stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 1 ديسمبر – كانون الأول 2020 “

387views

الثلاثاء من أسبوع زيارة العذراء

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 10-1:2

يا إِخوَتِي، وأَنْتُم، فقَدْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِزَلاَّتِكُم وخَطَايَاكُم،
الَّتي سَلَكْتُم فيهَا مِنْ قَبْلُ بِحَسَبِ إِلهِ هذَا العَالَم، بِحَسَبِ رَئِيسِ سُلْطَانِ الجَوّ، أَي الرُّوحِ الَّذي يَعْمَلُ الآنَ في أَبْنَاءِ العُصْيَان؛
ومِنْهُم نَحْنُ أَيْضًا جَمِيعُنَا قَدْ سَلَكْنَا مِنْ قَبْلُ في شَهَواتِ إِنْسَانِنَا الجَسَدِيّ، عَامِلِينَ بِرَغَبَاتِهِ وأَفكَارِهِ، وكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَولادَ الغَضَبِ كَالبَاقِين؛
لكِنَّ الله، وهُوَ الغنِيُّ بِرَحْمَتِهِ، فَلِكَثْرَةِ مَحَبَّتِهِ الَّتي أَحَبَّنَا بِهَا،
وقَدْ كُنَّا نَحْنُ أَيْضًا أَمْوَاتًا بِزَلاَّتِنَا، أَحْيَانَا معَ المَسِيح، وبِالنِّعْمَةِ أَنْتُم مُخَلَّصُون؛
ومَعَهُ أَقَامَنَا وَأَجْلَسَنَا في السَّمَاوَاتِ في المَسِيحِ يَسُوع،
لِيُظْهِرَ في الأَجْيَالِ الآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الفَائِقَة، بِلُطْفِهِ لَنَا في المَسِيحِ يَسُوع.
فَبِالنِّعمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ بِواسِطَةِ الإِيْمَان: وهذَا لَيْسَ مِنْكُم، إِنَّهُ عَطِيَّةُ الله.
ولا هُوَ مِنَ الأَعْمَال، لِئَلاَّ يَفْتَخِرَ أَحَد؛
لأَنَّنَا نَحْنُ صُنْعُهُ، قَدْ خُلِقْنَا في المَسِيحِ يَسُوعَ لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَة، الَّتي سَبَقَ اللهُ فأَعَدَّهَا لِكَي نَسْلُكَ فيهَا.

إنجيل القدّيس لوقا 42-38:10

فيمَا (كَانَ يَسوعُ وتلاميذهُ) سَائِرين، دَخَلَ يَسُوعُ إِحْدَى ٱلقُرَى، فٱسْتَقْبَلَتْهُ في بَيتِهَا ٱمْرَأَةٌ ٱسْمُها مَرْتا.
وَكانَ لِمَرْتَا أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَم. فَجَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَي ٱلرَّبِّ تَسْمَعُ كَلامَهُ.
أَمَّا مَرْتَا فَكانَتْ مُنْهَمِكَةً بِكَثْرَةِ ٱلخِدْمَة، فَجَاءَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبّ، أَمَا تُبَالي بِأَنَّ أُخْتِي تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُسَاعِدَنِي!».
فَأَجَابَ ٱلرَّبُّ وَقَالَ لَهَا: «مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين!
إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».

التعليق الكتابي :

القدّيس بِرنَردُس (1091 – 1153)، راهب سِستِرسيانيّ وملفان الكنيسة
العظة الثالثة عن الصعود

مرتا ومريم

“مَرتا، مَرتا، إِنَّكِ في هَمٍّ وارتِباكٍ بِأُمورٍ كَثيرَة”… أيوجد هنالك مَن يجب أن نطبّق عليه كلام الربّ هذا أكثر من المسؤولين عن الجماعات؟ فمَن هو الذي يهتمّ بأمور كثيرة غير ذلك الذي يجب عليه أن يهتمّ بمريم المتأمّلة وبلعازر أخيها وبآخرين أيضًا؟ فنحن نعرف مرتا القلقة والمهتمّة بأمور كثيرة: هي كالرَّسول الذي يحمل على عاتقه مسؤوليّة “الاِهتِمامِ بِجَميع الكَنائِس” (2كور 11: 28)، والذي يحرص على أن يعتني الرّعاة برعاياهم. قال الربّ: “فمَن يكونُ ضَعيفًا ولا أَكونُ ضَعيفًا؟ ومَن تَزِلُّ قَدَمُه ولا أَحتَرِقُ أَنا؟” (2كور 11: 29). فلتستقبل مرتا إذًا الربّ في بيتها لأنّه أوكل إليها إدارة المنزل… كذلك الأمر بالنسبة إلى مَن يتقاسمون مهمّاتها، عليهم أن يستقبلوا الربّ في بيوتهم، كلّ بحسب المهمّة الموكلة إليه؛ عليهم أن يستقبلوا الرّب يسوع ويخدموه، ويساعدوه في خدمة رعيّته، والمرضى، والفقراء، والمسافرين والحجّاج.

وبينما هم ينفّذون هذه المهمّات، فلتجلس مريم بسلام لأنّها تعلم “كم أنّ الربّ طيّب” (راجع مز 34[33]: 9). فلتحرص على أن تجلس على قدمَيّ الرّب يسوع وقلبها ممتلئ حبًّا ونفسها سلامًا، من دون أن تفارقه نظراتها، تتنبّه لكلّ كلمة ينطق بها، وتتأمّل وجهه البهيّ وكلماته الجميلة. فهو “أَجمَلُ بني آدم والظرفُ على شَفَتَيه اْنسَكَب” (راجع مز 45[44]: 3)، وهو أجمل من الملائكة في قمّة مجدهم. افرحي يا مريم ومجّدي الربّ، فقد اخترت النّصيبَ الأفضَل. طوبي للعيون التي ترى ما ترَين، وللآذان التي تستحقّ أن تسمع ما تسمعين (راجع مت 13: 16). كم أنت سعيدة، خاصّة لأنّك تسمعين قلب الربّ يخفق وسط هذا الصمت حيث يحلو للإنسان أن ينتظر مجيء سيّده!