stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 8 مارس – اذار 2022 “

232views

الثلاثاء الثاني من الصوم الكبير

رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية 17-11:2

يا إخوَتِي، لَمَّا قَدِمَ كِيفَا إِلى أَنْطَاكِيَة، قَاوَمْتُهُ مُوَاجَهَةً، لأَنَّهُ كَانَ يَسْتَحِقُّ اللَّوْم.
فقَبْلَ أَنْ يَجِيءَ أُنَاسٌ مِن عِنْدِ يَعْقُوب، كَانَ يُؤَاكِلُ الوَثَنِيِّين. وَلَمَّا جَاؤُوا أَخَذَ يَنْسَحِبُ ويَتَنَحَّى، خَوْفًا مِن أَهْلِ الخِتَانَة.
وجَارَاهُ سَائِرُ اليَهُودِ في مُحَابَاتِهِ، حتَّى بَرْنَابَا نَفسُهُ ٱنْجَرَّ بِمُحَابَاتِهِم.
ولكِنْ لَمَّا رَأَيْتُ أَنَّهُم لا يَسْلُكُونَ مَسْلَكًا مُستَقِيمًا، بِحَسَبِ حَقِيقَةِ الإِنْجِيل، قُلْتُ لكِيفَا أَمَامَ الجَمِيع: «إِنْ كُنْتَ، وأَنْتَ يَهُودِيّ، تَعِيشُ كَالأُمَمِ لا كَاليَهُود، فَكَيفَ تُلْزِمُ الأُمَمَ أَنْ يَعيشُوا كَاليَهُود؟».
نَحْنُ بِالطَّبِيعَةِ يَهُود، لا خَطَأَةٌ مِنَ الأُمَم.
ولكِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لا يُبَرَّرُ بأَعْمَالِ الشَّريعَة، بَلْ بِالإِيْمَانِ بيَسُوعَ المَسِيح. لِذَلِكَ آمَنَّا نَحْنُ أَيْضًا بِالمَسِيحِ يَسُوع، لِكَي نُبَرَّرَ بِالإِيْمَانِ بِالمَسِيح، لا بِأَعْمَالِ الشَّريعَة، لأَنَّهُ مَا مِن بَشَرٍ يُبَرَّرُ بِأَعْمَالِ الشَّرِيعَة.
فإِنْ كُنَّا، ونَحنُ نَسْعَى أَنْ نُبَرَّرَ في المَسِيح، قَد وُجِدْنَا نَحْنُ أَيْضًا خَطَأَة، فهَلْ يَكُونُ المَسِيحُ خَادِمًا لِلخَطِيئَة؟ حَاشَا!

إنجيل القدّيس متّى 12-1:7

قالَ الربُّ يَسوعُ: «لا تَدِينُوا لِئَلاَّ تُدَانُوا.
فَبِمَا تَدِينُونَ تُدَانُون، وبِمَا تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُم.
مَا بَالُكَ تَنْظُرُ إِلى القَشَّةِ في عَيْنِ أَخيك، ولا تُبَالي بِالخَشَبةِ في عَيْنِكَ؟
بَلْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيك: دَعْني أُخْرِجُ القَشَّةَ مِنْ عَيْنِكَ، وهَا هِي الخَشَبَةُ في عَيْنِكَ أَنْتَ؟
يا مُرائِي، أَخْرِجِ الخَشَبَةَ أَوَّلاً مِنْ عَيْنِكَ، وعِنْدَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا فَتُخْرِجُ القَشَّةَ مِنْ عَيْنِ أَخِيك.
لا تُعْطُوا المُقَدَّسَاتِ لِلْكِلاب. ولا تَطْرَحُوا جَواهِرَكُم أَمَامَ الخَنَازِير، لِئَلاَّ تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِها، وتَرْتَدَّ عَلَيْكُم فَتُمَزِّقَكُم.
إِسْأَلُوا تُعْطَوا، أُطْلُبُوا تَجِدُوا، إِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُم.
فَمَنْ يَسْأَلْ يَنَلْ، ومَن يَطْلُبْ يَجِدْ، ومَنْ يَقْرَعْ يُفْتَحْ لَهُ.
أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُم يَسْأَلُهُ ٱبْنُهُ خُبْزًا فَيُعْطِيهِ حَجَرًا؟
أَو يَسْأَلُهُ سَمَكَةً فَيُعْطِيهِ حَيَّة؟
فَإِذَا كُنْتُم، أَنْتُمُ الأَشْرَار، تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلادَكُم عَطايا صَالِحَة، فَكَمْ بِالأَحْرَى أَبُوكُمُ الَّذي في السَّمَاواتِ يَمْنَحُ الصَّالِحَاتِ لِلَّذينَ يَسْأَلُونَهُ؟
فَكُلُّ مَا تُريدُونَ أَنْ يَفْعَلَهُ النَّاسُ لَكُم، إِفْعَلُوهُ لَهُم أَنْتُم أَيْضًا. هذِهِ هِيَ التَّوْرَاةُ والأَنْبِيَاء.

التعليق الكتابي :

القدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 – 2005)، بابا روما
رسالة بمناسبة اليوم العالمي للشبيبة 2002، الفقرات 6-8

«فكُلُّ ما أَرَدْتُم أَن يَفْعَلَ النَّاسُ لكُم، اِفعَلوهُ أَنتُم لَهم»

إن الّذي يقتل بواسطة أعمالٍ إرهابيّة يغذّي شعورًا بالاحتقار تجاه البشريّة، ويعطي برهانًا على يأسه من هذه الحياة ومن المستقبل: في هذا الإطار، يبدو كلّ شيء موضوعًا قابلاً للكره والتّدمير. ففي اعتقاد الإرهابي أن “الحقيقة” الّتي يؤمن بها أو المعاناة الّتي يقاسيها هي مُطلَقة لدرجة تعطيه الحق الشرعي لكي يقوم بردّة فعل تدمّر حتّى الأرواح البشريّة البريئة… إن العنف الإرهابي… يتناقض تمامًا مع الإيمان بالرّب يسوع المسيح الّذي بيّن لتلاميذه كيف عليهم أن يصلّوا قائلين: “أَعْفِنا مِمَّا علَينا فَقَد أَعْفَينا نَحْنُ أَيْضاً مَن لنا عَلَيه” (مت 6: 12) …

في الحقيقة، إن الغفران هو اختيارٌ شخصي بالدّرجة الأولى، وخيارٌ للقلب الّذي يذهب بعكس الغريزة العفوية الّتي تدعو إلى ردّ الشّر بِشَرٍّ مماثل. إن هذا الخيار يجد عنصر مقارنة له في محبّة الله لنا، إذ هو يستقبلنا بالرّغم من خطايانا ويجد أيضًا مثالاً أعلى هو غفران الرّب يسوع المسيح لصالبيه حين صلّى قائلاً: “يا أَبَتِ اغفِرْ لَهم، لِأَنَّهُم لا يَعلَمونَ ما يَفعَلون” (لو 23: 34).

إن للغفران إذًا جَذرٌ ومقياسٌ إلهيّين. غير أن هذا لا ينفي أنّه بإمكاننا أيضًا أن نستفيد من قيمته على ضوء اعتباراتٍ مبنيّة على الحِسّ البشري. وأولّ تلك الاعتبارات يتعلّق بالتّجربة الّتي يعيشها كلّ إنسان في داخله حين يرتكب الشّر. حينها ينتبه إلى هشاشته ويصبح توّاقًا إلى أن يكون الآخرين متسامحين معه. لماذا إذًا لا نعامل الآخرين مثلما نريدهم أن يعاملوننا؟ كلّ إنسان يغذّي في داخله الأمل بأن يعيد مرّة أخرى فترة ما من حياته بحيث لا يبقى أسير أخطائه وهفواته؛ ويحلم بأن يوجّه ناظريه نحو المستقبل ليكتشف بأنّه لا يزال لديه القدرة على الإيحاء بالثّقة والالتزام.