stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 19 مارس – اذار 2022 “

214views

عيد مار يوسف البتول

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 13-1:3

يا إِخوَتِي، أَنَا بُولُس، أَسِيرَ المَسيحِ يَسُوعَ مِنْ أَجْلِكُم، أَيُّهَا الأُمَم…
إِنْ كُنْتُم قَدْ سَمِعْتُم بِتَدْبِيرِ نِعْمَةِ اللهِ الَّتي وُهِبَتْ لي مِنْ أَجْلِكُم،
وهوَ أَنِّي بِوَحْيٍ أُطْلِعْتُ على السِرّ، كَمَا كَتَبْتُ إِلَيكُم بإِيْجَازٍ مِنْ قَبْل،
حِينَئِذٍ يُمْكِنُكُم، إِذَا قَرَأْتُمْ ذلِكَ، أَنْ تُدْرِكُوا فَهْمِي لِسِرِّ المَسِيح،
هذَا السِّرِّ الَّذي لَمْ يُعْرَفْ عِنْدَ بَنِي البَشَرِ في الأَجْيَالِ الغَابِرَة، كَمَا أُعْلِنَ الآنَ بِالرُّوحِ لِرُسُلِهِ القِدِّيسِينَ والأَنْبِيَاء،
وهُوَ أَنَّ الأُمَمَ هُم، في المَسِيحِ يَسُوع، شُرَكَاءُ لَنَا في المِيرَاثِ والجَسَدِ والوَعْد، بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيل،
ألَّذي صِرْتُ خَادِمًا لَهُ، بِحَسَبِ هِبَةِ نِعْمَةِ اللهِ الَّتي وُهِبَتْ لي بِفِعْلِ قُدْرَتِهِ؛
لي أَنَا، أَصْغَرِ القِدِّيسِينَ جَمِيعًا، وُهِبَتْ هذِهِ النِّعْمَة، وهِيَ أَنْ أُبَشِّرَ الأُمَمَ بِغِنَى المَسِيحِ الَّذي لا يُسْتَقْصى،
وأَنْ أُوضِحَ لِلجَمِيعِ مَا هُوَ تَدْبِيرُ السِّرِّ المَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ في اللهِ الَّذي خَلَقَ كُلَّ شَيء،
لِكَي تُعْرَفَ الآنَ مِن خِلالِ الكَنِيسَة، لَدَى الرِّئَاسَاتِ والسَّلاطِينِ في السَّمَاوات، حِكْمَةُ اللهِ المُتَنَوِّعَة،
بِحَسَبِ قَصْدِهِ الأَزَلِيِّ الَّذي حَقَّقَهُ في المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا،
الَّذي لَنَا فيهِ، أَيْ بِالإِيْمَانِ بِهِ، الوُصُولُ بِجُرْأَةٍ وثِقَةٍ إِلى الله.
لِذَلِكَ أَسْأَلُكُم أَنْ لا تَضْعُفَ عَزِيْمَتُكُم بِسَبَبِ الضِّيقَاتِ الَّتي أُعَانِيهَا مِنْ أَجْلِكُم: إِنَّهَا مَجْدٌ لَكُم!

إنجيل القدّيس متّى 25-18:1

أَمَّا مِيلادُ يَسُوعَ المَسِيحِ فَكانَ هكَذَا: لَمَّا كانَتْ أُمُّهُ مَرْيَمُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُف، وقَبْلَ أَنْ يَسْكُنَا مَعًا، وُجِدَتْ حَامِلاً مِنَ الرُّوحِ القُدُس.
ولَمَّا كَانَ يُوسُفُ رَجُلُها بَارًّا، ولا يُرِيدُ أَنْ يُشَهِّرَ بِهَا، قَرَّرَ أَنْ يُطَلِّقَهَا سِرًّا.
ومَا إِنْ فَكَّرَ في هذَا حَتَّى تَرَاءَى لَهُ مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلْمِ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ بنَ دَاوُد، لا تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ ٱمْرَأَتَكَ، فَٱلمَوْلُودُ فِيهَا إِنَّمَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس.
وسَوْفَ تَلِدُ ٱبْنًا، فَسَمِّهِ يَسُوع، لأَنَّهُ هُوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُم».
وحَدَثَ هذَا كُلُّهُ لِيَتِمَّ مَا قَالَهُ الرَّبُّ بِالنَّبِيّ:
هَا إِنَّ العَذْرَاءَ تَحْمِلُ وتَلِدُ ٱبْنًا، ويُدْعَى ٱسْمُهُ عِمَّانُوئِيل، أَي ٱللهُ مَعَنَا.
ولَمَّا قَامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْم، فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاكُ الرَّبِّ وأَخَذَ ٱمْرَأَتَهُ.
ولَمْ يَعْرِفْهَا، فَوَلَدَتِ ٱبْنًا، وسَمَّاهُ يَسُوع.

التعليق الكتابي:

القدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 – 2005)، بابا روما
الإرشاد الرّسولي: حارس الفادي (Redemptoris custos)، العدد 4

«ولَمَّا قَامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْم، فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاكُ»

في بداية طريق الإيمان، التقى إيمان مريم بإيمان يوسف. يمكننا أن ننسب ما قالته إليصابات بابتهاج لأمّ المخلّص: “فَطوبى لِمَن آمَنَت” (لو 1: 45)، بشكلٍ ما إلى القدّيس يوسف، لأنّه أجاب بطريقة إيجابيّة على “كلمة الله” عندما أُعلنت له في مرحلة حاسمة. صحيح أنّ القدّيس يوسف لم يُجِب الملاك بنفس طريقة مريم، غير أنّه “فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاكُ الرَّبِّ وأَخَذَ ٱمْرَأَتَهُ”. وما فعله القدّيس يوسف يقع في خانة “طاعَةِ الإِيمانِ” (راجع رو 1: 5) بالكامل.

يمكننا إذًا القول إنّ ما قام به القدّيس يوسف يوحّده بشكلٍ مميّزٍ جدًّا مع إيمان مريم؛ فقد تقبّل كحقيقة آتية من الله ما تقبّلته مريم سابقًا خلال البشارة. قال المجمع الفاتيكاني الثاني: “إنَّ طاعةَ الإيمان أمرٌ واجبٌ لله الموحي، وبهذه الطاعةِ يُفوِّضُ الإنسان أمرَه إلى تدبيرِ الله بكامِلِ حرِّيتِهِ، فيُخضِعُ لهُ تماماً عقلَه وإرادتَه، ويَقبَلُ، عن رضى، الحقائقَ التي يَكشفُها له (كلمة الله [Dei Verbum]، دستور عقائدي في “الوحي الإلهي”، العدد 5). هذه العبارة التي تمسّ جوهر الإيمان، تنطبق تمامًا على القديس يوسف الناصري.

لقد أصبح يوسف، وبشكلٍ استثنائي، حاملاً للسرّ “الذي ظَلَّ مَكتومًا طَوالَ الدُّهورِ في اللهِ” (أف 3: 9)، تمامًا مثل مريم في ذلك الوقت المصيري الذي سمّاه القدّيس بولس “ملء الزمان”، عندما “أَرسَلَ اللهُ ابنَه مَولودًا لامرَأَةٍ ، لِيَفتَدِيَ الذينَ هم في حُكْمِ الشَّريعة، فنَحْظى بِالتَّبَنِّي” (غل 4: 4–5)… هكذا يكون يوسف، مع مريم، المؤتمن الأوّل على هذا السرّ الإلهي… وعندما نعود إلى إنجيلَيّ متّى ولوقا، يمكننا أن نُعلن أيضًا أنّ يوسف كان أوّل مَن شارك في إيمان أمّ الله، وساند بالتالي خطيبته من خلال إيمانه بالبشارة الإلهيّة؛ لقد وضعه الله كأوّل شخصٍ على طريق حجّ إيمان مريم… سينتهي الطريق الخاصّ بيوسف، أي حجّ إيمانه أوّلاً…؛ إلاّ إنّ طريق إيمان يوسف سلك الاتّجاه نفسه.