stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 19 مايو – أيار 2020 “

400views

الثلاثاء السادس بعد الفصح: وداع أحد الأعمى
تذكار الشهيد في رؤساء الكهنة بتريكيوس أسقف بروسة
تذكار القدّيسين الشهداء أكاكيوس وميننذروس وبوليانوس

بروكيمنات الرسائل 1:2

يَفرَحُ ٱلصِّدّيقُ بِٱلرَّبّ، وَيَتَوَكَّلُ عَلَيه.
-إِستَمِع يا أَللهُ صَوتي عِندَ تَضَرُّعي إِلَيك. (لحن 7)

سفر أعمال الرسل 28a-19:17

في تِلكَ ٱلأيّامِ، أَخَذَ الأَثينِيّونَ بولُسَ وَجاؤا بِهِ إِلى مَحفِلِ أَريوسَ باغُسَ قائِلين: «هَل يَكونُ لَنا أَن نَعرِفَ ما هَذا ٱلتَّعليمُ ٱلجَديدُ ٱلَّذي تَتَكلَّمُ بِهِ؟
لِأَنَّكَ تَحمِلُ إِلى مَسامِعِنا أُمورًا غَريبَة. فَنَوَدُّ أَن نَعلَمَ ما عَسى أَن تَكونَ هَذِهِ».
وَكانَ ٱلأَثينِيّونَ كُلُّهُم وَٱلغُرَباءُ ٱلمُستَوطِنونَ لا يَتَفَرَّغونَ إِلا لِأَن يَقولوا أَو يَسمَعوا شَيئًا جَديدًا.
فَوَقَفَ بولُسُ في وَسَطِ مَحفِلِ أَريوسَ باغُسَ وَقال: «يا رِجالَ أَثينا، إِنّي أَرى أَنَّكُم في كُلِّ شَيءٍ تَغلونَ في ٱلعِبادَة.
لِأَنّي في مُروري وَمُعايَنَتي لِمَعابِدِكُم، صادَفتُ مَذبَحًا مَكتوبًا عَلَيهِ: «لِلإِلَهِ ٱلمَجهول». فَهَذا ٱلَّذي تَعبُدونَهُ وَأَنتُم تَجهَلونَهُ، بِهِ أَنا أُبَشِّرُكُم.
إِنَّ هَذا ٱلإِلَهَ ٱلَّذي صَنَعَ ٱلعالَمَ وَجَميعَ ما فيهِ، لِكَونِهِ رَبَّ ٱلسَّماءِ وَٱلأَرضِ، لا يَسكُنُ في هَياكِلَ مَصنوعَةٍ بِٱلأَيدي،
وَلا تَخدُمُهُ أَيدي ٱلبَشَرِ كَأَنَّهُ مُحتاجٌ إِلى شَيءٍ، إِذ هُوَ يُعطي ٱلجَميعَ حَياةً وَنَفسًا وَكُلَّ شيء.
وَقَد صَنَعَ مِن دمٍ واحِدٍ جَميعَ أُمَمِ ٱلبَشَرِ لِيَسكُنوا عَلى وَجهِ ٱلأَرضِ كُلِّها، وَحَدَّ ٱلأَزمِنَةَ ٱلمُعَيَّنَةَ وَتُخومَ مَساكِنِهِم،
لِيَطلُبوا ٱلرَّبَّ لَعَلَّهُم يَلمُسونَهُ فَيَجِدونَهُ، مَعَ أنَّهُ غَيرُ بَعيدٍ مِن كُلِّ واحِدٍ مِنّا.
فَإِنّا بِهِ نَحيا وَنَتَحَرَّكُ وَنوجَدُ.

هلِّلويَّات الإنجيل

أَلصِّدّيقُ كَٱلنَّخلَةِ يُزهِر، وَكَأَرزِ لُبنانَ يَنمو.
-أَلمَغروسُ في بَيتِ ٱلرَّبّ، يُزهِرُ في دِيارِ إِلَهِنا. (لحن 2)

إنجيل القدّيس يوحنّا 36a-19:12

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، عَقَدَ ٱلفَرّيسِيّونَ مَشورَةً عَلى يَسوعَ وَقالوا فيما بَينَهُم: «أَتَرَونَ أَنَّكُم لا تَنتَفِعونَ شَيئًا. ها إِنَّ ٱلعالَمَ قَد تَبِعَهُ».
وَكانَ قَومٌ مِنَ ٱليونانِيّينَ مِنَ ٱلَّذينَ صَعِدوا لِيَسجُدوا في يَومِ ٱلعيدِ،
فَتَقَدَّمَ هَؤُلاءِ إِلى فيلِبُّسَ ٱلَّذي مِن بَيتَ صَيدا ٱلجَليلِ وَسَأَلوهُ قائِلين: «يا سَيِّدُ، نُريدُ أَن نَرى يَسوع؟»
فَجاءَ فيلِبُّسُ وَقالَ لِأَندَراوُسَ، وَأَندَراوُسُ وَفيلِبُّسُ قالا لِيَسوع.
فَأَجابَهُما يَسوعُ قائِلاً: «قَد أَتَتِ ٱلسّاعَةُ لِيُمَجَّدَ ٱبنُ ٱلبَشَر.
أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِن لَم تَمُت حَبَّةُ ٱلحِنطَةِ ٱلواقِعَةُ عَلى ٱلأَرضِ، فَإِنَّها تَبقى وَحدَها. وَإِن ماتَت، أَتَت بِثَمَرٍ كَثير.
مَن أَحَبَّ نَفسَهُ، فَإِنَّهُ يُهلِكُها. وَمَن أَبغَضَ نَفسَهُ في هَذا ٱلعالَمِ، فَإِنَّهُ يَحفَظُها لِلحَياةِ ٱلأَبَدِيَّة.
إِن كانَ أَحَدٌ يَخدُمُني، فَليَتبَعني. وَحَيثُ أَكونُ أَنا، فَهُناكَ يَكونُ خادِمي. وَإِن كانَ أَحَدٌ يَخدُمُني، يُكرِمُهُ ٱلآب.
ٱلآنَ نَفسي قَد ٱضطَرَبَت، فَماذا أَقول؟ أَيُّها ٱلآبُ نَجِّني مِن هَذِهِ ٱلسّاعَة. وَلَكِن لِأَجلِ هَذا بَلَغتُ إِلى هَذِهِ ٱلسّاعَة.
أَيُّها ٱلآبُ مَجِّدِ ٱسمَكَ!» فَجاءَ صَوتٌ مِنَ ٱلسَّماء: «قَد مَجَّدتُ وَسَأُمَجِّدُ أَيضًا!»
فَٱلجَمعُ ٱلَّذي كانَ واقِفًا وَسامِعًا قال: «إِنَّما كانَ رَعد» وَقالَ آخَرون: «قَد كَلَّمَهُ مَلاك».
أَجابَ يَسوعُ وَقال: «لَيسَ لِأَجلي كانَ هَذا ٱلصَّوتُ، وَلَكِن لِأَجلِكُم.
قَد حَضَرَت دَينونَةُ هَذا ٱلعالَمِ، وَٱلآنَ يُلقى رَئيسُ هَذا ٱلعالَمِ خارِجًا.
وَأَنا إِذا رُفِعتُ عَنِ ٱلأَرضِ، جَذَبتُ إِلَيَّ ٱلجَميع».
وَإِنَّما قالَ هَذا لِيَدُلَّ عَلى أَيَّةِ ميتَةٍ كانَ مُزمِعًا أَن يَموتَها.
فَأَجابَهُ ٱلجَمع: «نَحنُ سَمِعنا مِنَ ٱلنّاموسِ أَنَّ ٱلمَسيحَ يَدومُ إِلى ٱلأَبَدِ، فَكَيفَ تَقولُ أَنتَ إِنَّهُ يَنبَغي أَن يُرفَعَ ٱبنُ ٱلبَشَر؟ مَن هُوَ هَذا ٱبنُ ٱلبَشَر؟»
فَقالَ لَهُم يَسوع:إِنَّ ٱلنّورَ مَعَكُم زَمانًا يَسيرًا بَعدُ، فَسيروا ما دامَ لَكُمُ ٱلنّورُ لِئَلاَّ يُدرِكَكُمُ ٱلظَّلام. لِأَنَّ ٱلَّذي يَمشي في ٱلظَّلامِ لا يَدري أَينَ يَتَوَجَّه.
ما دامَ لَكُم ٱلنّورُ، فَآمِنوا بِٱلنّورِ لِتَكونوا أَبناءَ ٱلنّور.

التعليق الكتابي :

الكردينال جوزف راتزنغر (البابا بندكتُس السادس عشر، بابا من 2005 إلى 2013)
Vom Sinn des Christseins 1965

« وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَراً كثيرا »

أن أكون مسيحيًّا، يعني أوّلاً ودائمًا الابتعاد عن الأنانيّة التي لا تجعلني أعيش سوى لنفسي، بهدف الدخول في توجّه جديد للحياة يرتكز على مبدأ “خدمة الآخرين”. في الواقع، كلّ الصور الكتابيّة المهمّة تعبّر عن هذه الحقيقة. صورة الفصح… صورة الخروج… التي تبدأ مع إبراهيم والتي تبقى قاعدة أساسيّة في كلّ مراحل الكتاب المقدّس: هذا كلّه هو تعبير عن هذه الحركة الأساسيّة نفسها التي ترتكز على مبدأ التخلّي عن حياة منطوية على ذاتها.

لقد أعلن الرّب يسوع المسيح عن هذه الحقيقة بطريقة عميقة من خلال مثل حبّة الحنطة. أظهر هذا المثل أنّ هذه القاعدة الأساسيّة لا تسيطر فقط على مجرى التاريخ كلّه، بل هي تشير أيضًا منذ البداية إلى الخلق الكامل لله: “الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ الَّتي تَقَعُ في الأَرض إِن لَم تَمُتْ تَبقَ وَحدَها. وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَراً كثيراً”.

من خلال موته وقيامته، طبّق يسوع المسيح مثل حبّة الحنطة. من خلال الإفخارستيّا، ومن خلال الخبز، أصبح فعلاً كالزّرع الّذي “أثمَرَ، بَعضُه مِائة، وبعضُه سِتِّين، وبعضُه ثَلاثين” (راجع مت 13: 8) والّذي ما زلنا نعيش بواسطته الآن وإلى الأبد. لكن في سرّ القربان المقدّس حيث يوجد إلى الأبد ذاك الذي فدانا بحياته، هو يدعونا، يومًا بعد يوم، للدخول في هذه القاعدة التي ليست سوى التعبير عن جوهر الحبّ الحقيقي…: الخروج من الذات لخدمة الآخرين. بالمختصر، يمكن القول إنّ جوهر المسيحيّة ليس سوى حركة الحبّ التي نشارك من خلالها بالمحبّة الخلاّقة لله ذاته.