stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 31 أكتوبر – تشرين الأول 2020 “

349views

السبت الثاني والعشرون بعد العنصرة (الإنجيل السادس بعد الصليب)
تذكار القدّيس الشهيد إبيماخوس
تذكار القدّيسين الرسل الذين من السبعين إستاخيس وأبلّيس وأمبلياس

بروكيمنات الرسائل 1:6

إِفرَحوا بِٱلرَّبِّ وَٱبتَهِجوا أَيُّها ٱلصِّدّيقون، وَٱفتَخِروا يا جَميعَ ٱلمُستَقيمي ٱلقُلوب.
-طوبى لِلَّذينَ غُفِرَت ذُنوبُهُم، وَٱلَّذينَ سُتِرَت خَطاياهُم. (لحن 6)

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 10a-1:5

يا إِخوَة، نَعلَمُ أَنّا إِذا نُقِضَ بَيتُ خِبائِنا ٱلأَرضِيِّ، نَنالُ بِناءً مِنَ ٱلله. بَيتًا لَم تَصنَعهُ ٱلأَيدي، أَبَدِيًّا في ٱلسَّماوات.
وَفي ٱلواقِعِ أَنّا نَحِنُّ في ذاكَ ٱلخِباءِ، مُتَشَوِّقينَ أَن نَلبَسَ فَوقَهُ بَيتَنا ٱلَّذي مِنَ ٱلسَّماء.
إِن وُجِدنا لابِسينَ لا عُراة.
لِأَنّا في هَذا ٱلخِباءِ نَحِنُّ مُثقَلينَ، إِذ لا نُريدُ أَن نَخلَعَهُ، بَل أَن نَلبَسَ فَوقَهُ لِكَي تَبتَلِعَ ٱلحَياةُ ٱلمَائِت.
وَٱلَّذي أَعَدَّنا لِذَلِكَ عَينِهِ إِنَّما هُوَ ٱللهُ، ٱلَّذي أَعطانا أَيضًا عُربونَ ٱلرّوح.
فَنَجتَرِئُ إِذَن كُلَّ حينٍ، وَنَعلَمُ أَنّا ما دُمنا مُستَوطِنينَ في ٱلجَسَدِ، فَنَحنُ مُتَغَرِّبونَ عَنِ ٱلرَّبّ.
لِأَنّا نَسلُكُ بِٱلإيمانِ لا بِٱلعِيان.
لَكِنّا نَجتَرِئُ وَنَرتَضي بِٱلحَرِيِّ أَن نَتَغَرَّبَ عَنِ ٱلجَسَدِ وَنَستَوطِنَ عِندَ ٱلرَّبّ.
فَلِذَلِكَ نَحرَصُ أَن نُرضِيَهُ، مُستَوطِنينَ كُنّا أَم مُتَغَرِّبين.
لِأَنَّهُ لا بُدَّ أَن نُظهَرَ كُلُّنا أَمامَ مِنبَرِ ٱلمَسيحِ.

هلِّلويَّات الإنجيل

طوبى لِمَن ٱختَرتَهُم وَقَبِلتَهُم، لِيَسكُنوا في دِيارِكَ يا رَبّ.
-وَذِكرُهُم يَدومُ إِلى جيلٍ وَجيل. (لحن 1)

إنجيل القدّيس لوقا 21-16:8

قالَ ٱلرَّبّ: «لَيسَ أَحَدٌ يوقِدُ سِراجًا فَيُغَطّيهِ بِإِناءٍ أَو يَضَعُهُ تَحتَ سَريرٍ، بَل يَضَعُهُ عَلى مَنارَةٍ لِيَرى ٱلدّاخِلونَ ٱلنّور.
فَإِنَّهُ لَيسَ خَفِيٌّ إِلاّ سَيُظهَرُ، وَلا مَكتومٌ إِلاّ سَيُعلَمُ وَيُشهَر.
فَتَبَصَّروا كَيفَ تَسمَعونَ، لِأَنَّ مَن لَهُ يُعطى، وَمَن لَيسَ لَهُ فَٱلَّذي يَظُنُّهُ لَهُ يُنـزَعُ مِنهُ».
وَأَقبَلَت إِلَيهِ أُمُّهُ وَإِخوَتُهُ، فَلَم يَقدِروا عَلى ٱلوَصولِ إِلَيهِ بِسَبَبِ ٱلجَمع.
فَأُخبِرَ وَقيلَ لَهُ: «إِنَّ أُمَّكَ وَإِخوَتَكَ واقِفونَ خارِجًا، يُريدونَ أَن يَرَوكَ».
فَأَجابَ وَقالَ لَهُم: «إِنَّ أُمّي وَإِخوَتي هُمُ ٱلَّذينَ يَسمَعونَ كَلِمَةَ ٱللهِ وَيَعمَلونَ بِها».

التعليق الكتابي :

الكاردينال بطرس دو بيرول (1575 – 1629)، لاهوتيّ ومؤسِّس المُصلّى
كتيّبات التقوى، الرقم 39

” إِنَّ أُمِّي وإخوَتي هُمُ الَّذينَ يَسمَعونَ كَلِمَةَ اللهِ ويَعملونَ بِها “

إنّ مشاركتنا للعذراء في هذا الوقت المقدّس هي بأن نكون في صمت: فهكذا كانت حالتها وهكذا كان دربها وهكذا كانت حياتها. كانت حياتها حياة صمتٍ تعبد من خلالها الكلمة الأزليّ. من خلال رؤيتها كلمة الله أمام عينيها وبين يديها وفي أحشائها، كلمة الآب الجوهريّة الذي جعلته مرحلة الطفولة صامتًا، تحوّلت مريم وصارت على مثال الكلمة المتجسّد الذي هو ابنها وإلهها وحبّها الوحيد. تحوّلت حياتها بذات الفعل من صمت العبادة إلى صمت التحوّل؛ لقد اتّحدت حواسّها وروحها لتكوين حياة الصمت فيها.

غير أنّ موضوعًا مهمًّا وخاصًّا بمريم كهذا كان يستحقّ منها الكلام والمديح… فمَن أكثر من مريم يعرف حياة يسوع وعظمته والإهانات التي تعرّض لها، مريم التي سكن في أحشائها تسعة أشهر واتّخذ منها جسده الصغير الذي غطّى روعة الألوهيّة كالحجاب الذي يخفي الهيكل الحقيقي؟ ومَن يمكنه أن يتكلّم باستحقاق أكثر، أو بطريقة أكثر “ألوهيّة” عن أمور عظيمة وإلهيّة أكثر من تلك التي هي والدة الكلمة الأزلي الذي به وفيه تمّت كلّ تلك الأمور…

وبالرغم من ذلك، ها هي مريم تلتزم الصمت، مندهشة من صمت ابنها يسوع! إنّ صمت العذراء هذا ليس بالتأكيد صمت العجز؛ إنّه صمت نور وافتتان، صمت أكثر بلاغة في مديح يسوع من البلاغة نفسها. إنّه تأثير إلهيّ في إطار النعمة، صنعه صمت يسوع الذي طبع هذا الأثر في والدته، والذي امتصّ بألوهيّته كلّ كلمة وكلّ فكرة من خليقته. أليس عجيبًا أن نرى العالم كلّه يتكلّم ومريم تصمت؟ كانت تصغي. كانت تتلقّى وتقدّم وتعطي ابنها بصمت!