stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

الكاردينال بارولين : إصلاح الكوريا ضروري لكي تُصبح أداة خدمة للبابا

233views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

13 يوليو 2021

كتب : فتحى ميلاد – المكتب الاعلامي الكاثوليكي بمصر .

مقابلة صحيفة “La Croix” الفرنسية مع أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان بعد أيام من عودته من ستراسبورغ. فيما يتعلق بالمحاكمة في الفاتيكان، الأمنية بأن تبرز الحقيقة، بينما في قضايا الاعتداء الجنسي على الأطفال، الدعوة للمضي قدمًا من أجل الشفافية: “إنها محنة يجب مواجهتها”. القوانين حول أخلاقيات علم الأحياء والإنفصالية الدينية: “من المهم أن يُسمع الكاثوليك صوتهم”

فرنسا والعلمانية، دور الكاثوليك في المجتمع والسياسة، في ضوء القوانين الجديدة التي تمت الموافقة عليها خارج جبال الألب مثل القانون المتعلق بأخلاقيات علم الأحياء. من ثم زيارة محتملة للبابا إلى باريس، وآفة الاعتداء الجنسي على الأطفال في الكنيسة، وإصلاح الكوريا الرومانية؛ أخيرًا، إشارة إلى المحاكمة القادمة في الفاتيكان. هذه هي المواضيع التي تحدّث عنها أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين في مقابلة له مع صحيفة “La Croix” الفرنسية بعد أيام قليلة من عودته من زيارته إلى ستراسبورغ في الذكرى المئوية الأولى لوفاة شفيعة منطقة الألزاس القديسة أوديليا.

كما في المؤتمر الصحفي الذي عُقد في ستراسبورغ أجاب أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين على سؤال حول المحاكمة التي ستبدأ في السابع والعشرين من تموز يوليو في محكمة الفاتيكان بشأن القضية المرتبطة بالاستثمارات المالية لأمانة الدولة في لندن. وقال الكاردينال بارولين آمل حقًا أن تظهر الحقيقة خلال هذه المحاكمة، من أجل خير الجميع، موضحًا أنه يشير إلى “حقيقة قضائية” لأن “الحقيقة الحقيقية وحده الرب هو الذي يعرفها” بينما “الحقيقة التي يتمُّ التأكُّد منها في المحكمة فهي حقيقة بشرية.

عن الحقيقة يتحدث الكاردينال أيضًا بشأن النتائج المنتظرة عن اللجنة المستقلة للإعتداءات الجنسية في فرنسا من قبل الإكليروس، والتي يجب الإعلان عنها قريبًا، وقال من المحتمل أن يكون هذا زمن ألم كبير، ولكن لا يجب أن نخاف من الحقيقة. وأضاف نحن حزينون وأعلم أن الكثير من الكاثوليك سيشعرون بالحزن الشديد والعار لما سيقرؤونه. لكن علينا أن نواجه هذه المحنة. من هناك يمكن أن يولد وعي جديد لمكافحة هذه الظواهر ومنع تكرار هذه الأفعال.

أما بالنسبة للدستور الرسولي حول إصلاح الكوريا، الذي يدرسه حاليًا مجلس الكرادلة الذي هو عضو فيه، فقد اقتصر الكاردينال بارولين على الإشارة إلى أن الوثيقة التي ستستبدل الدستور الرسولي “Pastor Bonus” للبابا يوحنا بولس الثاني هي الآن بين أيدي القانونيين الكنسيين من أجل تكييف المصطلحات والطابع القانوني للوثيقة. أما بالنسبة لتوقيت النشر، أكّد أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان أنَّ الأمر يعتمد على الأب الأقدس وأضاف في منظمة معقدة ومتعددة القرون مثل الكوريا الرومانية، يمكن أن يسبب التغيير بعض الصعوبات. ولكن هناك رغبة حقيقية في جعلها أداة في خدمة الأب الأقدس من أجل خير الكنيسة. ولذلك من الآن فصاعدًا، يجب أن نتجنب أي شيء قد حجب صورة خدماتها في الماضي.

بالإشارة إلى البابا، أكّد الكاردينال بارولين أنّه في الوقت الحالي ليس هناك أية زيارة للأب الاقدس إلى فرنسا حتى لو كان “هناك مشروع”. وقال لقد أعرب البابا بالفعل عن اهتمامه بهذه الزيارة لإيمانويل ماكرون. لكنني غير قادر على تحديد موعد. آمل أن يتم ذلك في أسرع وقت ممكن، لأن فرنسا تستحق زيارة الأب الأقدس. وفي هذا السياق ذكّر أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان بالمائة عام للعلاقات الدبلوماسية بين فرنسا والفاتيكان: علاقات إيجابية، كما قال، نتشارك في الاهتمامات المشتركة، مثل الإيكولوجيا، التي أصبحت موضوعًا رئيسيًا للنشاط الدولي للكرسي الرسولي وإدارة الأوبئة. ولكن لا تزال هناك بعض الخلافات، مثل مسألة نزع السلاح والطاقة النووية.

رداً على سؤال حول موضوع العلمانية الفرنسية، بينما تتواصل مناقشات الجمعية الوطنية (مجلس النواب في البرلمان الفرنسي)، حول مشروع القانون المتنازع عليه بشأن “الانفصالية الدينية” الذي ينص على سيطرة أكبر من قبل الدولة على المنظمات الدينية ودور العبادة، قال الكاردينال بارولين إنه موضوع حساس للغاية في فرنسا. لأن العلمانية الفرنسية لها سمات غير موجودة في أي مكان آخر، مرتبطة بتاريخكم، وبالأخص بالثورة الفرنسية، وإنما أيضًا بالمراحل المختلفة التي أدت إلى الفصل بين الكنيسة والدولة، وأحيانًا إلى رفض قوي للدين. جميع هذه الأحداث قد تركت بصماتها وساهمت في تهميش البعد الديني في الحياة الاجتماعية. وهذا الأمر ليس جيدا. إنما المثالي فهو التمتع باستقلالية الجماعة السياسية عن الكنيسة والتعاون السليم بينهما، لأنّ الهدف المشترك للكنيسة والدولة هو الإسهام في الخير العام. من ناحية أخرى، قال أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان إنه ليس قلقًا من التوترات التي تسبق كل حملة انتخابية، والتي تكون أحيانًا “ضرورية للمضي قدمًا”، لكنه يوصي بألا تتحول هذه التوترات إلى صراعات عنيفة، واعتداءات شخصية من شأنها أن تساهم في مناخ مدمِّر.

هذا ولم تخلو مقابلة الكاردينال بارولين مع صحيفة “La Croix” الفرنسية من الإشارة إلى قانون أخلاقيات علم الأحياء الذي تمَّ اعتماده حديثًا في فرنسا، والذي انتُقد بشدة من قبل السكان الكاثوليك. وقال أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان في هذا السياق أنّه من الأهمية بمكان أن يُسمع الكاثوليك صوتهم، من خلال حجج تستند إلى إيمانهم، حتى في مثل هذه المناقشات الدقيقة، هذا على الرغم من إقرار القانون لأنهم يقومون بذلك باسم الدفاع عن كرامة وقيمة كل حياة بشرية.