stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

عقائدية

المسبحة الوردية ، صلاة من قلب وجوهر الإنجيل

2.8kviews

topic (4)

أسرار المسيح وأسرار أمه مريم… ( تعليم البابا القديس يوحنا بولس الثاني)

المسبحة الوردية هي ملخص الإنجيل:

يجب علينا، لكي نتمكن من مشاهدة وجه المسيح والتأمل فيه، أن نصغي إلى صوت الآب، لأنه “لا أحد يعرف الابن إلا الآب”. فلما كان يسوع بقرب مدينة قيصرية فيلبس، اعترف بطرس بأن يسوع هو المسيح ابن الله الحي، فأكد له يسوع بكل دقة أن مصدر نظرته الثاقبة التي مكنته من أن يحدد هوية يسوع قد جاء من الآب “لا لحم ولا دم كشفا لك هذا، ولكن أبي الذي في السموات” (متى 16: 17). ولذلك فإن الوحي الصادر من لدن الله هو أمر ضروري، ولا بد ليك نقبل هذا الوحي من أن نقف موقف الإصغاء. إن خبرة الصمت والصلاة هي وحدها تضعنا في الجو المناسب الذي يسمح لنا بأن نعرف سر المسيح معرفة حميمية أمينة وكاملة، وبأن نجعل هذه المعرفة تنضج وتنمو.

إن تلاوة المسبحة الوردية هي إحدى الطرق التقليدية التي تمكننا من مشاهدة وجه يسوع والتأمل فيه. لقد كتب البابا بولس السادس ما يلي: “إن المسبحة الوردية المركزة على سري التجسد والفداء، توجهنا بوضوح إلى المسيح. فإن عنصرها المميز –وهو ترداد صلاة السلام عليكِ يا مريم- يصبح هو أيضاً تسبيحاً غير منقطع للمسيح الذي بشر به الملاك، والذي سلمت أليصابات أم يوحنا المعمدان على مريم العذراء بسبب وجوده في أحشائها حين قالت لها: “مباركة ثمرة بطنك”. وإننا نقول أكثر من ذلك: إن ترداد صلاة السلام عليكِ يؤّلف الأرضية التي تنمو عليها مشاهدة الأسرار والتأمل فيها. فإن اسم يسوع الذي نذكره في كل مرة نتلو السلام عليكِ هو الاسم الذي يعرضه علينا تتابع الأسرار، ويؤكد لنا أنه ابن الله وابن العذراء على السواء.

. إضافة في محلها:

إن المسبحة الوردية كما هي مرتبة في تلاوتها العملية التي وافقت عليها السلطة الكنسية، لا تحتفظ من بين أسرار حياة المسيح إلا ببعضها فقط. إن اختيار هذه الأسرار قد فُرض منذ البدء على المسبحة الوردية لتحافظ على العدد المئة والخمسين المناسب لعدد المزامير.

يبدو لي أنه إذا ما أردنا أن نعطي للوردية طابعاً أكثر علاقة بالمسيح، فإنه يحسن بنا أن نضيف إليها بعض الأبيات. وإن كنا نترك تقدير هذا الأمر للأشخاص والكنائس المحلية، نرى أن هذه الإضافة تأتي على ذكر أبرز أسرار حياة يسوع العلنية الممتدة من المعمودية إلى الآلام. فإننا بسرد ذكرى هذه الأسرار، يمكننا أن نتأمل في بعض جوانب شخصية المسيح على اعتبار أنه قد جاء بالوحي الكامل والنهائي. فإن الله الآب قد أعلن أنه ابنه الحبيب عندما قَبِلَ المعمودية في نهر الأردن. أما المسيح فقد بشر بالملكوت وشهد له بأعماله وأعلن على الملأ مطالبه. ففي خلال سنوات حياته العلنية، ظهر ببيان خاص أن سر المسيح هو سر النور “ما دمت في العالم فأنا نور العالم”. (يوحنا 9: 5).

إذا أردنا أن نتمكن من أن نقول قولاً كاملاً أن الوردية هي ملخص الإنجيل، فإنه بعدما ذكرنا التجسد وحياة المسيح الخفية (أسرار الفرح)، وتوقفنا عند الآلام والموت (أسرار الحزن)، وعند بهجة القيامة (أسرار المجد)، يليق بنا أن نوجه تأملنا إلى بعض أحداث من حياة يسوع العلنية التي تتصف بمعاني عميقة (أسرار النور). إن إضافة هذه الأسرار الجديدة لا تشوه صيغة الصلاة التقليدية، بل تهدف إلى وضعها في صلب الروحانية المسيحية، وتجلب إليها انتباه المؤمنين، لأنها تعبّر عمّا في أعماق قلب يسوع من فرح ونور وألم ومجد.
شهر مريمي مبارك للجميع

روما/ أليتيا (aleteia.org/ar)