ وَتَسابيحَ وَأَناشيدَ روحِيَّة.
وَمَهما يَكُن لَكُم مِن قَولٍ أَو فِعل، فَليَكُن بِٱسمِ ٱلرَّبِّ يَسوع، تَحمَدونَ بِهِ ٱللهَ ٱلآب.

سفر المزامير 6-5.4-3.2-1:(149)150

سَبِّحوا ٱللهَ في مَقدِسِهِ
سَبِّحوهُ في سَماءِ بَأسِهِ
سَبِّحوهُ مِن أَجلِ مُعجِزاتِهِ
سَبِّحوهُ لِبالِغِ عَظَمَتِهِ

سَبِّحوهُ بِدَوِيِّ ٱلنَّفير
سَبِّحوهُ بِٱلعودِ وَٱلقيثار
سَبِّحوهُ بِٱلرَّقصِ وَٱلدُّفوف
سَبِّحوهُ بِٱلأَوتارِ وَٱلمِزمار

سَبِّحوهُ بِٱلصُنوجِ ٱلمُدَوِيَّة
سَبِّحوهُ بِٱلصُنوجِ ٱلمُجَلجِلَة
وَلتَكُن للهِ كُلُّ نَسَمَةٍ مُبَجِّلَة

إنجيل القدّيس لوقا 38-27:6

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، قالَ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «أَمّا أَنتُم أَيُّها ٱلسّامِعون، فَأَقولُ لَكُم: أَحِبّوا أَعداءَكُم، وَأَحسِنوا إِلى مُبغِضيكُم.
وَبارِكوا لاعِنيكُم، وَصَلّوا مِن أَجلِ ٱلمُفتَرينَ ٱلكَذِبِ عَلَيكُم.
مَن ضَرَبَكَ عَلى خَدِّكَ فَٱعرِض لَهُ ٱلآخَر. وَمَنِ ٱنتَزَعَ مِنكَ رِداءَكَ فَلا تَمنَعهُ قَميصَكَ.
وَكُلُّ مَن سَأَلَكَ فَأَعطِهِ، وَمَنِ ٱغتَصَبَ مالَكَ فَلا تُطالِبهُ بِهِ.
وَكَما تُريدونَ أَن يُعامِلَكُمُ ٱلنّاس، فَكَذَلِكَ عامِلوهُم.
فَإِن أَحبَبتُم مَن يُحِبُّكُم، فَأَيُّ فَضلٍ لَكُم؟ لِأَنَّ ٱلخاطِئينَ أَنفُسَهُم يُحِبّونَ مَن يُحِبُّهُم.
وَإِن أَحسَنتُم إِلى مَن يُحسِنُ إِلَيكُم، فَأَيُّ فَضلٍ لَكُم؟ لِأَنَّ ٱلخاطِئينَ أَنفُسَهُم يَفعَلونَ ذَلِك.
وَإِن أَقرَضتُم مَن تَرجونَ أَن تَستَوفوا مِنهُ، فَأَيُّ فَضلٍ لَكُم؟ فَهُناكَ خاطِئونَ يُقرِضونَ خاطِئينَ لِيَستَوفوا مِثلَ قَرضِهِم.
وَلكِن أَحِبّوا أَعداءَكُم، وَأَحسِنوا وَأَقرِضوا غَيرَ راجينَ عِوَضًا، فَيَكونَ أَجرُكُم عَظيمًا وَتَكونوا أَبناءَ ٱلعَلِيّ، لِأَنَّهُ هُوَ يَلطُفُ بِٱلكَفَرَةِ وَٱلأَشرار.
كونوا رُحَماءَ كَما أَنَّ أَباكُم رَحيم.
لا تَدينوا فَلا تُدانوا. لا تَحكُموا عَلى أَحَدٍ فَلا يُحكَمَ عَلَيكُم. أُعفوا يُعفَ عَنكُم.
أَعطوا تُعطَوا. سَتُعطَونَ في أَحضانِكُم كَيلًا كَريمًا مَركومًا مُهَزهَزًا طافِحًا، لِأَنَّهُ يُكالُ لَكُم بِما تَكيلون».

التعليق الكتابي :

جان تولير (نحو 1300 – 1361)، راهب دومينكيّ في ستراسبورغ
العظة 39، الأحد الرابع بعد الثالوث

«سَتُعطَونَ في أَحضانِكُم كَيلًا كَريمًا مَركومًا مُهَزهَزًا طافِحًا، لِأَنَّهُ يُكالُ لَكُم بِما تَكيلون»

يذكر ربّنا أربعة أنواع من المكاييل التي ستُمنح للإنسان: المكيال الجيّد، والمكيال الملآن، والمكيال المضغوط والمكيال الفائض.

دعونا نفهم أوّلاً ما هو المكيال الكريم والجيّد. فالمكيال الجيّد ليس سوى أن يحوّل الإنسان إرادته إلى الله، ويحيا بحسب وصايا الله ووصايا الكنيسة المقدّسة، من خلال ممارسة الأسرار والندم عن الخطايا… فليحبّ الله والقريب… فهذه حياةٌ مسيحيّة حقّة… ويمكننا أن نسمّيها الضروريّات الأساسيّة… وعندما ينطلق الإنسان في الحياة الروحيّة، يفرض على ذاته ممارسات خارجيّة جيّدة مثل الصلاة، والسجود، والصوم وغيرها من أشكال التفاني الخاصّة.

وبعده يُعطى المكيال الملآن المركوم وهو ممارسة داخليّة حميمة حيث يضع الإنسان غيرته في البحث عن الله في أعماق قلبه، لأنّ ملكوت الله هو في داخل الإنسان (راجع لو 17: 21). يا أولادي، إنّ هذه الحياة تختلف أي اختلاف عن الأولى، كاختلاف الجري عن القعود.

ثمّ يأتي بعدها المكيال المُهَزْهَز، المكبوس والمضغوط: ألا وهو الحبّ المتدفّق الجاري. وهذا الحبّ يجذب كلّ شيء نحوه، كلّ الأعمال الحسنة وكلّ حياة وكلّ عذاب. وهو يحمل في إنائه كلّ عمل جيّد في هذا العالم يقوم به جميع البشر، الصالحين منهم والأشرار. فكلّ شيء في المحبّة… إنّ الحبّ يستوعب كلّ الخير المتواجد في السماء في الملائكة وفي القدّيسين وآلام الشهداء. ويجذب الحبّ بذاته كل خير متواجد في جميع مخلوقات السماء والأرض والذي تضيع منه نسبة كبيرة أو يبدو أنها تضيع. غير أنّ المحبّة لا تسمح بضياع أيّ شيء…

إلى أن يأتي المكيال الطّافح الفائض، وهذا المكيال على درجة من الامتلاء وعلى درجة من الوفرة، وعلى درجة من السخاء حتّى أنه يفيض من كلّ جهة. ما على ربّنا سوى أن يلمس الإناء بإصبعٍ حتّى تفيض وفرة المواهب بسرعة لتغطّي كلّ ما ٱحتواه الإناء في جوفه وما فاض عنه… وينتشر كلّ شيء في الله ويضيع فيه ويصبح واحدًا مع الله. فالله يحبّ من خلال هؤلاء البشر نفسه ويقوم بجميع أعمالهم في ذاتهم… وبذلك ينتشر مكيال القلوب الفائضة في الكنيسة جمعاء.