stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 3 مارس – أذار 2021 “

284views

الأربعاء الثالث من الصوم الكبير

مار توما الأكوينيّ المعترف

رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية 7-1:2

يا إخوَتِي، ثُمَّ بَعْدَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَة، صَعِدْتُ مِن جَدِيدٍ إِلى أُورَشَلِيمَ معَ بَرنَابَا، وأَخَذْتُ مَعي طِيطُسَ أَيْضًا.
وكَانَ صُعُودي إِلَيْهَا بِوَحيٍ. وعَرَضْتُ عَلى ٱنْفِرَادٍ أَمَامَ أَعْيَانِ الكَنِيسَةِ الإِنْجِيلَ الَّذي أَكرِزُ بِهِ بَيْنَ الأُمَم، لِئَلاَّ أَسْعَى أَو أَكُونَ قَدْ سَعَيْتُ بَاطِلاً!
وإِنَّ طِيطُسَ نَفْسَهُ الَّذي كَانَ مَعي، وهُوَ يُونَانِيّ، لَمْ يُلْزَمْ بِالخِتَانَة،
بِرَغْمِ الإِخوَةِ الكذَّابِينَ الدُّخَلاء، الَّذِينَ ٱنْدَسُّوا خِلْسَةً لِكَي يتَجَسَّسُوا حُرِّيَّتَنَا، الَّتي نَحْنُ عَلَيْهَا في المَسِيحِ يَسُوع، حَتَّى يَسْتَعْبِدُونَا.
فَمَا ٱسْتَسْلَمْنَا ولا خَضَعْنَا لَهُم ولا سَاعَة، لِكَي تَدُومَ لَكُم حَقِيقَةُ الإِنْجِيل.
أَمَّا الَّذِينَ يُعْتَبَرُونَ مِنَ الأَعْيَان – ومَهْمَا كَانُوا قَبْلاً فَلا يَعْنِينِي، لأَنَّ اللهَ لا يُحَابِي وجُوهَ النَّاس! – فإِنَّهُم لَمْ يَفرِضُوا عَلَيَّ شَيْئًا،
بَل بِالعَكْسِ رَأَوا أَنِّي ٱئْتُمِنْتُ على تَبْشِيرِ غَيرِ المَختُونِين، كَمَا ٱئْتُمِنَ بُطْرُسُ عَلى تَبْشِيرِ المَختُونِين؛

إنجيل القدّيس متّى 13-10:17

سَأَلَ التَّلامِيذُ يَسُوعَ قَائِلِين: «لِمَاذَا يَقُولُ الكَتَبَةُ إِنَّهُ لا بُدَّ أَنْ يَأْتِيَ إِيلِيَّا أَوَّلاً؟».
فَأَجَابَ وقَال: «أَجَلْ، إِنَّ إِيلِيَّا آتٍ، وَسَيُصْلِحُ كُلَّ شَيء.
وأَقُولُ لَكُم: إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ أَتَى، ولَمْ يَعْرِفُوه، بَلْ فَعَلُوا بِهِ كُلَّ مَا شَاؤُوا. وكَذلِكَ ٱبْنُ الإِنسَانِ مُزْمِعٌ أَنْ يَتَأَلَّمَ على أَيدِيهِم».
حينَئِذٍ فَهِمَ التَّلامِيذُ أَنَّهُ حَدَّثَهُم عَنْ يُوحَنَّا المَعْمَدَان.

التعليق الكتابي :

القدّيس كيرِلُّس (313 – 350)، بطريرك أورشليم وملفان الكنيسة
تعليم مسيحي للموعوظين، 3

إيليّا الجديد

لقد انتهى العهد القديم وأصبحتْ المعموديّة أيضًا بداية للعهد الجديد. وقد بشّر بها يوحنّا المعمدان الذي “لم يَظهرْ في أولادِ النساء أكبَرُ منه” (مت 11: 11). في الواقع، كان يوحنّا خاتمةَ الأنبياء، “فجَميعُ الأنبياء قد تَنَبّأوا، وكذلك الشريعة، حتّى يوحنّا” (مت 11: 13)؛ وقد افتَتَحَ عهد الإنجيل كما هو مكتوب: “بَدءُ بِشارَة يسوع المسيح… ظَهَرَ يوحنّا المعمدان في البريَّة، يُنادي بِمَعمودِيّةِ تَوبَةٍ لِغُفران الخطايا” (مر 1: 1–4).

أيمكن مقارنته بإيليّا الذي رُفع إلى السماء؟ لكنّه ليس أهمّ من يوحنّا المعمدان. أخنوخ أيضًا رُفِعَ إلى السماء، لكنّه ليس أعظم من يوحنّا المعمدان. كان موسى مُشرِّعًا عظيمًا في إسرائيل. كان جميع الأنبياء مدهشين، لكنّهم لم يكونوا أعظم من يوحنّا. لسنا هنا في وارد المقارنة بين الأنبياء؛ لكنّ معلِّمهم، ومعلِّمنا، الربّ يسوع نفسه أعلن: “لم يَظهرْ في أولادِ النساء أكبَرُ من يوحنّا المعمدان” (مت 11: 11). يمكن إجراء مقارنة بين كبير الخَدَم ومُعاونيه في الخدمة، غير أنّ عظمة الابن ونعمته لا تحتَمِلان أيّ مقارنة مع الخَدَم.

إذًا، أرأيت أيّ رجل اختارَه الله ليكون أوّل مَن تَحلُّ عليه هذه النعمة؟ لقد اختارَ رجلاً فقيرًا، وصديقًا للبريّة، لكن دون أن يكون عدوًّا للبشر. فمن خلال أكل الجراد، كان يعطي أجنحة لنفسه. ومن خلال تناول العسل، كان يتلفَّظ بكلمات حلوة ومفيدة أكثر من العسل. ومن خلال ارتداء ثوب من وبر الإبل، كان مثالاً للتفاني. ذاكَ لأنّه منذ أن كان في أحشاء والدته، حلَّ عليه الرُّوح القدس وقدّسَه (راجع لو 1: 15). كذلك حلَّ الرُّوح القدس على إرميا، لكنّه لم يَتَنبّأ حين كان في أحشاء أمّه. يوحنّا المعمدان وحده ارتكض فرحًا في أحشاء أمّه. بفعل الرُّوح القدس، وقبل أن يراهُ بعينيه البشريّتين، تعرّفَ إلى المعلِّم. فإنّ عظمة نعمة المعموديّة كانت تَستَوجب رجلاً عظيمًا.