stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين” 16 يناير – كانون الثاني 2020 “

763views

تكريم سلسلة القدّيس بطرس الرسول الجدير بكلّ مديح

بروكيمنات الرسائل 1:4

في كُلِّ ٱلأَرضِ ذاعَ مَنطِقُهُم، وَإِلى أَقاصي ٱلمَسكونَةِ كَلامُهُم.
-أَلسَّماواتُ تُذيعُ مَجدَ ٱلله، وَٱلفَلَكُ يُخبِرُ بِأَعمالِ يَدَيه. (لحن 8)

سفر أعمال الرسل 11-1:12

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، أَلقى هيرودُسُ ٱلمَلِكُ ٱلأَيديَ عَلى قَومٍ مِنَ ٱلكَنيسَةِ لِيُسِيءَ إِلَيهِم،
وَقَتَلَ يَعقوبَ أَخا يوحَنّا بِٱلسَّيف.
وَلَمّا رَأى أَنَّ ذَلِكَ يُرضي ٱليَهودَ، عادَ فَقَبَضَ عَلى بُطرُسَ أَيضًا. وَكانَت أَيّامُ ٱلفَطير.
فَلَمّا أَمسَكَهُ جَعَلَهُ في ٱلسِّجنِ، وَأَسلَمَهُ إِلى أَربَعَةِ أَرابِعَ مِنَ ٱلجُندِ لِيَحرُسوهُ، وَفي عَزمِهِ أَن يُقَدِّمَهُ إِلى ٱلشَّعبِ بَعدَ ٱلفِصح.
فَكانَ بُطرُسُ مَحفوظًا في ٱلسِّجنِ، وَكانَتِ ٱلكَنيسَةُ تُصَلّي إِلى ٱللهِ مِن أَجلِهِ بِلا ٱنقِطاع.
وَلَمّا أَزمَعَ هيرودُسُ أَن يُقَدِّمَهُ، كانَ بُطرُسُ في تِلكَ ٱللَّيلَةِ نائِمًا بَينَ جُندِيَّينِ مُقَيَّدًا بِسِلسِلَتَينِ، وَكانَ ٱلحُرّاسُ أَمامَ ٱلبابِ حافِظينَ لِلسِّجن.
وَإِذا مَلاكُ ٱلرَّبِّ قَد وَقَفَ بِهِ، وَنورٌ قَد أَشرَقَ في ٱلحُجرَةِ، فَضَرَبَ جَنبَ بُطرُسَ وَأَيقَظَهُ قائِلاً: «قُم سَريعًا!» فَسَقَطَتِ ٱلسِّلسِلَتانِ مِن يَدَيهِ،
وَقالَ لَهُ ٱلمَلاك: «تَمَنطَق وَٱشدُد نَعلَيك» فَفَعَلَ كَذَلِك. ثُمَّ قالَ لَهُ: «إِلبِس ثَوبَكَ وَٱتبَعني».
فَخَرَجَ وَجَعَلَ يَتبَعُهُ، وَهُوَ لا يَعلَمُ أَنَّ ما فَعَلَهُ ٱلمَلاكُ كانَ حَقًّا، بَل كانَ يَظُنُّ أَنَّهُ يَرى رُؤيا.
فَلَمّا جازا ٱلمَحرَسَ ٱلأَوَّلَ وَٱلثّاني، ٱنتَهَيا إِلى بابِ ٱلحَديدِ ٱلَّذي يَفضي إِلى ٱلمَدينَةِ، فٱنفَتَحَ لَهُما مِن ذاتِهِ. فَخَرَجا وَقَطَعا زُقاقًا واحِدًا، وَلِلوَقتِ فارَقَهُ ٱلمَلاك.
فَرَجَعَ بُطرُسُ إِلى نَفسِهِ وَقال: «ٱلآنَ عَلِمتُ يَقينًا أَنَّ ٱلرَّبَّ قَد أَرسَلَ مَلاكَهُ، وَأَنقَذَني مِن يَدِ هيرودُسَ، وَمِن كُلِّ ما تَرَبَّصَهُ بي شَعبُ ٱليَهود».

هلِّلويَّات الإنجيل

تَعتَرِفُ ٱلسَّماواتُ بِعَجائِبِكَ يا رَبّ، وَبِحَقِّكَ في جَماعِةِ ٱلقِدّيسين.
-أَللهُ مُمَجَّدٌ في جَماعَةِ ٱلقِدّيسين، عَظيمٌ وَرَهيبٌ عِندَ جَميعِ ٱلَّذينَ حَولَهُ. (لحن 1)

إنجيل القدّيس يوحنّا 25-15b:21

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، أَظهَرَ يَسوعُ نَفسَهُ لِتَلاميذِهِ مِن بَعدِ ما قامَ مِن بَينِ ٱلأَمواتِ، وَقالَ لِسِمعانَ بُطرُس: «يا سِمعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني أَكثرَ مِن هَؤُلاء؟» قالَ لَهُ: «نَعَم يا رَبُّ، أَنتَ تَعلَمُ أَنّي أُحِبُّكَ». قالَ لَهُ: «إِرعَ خِرافي».
قالَ لَهُ ثانِيَةً: «يا سِمعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني؟» قالَ لَهُ: «نَعَم يا رَبُّ، أَنتَ تَعلَمُ أَنّي أُحِبُّكَ». قالَ لَهُ: «إِرعَ غَنَمي».
قالَ لَهُ ثالِثَةً: «يا سِمعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني؟» فَحَزِنَ بُطرُسُ لِأَنَّهُ قالَ لَهُ مَرَّةً ثالِثَةً: أَتُحِبُّني؟ فَقالَ لَهُ: «يا رَبُّ، أَنتَ تَعلَمُ كُلَّ شَيء. أَنتَ تَعرِفُ أَنّي أُحِبُّكَ». قالَ لَهُ يَسوع: «إِرعَ غَنَمي.
أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقولُ لَكَ: إِذ كُنتَ شابًّا، كُنتَ تُمَنطِقُ ذاتَكَ وَتَذهَبُ حَيثُ تَشاء. فَإِذا شِختَ، فَسَتَمُدُّ يَدَيكَ، وَآخَرُ يُمَنطِقُكَ وَيَذهَبُ بِكَ حَيثُ لا تَشاء».
وَإِنَّما قالَ هَذا، لِيَدُلَّ بِأَيَّةِ ميتَةٍ سَوفَ يُمَجِّدُ ٱلله. وَلَمّا قالَ هَذا، قالَ لَهُ: «إِتبَعني».
فَٱلتَفَتَ بُطرُسُ، فَرَأى ٱلتِّلميذَ ٱلَّذي كانَ يَسوعُ يُحِبُّهُ يَتبَعُهُ، وَهُوَ ٱلَّذي كانَ ٱتَّكَأَ في ٱلعَشاءِ عَلى صَدرِهِ، وَقال: «يا رَبُّ، مَنِ ٱلَّذي يُسلِمُكَ؟»
فَلَمّا رَآهُ بُطرُسُ، قالَ لِيَسوع: «يا رَبُّ، ما لِهَذا؟»
قالَ لَهُ يَسوع: «إِن شِئتُ أَنا أَن يَثبُتَ إِلى أَن أَجيءَ، فَماذا لَكَ؟ أَنتَ ٱتبَعني!»
فَشاعَ بَينَ ٱلإِخوَةِ هَذا ٱلقول: إِنَّ ذَلِكَ ٱلتِّلميذَ لا يَموت! وَلَم يَقُل لَهُ يَسوعُ إِنَّهُ لا يَموتُ بَل: «إِن شِئتُ أَنا أَن يَثبُتَ إِلى أَن أَجيءَ، فَماذا لَكَ؟»
هَذا هُوَ ٱلتِّلميذُ ٱلشّاهِدُ بِهَذِهِ ٱلأُمورِ وَٱلكاتِبُ لَها، وَقَد عَلِمنا أَنَّ شَهادَتَهُ حَقّ.
وَأَشياءُ أُخَرُ كَثيرَةٌ صَنَعَها يَسوعُ، لَو أَنَّها كُتِبَت واحِدًا فَواحِدًا، لَما ظَنَنتُ أَنَّ ٱلعالَمَ نَفسَهُ يَسَعُ ٱلصُّحُفَ ٱلمَكتوبَة. آمين

التعليق الكتابي :

القديس يوحنّا بولس الثاني (1920-2005)، بابا روما
الرسالة العامّة: “ليكونوا واحدًا” (Ut unum sint)، الأعداد 90-93

« اِرْعَ حُمْلانِي »

إنّ أسقف روما هو أسقف الكنيسة التي لا تزال موسومةً بشهادتيّ بطرس وبولس… يصف إنجيل القدّيس متّى ويحدّد رسالة بطرس الراعويّة في الكنيسة: “طوبى لَكَ يا سِمعانَ بْنَ يونا، فلَيسَ اللَّحمُ والدَّمُ كشَفا لكَ هذا، بل أَبي الَّذي في السَّمَوات. وأَنا أَقولُ لكَ: أَنتَ صَخرٌ وعلى الصَّخرِ هذا سَأَبني كَنيسَتي، فَلَن يَقوى عليها سُلْطانُ الموت.” (مت 16: 17–18). أمّا لوقا، فيشير إلى أنّ الرّب يسوع المسيح أوصى بطرس بأن يثبّت إخوته، فيما يُظهر له في الوقت عينه ضعفه البشريّ وحاجته إلى التوبة (راجع لو 22: 3–32). كأنّما، انطلاقًا من ضعف بطرس البشريّ، بات من الواضح تمام الوضوح أنّ خدمته المميّزة في الكنيسة هي من فعل النعمة…

إنّ بطرس، حالاً بعد توليته السلطة، تلقّى تأنيبًا من الربّ يسوع المسيح بقساوة نادرة، قائلاً: “اِنسَحِبْ! وَرائي! يا شَيطان، فأَنتَ لي حَجَرُ عَثْرَة” (مت 16: 23). فكيف يمكننا ألاّ نرى في الرحمة التي كان بطرس يحتاج إليها رابطًا مع خدمة تلك الرحمة نفسها التي كان هو الأوّل ليختبرها؟… ويشير إنجيل يوحنّا أنّه أنيطت ببطرس رعاية القطيع جوابًا عن اعترافه ثلاثةً بالحبّ (يو21: 15–17)، مقابل نكرانه الثلاثيّ (يو13: 38). أمّا بولس، فيمكنه أن يختتم وصفَ خدمته بالتأكيد المؤثّر الذي أُعطي له أن يلتقطه من شفتيّ الربّ: “تكفيك نعمتي: لأنّ قوّتي يبدو كمالُها في الوهن”، فيستطيع أن يصرخ لاحقًا: “لأنّي متى ضعُفت فحينئذٍ أنا قويّ” (2كور 12: 9–10). تلك هي إحدى خصائص الاختبار المسيحي الأساسيّة.

إنّ أسقف روما، وريث رسالة بطرس في الكنيسة التي أخصبها دمُ زعيمي الرسل، يمارس خدمته النابعة من مختلف مظاهر رحمة الله، الرحمة التي تردّ القلوب وتمنح قوّة النعمة، حيثما التلميذ يعرف الطعم المرّ لضعفه وشقائه. إنّ السلطة الخاصّة بهذه الخدمة موضوعة كلُّها في تصرّف تدبير الرحمة الإلهيّة، ويجب على الدوام أن ننظر إليها من وجهة النظر هذه. وسلطانها يُفهم بهذا المعنى. إنّ خليفة بطرس، بارتكازه على اعتراف الرسول الثلاثي بالحبّ مقابل إنكاره الثلاثي، يعرف أنّ عليه أن يكون علامة رحمة. وخدمتُه هي خدمة رحمة، تنبع من عمل رحمة المسيح. يجب على الدوام أن نُعيد قراءة أمثولة الإنجيل هذه كلّها، كي لا يضيع شيءٌ البتّة من أصالة ممارسة الخدمة البطرسيّة وشفافيّتها.