stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 16 سبتمبر – أيلول 2021 “

323views

اليوم الثاني بعد عيد الصليب

مار قبريانوس أسقف قرطاجة الشهيد (258)

رسالة القدّيس بطرس الثانية 21-12:1

يا إخوَتي، سَأُعْنَى دَومًا بِتَذْكِيرِكُم هذِهِ الأُمُور، وإِنْ كُنْتُم عَالِمِينَ بِهَا، ورَاسِخِينَ في الحَقِيقَةِ الحَاضِرَة عِنْدَكُم.
وأَرَى أَنَّهُ مِنَ العَدْلِ أَنْ أُنَبِّهَكُم وأُذَكِّرَكُم، مَا دُمْتُ في هذَا الْمَسْكَن، أَيْ في جَسَدِي،
وأَنَا عالِمٌ أَنَّ رَحِيلِي عَنْ هذَا المَسْكَنِ قَرِيب، كَما أَوْضَحَ لِي ربُّنَا يَسُوعُ المَسِيح.
وسَأَبْذُلُ جَهْدِي لِكَي يُمْكِنَكُم أَنْ تَتَذكَّرُوا تِلْكَ الأُمُورَ كُلَّ حينٍ بَعْدَ رَحِيلي.
فإِنَّنَا قَد عرَّفْنَاكُم قُدرَةَ ربِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ ومَجِيئَهُ، لا بِٱتِّبَاعِ خُرَافَاتٍ مُلَفَّقَة، بَلْ لأَنَّنَا كُنَّا شُهُودَ عِيَانٍ لِعَظَمَتِهِ.
وهُوَ الَّذي أَخَذَ منَ اللهِ الآبِ كَرَامَةً ومَجْدًا، حِينَ جَاءَهُ مِن المَجْدِ الأَسْمَى صَوْتٌ يَقُول: «هذَا هُوَ ٱبنِي الحَبِيبُ الَّذي بِهِ رَضِيت!».
ونَحْنُ أَيضًا قَد سَمِعْنَا هذَا الصَّوتَ الآتيَ مِنَ السَّمَاء، حِينَ كُنَّا مَعَهُ على الجَبَلِ المُقَدَّس.
وهكَذَا صَارَ كلامُ الأَنْبِياءِ أَكْثَرَ ثَبَاتًا عِنْدَنَا. وحَسَنًا تَفعَلُونَ إِنْ وجَّهْتُم نَظَرَكُم إِلَيْهِ كمَا إِلى سِرَاجٍ مُنِيرٍ في مَكانٍ مُظْلِم، إِلى أَنْ يَطْلَعَ النَّهَارُ ويُشْرِقَ كَوكَبُ الصَّبَاحِ في قُلُوبِكُم.
وٱعْلَمْوا قَبْلَ كُلِّ شَيء، أَنَّهُ مَا مِنْ نُبُوءَةٍ في الكِتَابِ تُفَسَّرُ بِٱجِتِهَادٍ خَاصّ؛
لأَنَّهُ مَا مِن نُبُوءَةٍ أَتَتْ بِمَشِيئَةِ إِنْسَان، ولكِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ دَفَعَ أُنَاسًا قدِّيسِينَ فَتَكلَّمُوا مِن قِبَلِ الله.

إنجيل القدّيس يوحنّا 30-21:8

قالَ الرَبُّ يَسُوع (للكتبة والفرّيسيّين): «أَنَا أَمْضِي، وتَطْلُبُونِي وتَمُوتُونَ في خَطِيئَتِكُم. حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا».
فَأَخَذَ اليَهُودُ يَقُولُون: «أَتُراهُ يَقْتُلُ نَفْسَهُ؟ فَإِنَّهُ يَقُول: حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا!».
ثُمَّ قَالَ لَهُم: «أَنْتُم مِنْ أَسْفَل، وأَنَا مِنْ فَوْق. أَنْتُم مِنْ هذَا العَالَم، وأَنَا لَسْتُ مِنْ هذَا العَالَم.
لِذلِكَ قُلْتُ لَكُم: سَتَمُوتُونَ في خَطَايَاكُم. أَجَل، إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُوا فِي خَطَايَاكُم».
فَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ، مَنْ أَنْت؟». قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَنَا هُوَ مَا أَقُولُهُ لَكُم مُنْذُ البَدء.
لِي كَلامٌ كَثِيرٌ أَقُولُهُ فِيكُم وأَدِينُكُم. لكِنَّ الَّذي أَرْسَلَنِي صَادِق. ومَا سَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، فَهذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَم».
ولَمْ يَعْرِفُوا أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُهُم عَنِ الآب.
ثُمَّ قَالَ لَهُم يَسُوع: «عِنْدَمَا تَرْفَعُونَ ٱبْنَ الإِنْسَان، تَعْرِفُونَ حِينَئِذٍ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَأَنِّي لا أَعْمَلُ شَيْئًا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، بَلْ كَمَا عَلَّمَنِي الآبُ أَتَكَلَّم.
والَّذي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، ومَا تَرَكَنِي وَحْدِي، لأَنِّي أَعْمَلُ دَومًا مَا يُرْضِيه».
وفيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهذَا، آمَنَ بِهِ كَثِيرُون.

التعليق الكتابي:

القدّيس جون فيشر (حوالى 1469 – 1535)، أسقف وشهيد
عظة عن الجمعة العظيمة

«متى رَفَعتُمُ ابْنَ الإِنسان عَرَفتُم أَنِّي أَنا هو»

إنّ الدهشة هي النبع الذي يستقي منه الفلاسفة معرفتهم العظيمة. فهم يشاهدون ويتأمّلون روائع الطبيعة مثل الهزّات الأرضيّة والرعد وكسوف الشمس وخسوف القمر، وإذ تؤثّر فيهم هذه الروائع، يبدؤون بالبحث عن أسبابها. وهكذا يتوصّلون إلى معرفة هائلة ودقيقة من خلال إجراء البحوث والتحقيقات الطويلة، وهذا ما يسمّيه الناس “الفلسفة الطبيعيّة”.

ولكن هناك شكل آخر من الفلسفة التي ترتقي إلى مستوى أعلى يفوق الطبيعة ويمكن الوصول إليه أيضًا عن طريق الدهشة، وهي فلسفة المسيحيّين. مّما لا شكّ فيه أنّه من بين كلّ ما يميّز العقيدة المسيحيّة، من الرائع لا بل من المدهش أن يكون ابن الإنسان قد قبل طوعًا أن يُصلب ويموت على الصليب بدافع حبّه الكبير للإنسان… أليس من المدهش أن يكون ذاك الذي نشعر حياله بالمخافة والرهبة قد شعر بخوف كبير جدًّا إلى حدّ أنّ عرقه تصبّب ماءً ودمًا؟… أليس من المدهش أن يكون ذاك الذي يعطي الحياة لكلّ خليقة قد عانى ميتةً مهينةً وعنيفةً ومؤلمة؟

إذًا، مَن ينكبّ على التأمّل في ذلك “الكتاب” المدهش الذي يُدعى الصليب، بقلبٍ وديع وإيمانٍ صادقٍ، سيتوصّل إلى معرفة أعمق من كافّة أولئك الذين يدرسون ويتأمّلون يوميًّا في الكتب العاديّة. بالنسبة إلى المسيحي الحقيقي، هذا الكتاب هو موضوع دراسة يكفي لمدى الحياة.