stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 28 مايو – أيار 2020 “

344views

الخميس السابع من زمن القيامة

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 7-1:5

يا إِخْوَتي، كُونُوا مُقْتَدِينَ بِٱللهِ كأَوْلادٍ أَحِبَّاء.
وَٱسْلُكُوا في المَحَبَّةِ كَمَا المَسِيحُ أَيْضًا أَحَبَّنَا، فَبَذَلَ نَفسَهُ عَنَّا قُربَانًا وذَبيحَةً لله، طيِبًا ذَكِيَّ الرَائِحَة.
أَمَّا الفُجُورُ وكُلُّ نَجَاسَة، أَوِ الجَشَع، فلا يُذْكَرْ حتَّى ٱسْمُهَا بَيْنَكُم، كَمَا يَلِيقُ بِالقِدِّيسِين؛
ولا البَذَاءَةُ ولا الكلامُ السَّفِيه، أَوِ السُّخْرِيَّة، كُلُّ هذِهِ لا تَلِيق، بَلْ بِالأَحْرَى الشُّكْرَان.
إِعْلَمُوا هذَا جَيِّدًا: إِنَّ كُلَّ زَانٍ، أَو نَجِس، أَو جَشِعٍ عَابِدِ أَوثَان، لا مِيرَاثَ لَهُ في مَلَكُوتِ المَسِيحِ والله.
لا يَخْدَعَنَّكُم أَحَدٌ بِكلامٍ بَاطِل، فبِهذَا يَنْصَبُّ غَضَبُ اللهِ على أَبْنَاءِ العُصْيَان.
فلا تَكُونُوا لَهُم شُرَكَاء.

إنجيل القدّيس يوحنّا 43-37:12

صَنَعَ يَسُوعُ أَمَامَ اليَهُودِ تِلْكَ الآيَاتِ كُلَّهَا، فَمَا كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ،
لِتَتِمَّ الكَلِمَةُ الَّتِي قَالَهَا آشَعْيَا النَّبِيّ: «يَا رَبُّ، مَنْ آمَنَ بِمَا سَمِعَ مِنَّا؟ ولِمَنْ أُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبّ؟».
لِهذَا لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُؤْمِنُوا لأَنَّ آشَعْيَا قَالَ أَيْضًا:
«لَقَدْ أَعْمَى عُيُونَهُم، وقَسَّى قُلُوبَهُم، لِئَلاَّ يَرَوا بِعُيُونِهِم، ويَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِم، ويَتُوبُوا فَأَشْفِيَهُم».
قَالَ آشَعْيَا هذَا، لأَنَّهُ رَأَى مَجْدَ يَسُوعَ وتَحَدَّثَ عَنْهُ.
غَيرَ أَنَّ كَثيرينَ مِنَ الرُّؤَسَاءِ أَنْفُسِهِم آمَنُوا بِهِ، ولكِنَّهُم بِسَبَبِ الفَرِّيسِيِّينَ لَمْ يَجْهَرُوا بِإِيْمَانِهِم، لِئَلاَّ يُفْصَلُوا عَنِ المَجْمَع.
فَقَدْ فَضَّلُوا مَجْدَ النَّاسِ عَلى مَجْدِ الله.

التعليق الكتابي :

القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
البحث 53 حول إنجيل القدّيس يوحنّا

« أعمى عُيونَهم وقَسَّى قُلوبَهم لِئَلاَّ يُبصِروا بِعُيونِهم ويَفهَموا بقُلوبِهِم »

قال القدّيس يوحنّا الإنجيلي إنّهم “لم يَستَطيعوا أَن يُؤمِنوا، لأَنَّ إِشَعْيا قالَ أَيضًا: أَعْمى عُيونَهم وقَسَّى قُلوبَهم لِئَلاَّ يُبصِروا بِعُيونِهم ويَفهَموا بقُلوبِهِم ويَرجعوا فَأَشفِيَهم”. لكن، والحال هذه، إن عجزوا عن الإيمان، فما هو ذنب إنسان لا يفعل ما يستحيل عليه فعله؟ والأخطر هنا، يبدو أنّ الله هو سبب تشكيكهم، لأنّه أعمى عيونهم وقسّى قلوبهم؛ فالإنجيلي لم ينسب هذا العمى إلى الشيطان بل إلى الله. لكن لماذا عجزوا عن الإيمان؟ إجابتي هي التالية: لأنّهم لم يريدوا ذلك؛ فكما أنّ مجد الإرادة الإلهيّة يكمن في عدم تمكّن الله من تكذيب ذاته، كذلك ذنب الإرادة البشريّة يكمن في عدم التمكّن من الإيمان بالكلمة الإلهيّة.

لكنكّم قد تقولون أنّ النّبي إشعيا أشار إلى سبب آخر غير إرادتهم، حين أضاف: “أعمى عيونهم…”. وجوابي هو أنّ إرادتهم هي التي استحقّت هذا العمى، لأنّ الله يعمي ويقسّي، من خلال التخلّي عن الإنسان ورفض مساعدته، وهذا ما يستطيع صنعه بقرار سريّ،من دون أن يكون ظالمًا على الإطلاق. فبالحقيقة، إن الله لا يتركنا إلاّ حين نرغب نحن بذلك حسب قول النّبي هوشع: “بما أَنَّكَ نَسيتَ تَعْليمَ إِلهِكَ فأَنا أَيضاً أَنْسى أبناءَكَ”. لقد تكلّم هكذا ليعلّمنا بأنّنا نحن بأنفسنا نبدأ العمل الّذي يؤدّي إلى دينوننتنا وبالتّالي إلى هلاكنا.