stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 4 مارس – أذار 2021 “

273views

الخميس الثالث من الصوم الكبير

رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية 10-1:1

يا إخوَتِي، مِنْ بُولُسَ الَّذي هُوَ رَسُولٌ لا مِن قِبَلِ النَّاس، ولا بِمَشيئَةِ إِنسَان، بَلْ بيَسُوعَ المَسِيحِ واللهِ الآبِ الَّذي أَقَامَهُ مِنْ بَينِ الأَموَات،
ومِنْ جَمِيعِ الإِخْوَةِ الَّذِينَ مَعي، إِلى كَنَائِسِ غَلاطِيَة:
أَلنِّعمَةُ لَكُم والسَّلامُ مِنَ اللهِ أَبينَا والرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح،
الَّذي بَذَلَ نَفسَهُ عَن خَطايَانَا، لِيُنقِذَنَا مِنَ الدَّهرِ الحَاضِرِ الشِّرِّير، وَفْقًا لِمَشِيئَةِ إِلهِنَا وَأَبينَا،
الَّذي لَهُ المَجْدُ إِلى أَبَدِ الآبِدِين! آمين.
إِنِّي لَمُتَعَجِّبٌ مِن أَنَّكُم تتَحَوَّلُونَ بِمِثْلِ هذِهِ السُّرْعَةِ عنِ الَّذي دَعَاكُم بِنِعْمَةِ المَسِيح، وَتَتْبَعُونَ إِنْجِيلاً آخَر.
ولَيْسَ هُنَاكَ إِنْجِيلٌ آخَر، إِنَّمَا هُنَاكَ أُنَاسٌ يُبَلْبِلُونَكُم، ويُريدُونَ تَحْرِيفَ إِنْجيلِ المَسِيح.
ولكِن، حَتَّى لَو نَحْنُ بَشَّرنَاكُم، أَو بَشَّرَكُم مَلاكٌ مِنَ السَّمَاء، بِخِلافِ مَا بَشَّرنَاكُم بِهِ، فَلْيَكُنْ مَحْرُومًا!
وكَمَا قُلْنَا مِن قَبْلُ، أَقُولُ الآنَ أَيضًا: إِنْ بَشَّرَكُم أَحَدٌ بِخِلافِ مَا قَبِلْتُم، فَلْيَكُنْ مَحْرُومًا!
أَتُرَانِي الآنَ أَسْتَعْطِفُ النَّاسَ أَمِ الله؟ أَمْ تُرَانِي أَسْعَى إِلى إِرضَاءِ النَّاس؟ فلَوْ كُنْتُ ما أَزَالُ أُرضِي النَّاس، لَمَا كُنْتُ عَبْدًا لِلمَسِيح!

إنجيل القدّيس لوقا 37-20:17

سَأَلَ الفَرِّيسيُّونَ يَسُوع: «مَتَى يَأْتِي مَلَكُوتُ الله؟». فَأَجَابَهُم وَقَال: «مَلكُوتُ اللهِ لا يَأْتِي بِالمُرَاقَبَة.
وَلَنْ يُقال: هَا هُوَ هُنا، أَوْ هُنَاك! فَهَا إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ في دَاخِلِكُم!».
وقَالَ لِلْتَلامِيذ: «سَتَأْتِي أَيَّامٌ تَشْتَهُونَ فِيها أَنْ تَرَوا يَوْمًا وَاحِدًا مِنْ أَيَّامِ ٱبْنِ الإِنْسَان، وَلَنْ تَرَوا.
وَسَيُقالُ لَكُم: هَا هُوَ هُنَاك! هَا هُوَ هُنَا! فَلا تَذْهَبُوا، وَلا تَهْرَعُوا.
فَكَمَا يُومِضُ البَرْقُ في أُفُق، وَيَلْمَعُ في آخَر، هكذَا يَكُونُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ في يَوْمِ مَجِيئِهِ.
وَلكِنْ لا بُدَّ لَهُ أَوَّلاً مِنْ أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا، وَيَرْذُلَهُ هذَا الجِيل!
وَكمَا كانَ في أَيَّامِ نُوح، هكذَا يَكُونُ في أَيَّامِ ٱبْنِ الإِنْسَان:
كانَ النَّاسُ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُون، وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُون، إِلى يَوْمَ دَخَلَ نُوحٌ السَّفِينَة. فَجَاءَ الطُّوفَانُ وأَهْلَكَهُم أَجْمَعِين.
وكَمَا كانَ أَيْضًا في أَيَّامِ لُوط: كانَ النَّاسُ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُون، وَيَشْتَرُونَ وَيَبيعُون، وَيَغْرِسُونَ وَيَبْنُون.
ولكِنْ يَوْمَ خَرَجَ لُوطٌ مِنْ سَدُوم، أَمْطَرَ اللهُ نَارًا وَكِبْرِيتًا مِنَ السَّمَاءِ فَأَهْلَكَهُم أَجْمَعين.
هكَذَا يَكُونُ يَوْمَ يَظْهَرُ ٱبْنُ الإِنْسَان.
في ذلِكَ اليَوْم، مَنْ كانَ عَلَى السَّطْحِ وَأَمْتِعَتُهُ في البَيْت، فَلا يَنْزِلْ لِيَأْخُذَهَا. وَمَنْ كانَ في الحَقْل، فَكَذلِكَ لا يَرْجِعْ إِلى الوَرَاء.
تَذَكَّرُوا ٱمْرَأَةَ لُوط!
مَنْ يَسْعَى لِكَي يَحْفَظَ نَفْسَهُ يَفْقِدُها، وَمَنْ يَفْقِدُ نَفْسَهُ يَحْفَظُهَا حَيَّةً.
أَقُولُ لَكُم: في تِلْكَ اللَّيْلَة، يَكُونُ ٱثْنَانِ عَلَى سَرِيرٍ وَاحِد، فَيُؤْخَذُ الوَاحِدُ وَيُتْرَكُ الآخَر.
وٱثْنَتَانِ تَطْحَنَانِ مَعًا، فَتُؤْخَذُ الوَاحِدَةُ وَتُتْرَكُ الأُخْرَى».

فأَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ: «إِلَى أَيْنَ يا رَبّ ؟». فَقالَ لَهُم: «حَيْثُ تَكُونُ الجُثَّة، فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُور».

التعليق الكتابي :

القدّيس رومانُس المرنِّم (؟ – نحو 560)، مؤلِّف أناشيد
نشيد عن نوح

« كَما حَدَثَ في أَيّامِ نوح، فَكَذَلِكَ يَحدُثُ في أَيّامِ ٱبنِ ٱلإِنسان »

أبحرَ نوح العاقل والحكيم في السفينة بناءً على أمرٍ من الله مع أولادِه ونسائهنّ، وكانوا ثمانية أنفس. وكان هذا الخادمُ يصلّي بدون أن يتوقّف عن الأنين: “لا تدعني أهلِكُ مع الخاطئين يا مخلّصي لأنّني بتّ أرى الفوضى تتملّكُ الخليقةَ والعناصرُ ترتجف ذعرًا… السماءُ ملبّدةٌ، والغيومِ مستعدّة، والملائكةُ أتوا بسرعةٍ في مقدّمة غضبك”. وبعد هذه الكلمات أغلق الله السفينة فيما راح المؤمن به يصرخُ: “يا مخلّص الكون أنقذ البشر كلَّهم من الغضب بالحبِّ الذي تحفظه لنا”.

ومن أعلى السماوات أصدر القاضي أمرًا؛ فانفتحت الأقفال وانهمرت الأمطارُ سيولاً من الماء والبرَد في جميع أنحاء العالم. أظهر الخوفُ منابعَ الهاوية مغرقًا الأرضَ كلَها… وهذا كان أثر غضب الله لأنّ البشر ثابروا في العناد ولم يتردّدوا في مناجاته بإيمانٍ: “يا مخلّص الكون، خلّص البشرَ كلّهم من الغضب بمحبّتِك التي تحفظها لنا”.

ثمَّ رأت مجموعةُ الملائكة هلاك الأشرار وصرخت: “فليملك الأبرار على الأرض كلّها!” لأنّ الله يحبّ رؤيةَ من خلقهم على صورتِه (راجع تك 1: 26)؛ لذلك وضع قدّيسيه في مأمنٍ ليخلّصهم. “أَطلَقَ نوح الحَمامةَ مِنَ السَّفينَة فعادَت إِلَيه الحَمامةُ وَقْتَ المَساءِ وفي فَمِها وَرَقَةُ زَيتونٍ خَضْراء” (تك 11: 7-8) وهذا يرمزُ إلى رحمة الله. وخرج نوح من السفينةِ، بعد أن تلقّى الأمرَ، كمن يخرج من قبرِه… ولم يتصرّف كآدم الذي أكل قديمًا من الشجرة التي تعطي الموت بل أظهرَ نوح ثمرةَ التوبة قائلاً: “يا مخلّص الكون، خلّص البشرَ كلّهم من الغضب بمحبّتِك التي تحفظها لنا”.

مات الفسادُ والظلم؛ أمّا الإنسان ذو القلب الصادق فخَلُصَ بإيمانِه لأنّه قد وجدَ النعمة… فقدّمَ نوح البارّ (راجع تك 6: 9) ذبيحةً غير مدنّسة لله…؛ فتنشّق الخالقُ رائحتها اللذيذة فأعلنَ قائلاً: “لن يغرق العالمُ في طوفانٍ أبدًا، مهما كانت عيشةُ البشر سيّئةٌ. واليوم أبرم معهم عهدًا لا يزول. سأري سكّانَ الأرضِ جميعَهم علامةً فيتضرّعون إليّ: “يا مخلّص الكون، خلّص البشرَ كلّهم من الغضب بمحبّتِك التي تحفظها لنا”.