stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعوية

القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين 3 اغسطس 2019

719views

السبت الثامن بعد العنصرة

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 10-1:13

يا إِخوَة، لِتَخضَع كُلُّ نَفسٍ لِلسَّلاطينِ ٱلمُنَصَّبَةِ، لِأَنَّهُ لا سُلطانَ إِلا مِنَ ٱللهِ، وَٱلسَّلاطينُ ٱلكائِنَةُ إِنَّما رَتَّبَها ٱللهُ،
بِحَيثُ إِنَّ مَن يُقاوِمُ ٱلسُّلطانَ يُعانِدُ تَرتيبَ ٱللهِ، وَٱلمُعانِدونَ يَجلُبونَ دَينونَةً عَلى أَنفُسِهِم.
لِأَنَّ ٱلخَوفَ مِنَ ٱلرُؤَساءِ لَيسَ عَلى ٱلعَمَلِ ٱلصالِحِ بَل عَلى ٱلشِّرّير. أَفَتَبتَغي أَن لا تَخافَ مِنَ ٱلسُّلطان؟ فَٱفعَلِ ٱلخَيرَ فَيَكونَ لَكَ مَدحٌ مِنهُ،
إِذ هُوَ خادِمُ ٱللهِ لَكَ لِلخَير! وَأَمّا إِن فَعَلتَ ٱلشَّرَّ فَخَف، لِأَنَّهُ لا يَتَقَلَّدُ ٱلسَّيفَ عَبَثًا، إِذ هُوَ خادِمُ ٱللهِ ٱلمُنتَقِمُ، ٱلَّذي يُنفِذُ ٱلغَضَبَ عَلى مَن يَفعَلُ ٱلشَّرّ.
فَلِذَلِكَ يَلزَمُ ٱلخُضوعُ لَهُ، لا مِن أَجلِ ٱلغَضَبِ فَقَط، بَل مِن أَجلِ ٱلضَّميرِ أَيضًا.
فَإِنَّكُم لِأَجلِ هَذا توفونَ ٱلجِزيَةَ أَيضًا، إِذ هُم خُدّامُ ٱللهِ ٱلمُواظِبونَ عَلى هَذهِ ٱلخِدمَةِ بِعَينِها.
فَأَدّوا إِذَن لِلجَميعِ حُقوقَهُم: ٱلجِزيَةَ لِمَن لَهُ ٱلجِزيَةُ، وَٱلجِبايَةَ لِمَن لَهُ ٱلجِبايَةُ، وَٱلمَهابَةَ لِمَن لَهُ ٱلمَهابَةُ، وَٱلكَرامَةَ لِمَن لَهُ ٱلكَرامَة.
لا يَكُن عَلَيكُم لِأَحَدٍ حَقٌّ ما خَلا حُبَّ بَعضِكُم لِبَعض. فَإِنَّ مَن أَحَبَّ ٱلقَريبَ قَد أَتَمَّ ٱلنّاموس.
لِأَنَّ (هَذهِ الوَصايا) «لا تَزنِ، لا تَقتُل، لا تَسرِق، لا تَشهَد بِٱلزّورِ، لا تَشتَهِ»، وَغَيرَها مِنَ ٱلوَصايا، إِنَّما هِيَ مُتَضَمِّنَةٌ في هَذهِ ٱلكَلِمَة «أَن أَحبِب قَريبَكَ كَنَفسِكَ».
إِنَّ مَحَبَّةَ ٱلقَريبِ لا تَصنَعُ شَرًّا. فَٱلمَحَبَّةُ إِذَن هِيَ تَمامُ ٱلنّاموس.

هلِّلويَّات الإنجيل

طوبى لِمَن ٱختَرتَهُم وَقَبِلتَهُم، لِيَسكُنوا في دِيارِكَ يا رَبّ.
-وَذِكرُهُم يَدومُ إِلى جيلٍ وَجيل. (لحن 1)

إنجيل القدّيس متّى 37-30:12

قالَ ٱلرَّبُّ: «مَن لَيسَ مَعي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَن لا يَجمَعُ مَعي فَهُوَ يُفَرِّق.
لِذَلِكَ أَقولُ لَكُم: إِنَّ كُلَّ خَطيئَةٍ وَتَجديفٍ يُغفَرُ لِلنّاسِ، وَأَمّا ٱلتَّجديفُ عَلى ٱلرّوحِ فَلا يُغفَرُ لِلنّاس.
مَن قالَ كَلِمَةً عَلى ٱبنِ ٱلإِنسانِ يُغفَرُ لَهُ، وَأَمّا مَن قالَ عَلى ٱلرّوحِ ٱلقُدُسِ فَلا يُغفَرُ لَهُ، لا في هَذا ٱلدَّهرِ وَلا في ٱلآتي!
إِمّا ٱجعَلوا ٱلشَّجَرَةَ صالِحَةً وَثَمَرَتها صالِحَةً، وَإِمّا ٱجعَلوا ٱلشَّجَرَةَ فاسِدَةً وَثَمَرَتها فاسِدَة. فَإِنَّها مِنَ ٱلثَّمَرَةِ تُعرَفُ ٱلشَّجَرَة.
يا أَولادَ ٱلأَفاعي، كَيفَ تَقَدِرونَ أَن تَتَكَلَّموا بِٱلصّالِحاتِ وَأَنتُم أَشرار. وَإِنَّما يَتَكَلَّمُ ٱلفَمُ مِن فَيضِ ما في ٱلقَلب.
أَلإِنسانُ ٱلصّالِحُ مِن كَنـزِ قَلبِهِ ٱلصّالِحِ يُخرِجُ ٱلصّالِحاتِ، وَٱلإِنسانُ ٱلشِّرّيرُ مِن كَنـزِهِ ٱلشِّرّيرِ يُخرِجُ ٱلشُّرور.
وَإِنّي أَقولُ لَكُم: إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِها ٱلنّاسُ سَوفَ يُعطونَ عَنها جَوابًا في يَومِ ٱلدّينِ،
لِأَنَّكَ مِن كَلامِكَ تَتَبَرَّرُ، وَمِن كَلامِكَ يُحكَمُ علَيك».

التعليق الكتابى

القدّيس فرنسيس دي سال (1567 – 1622)، أسقف جنيف وملفان الكنيسة

مدخل إلى حياة التقوى، الجزء الأوّل

«ما مِن شَجَرةٍ طَيِّبَةٍ تُثمِرُ ثَمرًا خَبيثًا، ولا مِن شَجَرةٍ خَبيثَةٍ تُثمِرُ ثَمرًا طَيِّبًا» (لو 6: 43)

في مرحلة الخلق، أمر الله بأن “تُنْبِتِ الأَرضُ نَباتًا عُشْباً يُخرِجُ بِزْرًا وشَجَرًا مُثمِرًا يُخرِجُ ثَمَرًا بِحَسَبِ صِنفِه” (تك 1: 11): وهكذا أمر المسيحيّين الذين يُعتبرون النبتات الحيّة في كنيسته، بأن ينتجوا ثمار التقوى، كلّ وفقًا لنوعيّته ودعوته. التقوى، أو الحياة المسيحيّة، يجب أن تمارس بطريقة مختلفة من قبل الإنسان النبيل، والحرفي، والخادم، والأمير، والأرملة، والابنة والعروس؛ وليس هذا فحسب، لكن يجب تكييف ممارسة التقوى مع قوى كلّ شخص وأعماله وواجباته… فهل من المنطقي أن يعيش الأسقف العزلة مثل النّساك؟ هل من المنطقي أن يختار العرسان عيش الفقر مثل الرّهبان؟ هل من المنطقي أن يمضي الحرفي يومه في الكنيسة مثل الكاهن؟ هل من المنطقي أن يكون الكاهن عرضة لأنواع اللقاءات كلّها لخدمة القريب مثل الأسقف؟ ألن يكون هذا سخيفًا وغير متّزن وغير محتمل؟ لكن غالبًا ما يحصل خطأ من هذا النوع… كلاَّ، فالتقوى لا تفسد شيئًا حين تكون حقيقيّة؛ إنّها تجعل كلّ شيء مثاليًّا… قال أرسطو: “تمتصّ النحلة أريجها من الزهور بدون أن تُتلِفها”، تاركة إيّاها كاملة ومتفتّحة كما وجدتها. والتقوى الحقيقيّة تفعل أفضل من ذلك، فهي لا تكتفي بعدم إفساد إي نوع من الدعوات والأعمال، بل تقوم على العكس بتزيينها وبتجميلها… فيصبح الاعتناء بالعائلة أكثر صفاء، وحبّ الزوج والزوجة أكثر صدقًا، وخدمة الأمير أكثر إخلاصًا، وأنواع الانشغالات كلّها أكثر عذوبة ووديّة. ليس خطأ فحسب، بل إنّها هرطقة أن يُعمَد إلى إلغاء التقوى من كتيبة الجنود، ومن متجر الحرفيّين، ومن بلاط الأمراء ومن المؤسّسة الزوجيّة… حيثما كنّا، يمكننا أن نطمح إلى الحياة المثاليّة، ويجب أن نفعل ذلك.