stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 5 يناير – كانون الثاني 2021 “

344views

بارامون الظهور الإلهيّ

تذكار القديسَين الشهيدَين ثيوبمبتوس وثيوناس

بروكيمنات الرسائل 1:144

أَلرَّبُّ نوري وَمُخَلِّصي، فَمِمَّن أَخاف.
-أَلرَّبُّ صائِنُ حَياتي، فَمِمَّن أَفزَع. (لحن 3)

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 27-19:9

يا إِخوَة، إِنّي إِذ كُنتُ حُرًّا مِنَ ٱلجَميعِ، عَبَّدتُ نَفسي لِلجَميعِ لِأَربَحَ ٱلأَكثَرين.
فَصِرتُ لِليَهودِ كَيَهودِيٍّ لِأَربَحَ ٱليَهودَ، وَلِلَّذينَ تَحتَ ٱلناموسِ كَأَنّي تَحتَ ٱلنّاموسِ، لِأَربَحَ ٱلَّذينَ تَحتَ ٱلناموس.
وَلِلَّذينَ بِلا ناموسٍ كَأَنّي بِلا ناموسٍ مَعَ أَنّي لَستُ بِلا ناموسِ ٱللهِ، بَل أَنا تَحتَ ناموسِ ٱلمَسيحِ، لِأَربَحَ ٱلَّذينَ بِلا ناموس.
وَصِرتُ لِلضُّعَفَاءِ ضَعيفًا لِأَربَحَ الضُّعَفَاء. وَصِرتُ لِلكُلِّ كُلَّ شَيءٍ، لِأُخَلِّصَ عَلى كُلِّ حالٍ قَومًا.
وَأَنا أَصنَعُ هَذا لِأَجلِ ٱلإِنجيلِ، لِأَصيرَ شَريكًا فيه.
أَما تَعلَمونَ أَنَّ ٱلَّذينَ يَسعَونَ في ٱلمَيدانِ كُلُّهُم يَسعَونَ، لَكِنَّ واحِدًا يَنالُ جائِزَةَ ٱلسَّبَق؟ فَٱسعَوا هَكَذا حَتّى تَفوزوا.
وَكُلُّ مَن يُجاهِدُ يُمسِكُ نَفسَهُ عَن كُلِّ شَيء. أَمّا أولَئِكَ فَليَنالوا إِكليلاً يَفنى، وَأَمّا نَحنُ فَإِكليلاً لا يَفنى.
فَهَكَذا أَسعى أَنا، لا كَمَن لا يَدري. هَكَذا أُلاكِمُ، لا كَمَن يُقارِعُ ٱلهَواء.
بَل أَقمَعُ جَسَدي وَأَستَعبِدُهُ، لِئَلاَّ أَصيرَ أَنا نَفسي مَرذولاً بَعدَما وَعَظتُ غَيري.

هلِّلويَّات الإنجيل

فاضَ قَلبي بِنَشيدٍ رائِع، أَقولُ إِنَّ نَشيدي هُوَ لِلمَلِك.
-أَنتَ أَبهى جَمالًا بَينَ بَني ٱلبَشَر. أُفيضَ ٱللُّطفُ عَلى شَفَتَيك، لِذَلِكَ بارَكَكَ ٱللهُ إِلى ٱلأَبَد. (لحن 6)

إنجيل القدّيس لوقا 18-1:3

في ٱلسَّنَةِ ٱلخامِسَةَ عَشرَةَ مِن مُلكِ طيباريوسَ قَيصَرَ، إِذ كانَ بيلاطُسُ ٱلبُنطِيُّ وَالِيًا عَلى ٱليَهودِيَّةِ، وَهيرودُسُ رَئيسَ رُبعٍ عَلى ٱلجَليلِ، وَفيلِبُّسُ أَخوهُ رَئيسَ رُبعٍ عَلى إِيطورِيَّةَ وَبلادِ تَراكونيتِسَ، وَليسانِيوسُ رَئيسَ رُبعٍ عَلى أَبيلينَةَ،
وَحَنّانُ وَقَيافا في رِئاسَةِ ٱلكَهَنوتِ، كانَت كَلِمَةُ ٱللهِ عَلى يوحَنّا بنِ زَكَرِيّا في ٱلبَرِّيَّة.
فَجاءَ إِلى بُقعَةِ ٱلأُردُنِّ كُلِّها يَكرِزُ بِمَعمودِيَّةِ ٱلتَّوبَةِ لِمَغفِرَةِ ٱلخَطايا،
كَما هُوَ مَكتوبٌ في سِفرِ أَقوالِ أَشَعيا ٱلنَّبِيِّ ٱلقائِل: «صَوتُ صارِخٍ في ٱلبَرِّيَّة: أَعِدّوا طَريقَ ٱلرَّبِّ، وَٱجعَلوا سُبُلَهُ قَويمَة.
كُلُّ وادٍ سَيَمتَلِئُ، وَكُلُّ جَبَلٍ سَيَنخَفِضُ، وَٱلمُعوَجُّ سَيَستَقيمُ، وَوَعرُ ٱلطَّريقِ سَيَصيرُ سَهلاً،
وَسَيُعايِنُ كُلُّ جَسَدٍ خَلاصَ ٱلله».
وَكانَ يَقولُ لِلجُموعِ ٱلَّذينَ يَأتونَ إِلَيهِ لِيَعتَمِدوا مِنهُ: «يا أَولادَ ٱلأَفاعي، مَن دَلَّكُم عَلى ٱلهَرَبِ مِنَ ٱلغَضَبِ ٱلآتي؟
أَثمِروا ثِمارًا تَليقُ بِٱلتَّوبَة. وَلا تَشرَعوا تَقولونَ في أَنفُسِكُم: إِنَّ أَبانا إِبرَهيم. فَإِنّي أَقولُ لَكُم: إِنَّ ٱللهَ قادِرٌ أَن يُقيمَ مِن هَذِهِ ٱلحِجارَةِ أَولادًا لِإِبرَهيم.
ها إِنَّ ٱلفَأسَ مَوضوعَةٌ عَلى أَصلِ ٱلشَّجَرِ، فَكُلُّ شَجَرَةٍ لا تُثمِرُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقطَعُ وَتُلقى في ٱلنّار».
وَكانَ ٱلجُموعُ يَسأَلونَهُ قائِلين: «ماذا نَصنَعُ إِذَن؟»
فَيُجيبُهُم وَيَقولُ لَهُم: «مَن لَهُ ثَوبانِ فَليُعطِ مَن لَيسَ لَهُ، وَمَن لَهُ طَعامٌ فَليَصنَع كَذَلِك».
وَجاءَ أَيضًا عَشّارونَ لِيَعتَمِدوا مِنهُ فَقالوا لَهُ: «ماذا نَصنَعُ يا مُعَلِّم؟»
فَقالَ لَهُم: «لا تَستَوفوا أَكثرَ مِمّا فُرِضَ لَكُم».
وَسَأَلَهُ أَيضًا جُنودٌ قائِلين: «وَنَحنُ أَيضًا ماذا نَصنَع؟» فَقالَ لَهُم: «لا تَظلِموا أَحَدًا، وَلا تَفتَروا عَلى أَحَدٍ، وَٱقنَعوا بِمُرَتَّباتِكُم».
وَإِذ كانَ ٱلشَّعبُ يَنتَظِرُ، وَٱلجَميعُ يُفَكِّرونَ في قُلوبِهِم عَن يوحَنّا لَعَلَّهُ هُوَ ٱلمَسيحُ،
أَجابَهُم يوحَنّا أَجمَعينَ قائِلاً: «أَنا أُعَمِّدُكُم بِٱلماءِ، وَلَكِن يَأتي مَن هُوَ أَقوى مِنّي، وَأَنا لَستُ بِأَهلٍ أَن أَحُلَّ سُيورَ حِذائِهِ. وَهُوَ سَيُعَمِّدُكُم بِٱلرّوحِ ٱلقُدُسِ وَٱلنّارِ،
ٱلَّذي بِيَدِهِ ٱلمِذرى يُنَقّي بَيدَرَهُ، وَيَجمَعُ ٱلقَمحَ إِلى أَهرائِهِ، وَيُحرِقُ ٱلتِّبنَ بِنارٍ لا تُطفَأ».
فَبِهَذِهِ ٱلأَشياءِ وَبِكَثيرٍ غَيرِها كانَ يُبَشِّرُ ٱلشَّعبَ في وَعظِهِ.

التعليق الكتابي :

القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، أسقف أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة ومعلِّم في الكنيسة
www.melkites.org

” أعِدُّوا طريق الرب “

لنتأمل معاً كيف أن كُلاًّ من النبي إشعياء والسابق يوحنا المعمدان يوصِّلان لنا نفس الرسالة، رغم أنهما لا يستخدمان نفس التعبيرات، فالنبي يسبق فيُنْبئنا أنه لا بدّ سيأتي المسيح، فيقول: “أعدوا طريق الرب، اجعلوا سبيله مستقيماً”. أما السابق يوحنا المعمدان فعندما أتى، بدأ رسالته قائلاً: “اصنعوا أثماراً تليق بالتوبة”، وهذه الدعوة لها نفس المعنى تماماً مثل: “أعدّوا طريق الرب”. فكلُّ ما قيل بالنبي أو بالمعمدان، فهو يعني نفس الأمر.

إن السابق أتى لكي يُعدَّ الطريق لا أن يقدّم للناس عطيّة المغفرة، بل بالحري ليُعدَّ نفوس أولئك الذين سينالون هبة الهبات.

ولكن القديس لوقا البشير يضيف شيئاً أكثر، فهو لم يكتفِ بأن يعطي بعض بل كل النبوة: “كل وادٍ يمتلىء وكل جبل وأكمة ينخفض؛ وتصير المعوجات مستقيمة والشعاب طرقاً سهلة؛ ويُبصر كل بشرٍ خلاص الله.” (لو 3: 5 و6؛ إش 40: 4 و5).

ثم تأمل كيف أن النبي منذ أمدٍ طويل يسبق فينبئ بكل شيء: تجمُّع الناس معاً، تغيُّر الأمور إلى الأفضل، بساطة الأمور المستعلنة، والداعي لكل هذه المجريات؛ حتى وإن كان يتكلم بالرموز. نعم لأنه كان ينبئ بأمور آتية. لأنه عندما كان يقول: “كل وادٍ يمتلئ وكل جبل وأكمة ينخفض وتصير المعوجات سهلة”: كان يعني بذلك أن المتواضع سيُرفَع، وأن المتكبّرسيخفض، وأن خشونة الناموس ستُبدَّل بعذوبة الإنجيل، ليس بعد “عرَقٌ ووجعٌ”، بل نعمةٌ وغفرانٌ للخطيئة. هذا هو افتتاح طريق الخلاص الرحب. ثم إنه يبين الغاية من كل هذا، قائلاً: “حتى يرى كل بشر خلاص الله”؛ ليس كما كان سابقاً، حيث كان اليهود والمتهوّدون وحدهم، هم المختصون بالرؤية، بل “كلُّ بشر”، أي سائر الجنس البشري. وأما “الطرق الوعرة والمعوجّة” فهو يعني بها نوع الحياة الفاسدة التي كانت: عشّارون “ظَلَمَة”، زناة، لصوص، مشتغلون بالسحر: الذين كانوا قبلاً معوجّين في طرقهم؛ ومن ثَمَّ دخلوا الطريق المستقيم، كما قال الرب نفسه: “الحق أقول لكم: إن العشّارين والزانيات سيسبقونكم إلى ملكوت السموات” (مت 21: 31) ذلك لأن هؤلاء كانوا قد آمنوا به.

ويتكلم النبي عن نفس الشيء ولكن بتعبيرات أخرى: “الذئب والحمل يرعيان معاً” (إش 65: 25). فكما تكلم قبل هذا عن الجبال والأودية معلنا بذلك أن الطبائع المختلفة ستتآلف إلى واحد عن طريق معرفة الحكمة أي معرفة الخلاص، كذلك هنا بالمثل: فهو يعني بالطبائع المتباينة التي للحيوانات العُجم، يعني تباين طبائع الناس، وينبئ كيف أنها ستأتي معاً إلى حياة واحدة متآلفة مستقيمة. وهنا أيضاً، كما فعل سابقاً يُعطي العلّة لهذا قائلاً: “إن القائم ليحكم الأمم، إياه تترجى الشعوب” (إش 10: 10؛ مت 12: 21)، الذي يقصد به نفس المعنى عندما يقول: “وكلُّ بشرٍ سيرى خلاص الله”، مبيناً بهذا أن قوة ومعرفة الإنجيل ينبغي أن ينادى بهما إلى أقاصي الأرض، وهذه ستؤول إلى تغيير جنس البشر من الطرق البهيمية وشراسة النفس إلى وداعة ولطف الخُلُق.