stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

اليوم تؤخذ نفسك – الأب وليم سيدهم

522views

اليوم تؤخذ نفسك

الكورونا فيروس قاتل، العالم اليوم بأجمعه مهدد بالموت والفناء، عدو الانسان اليوم ليس الانسان القاتل، صانع القنابل العنقودية والدبابات والصواريخ، إنه عدو غير مرئي، حجمه ضئيل للغاية لدرجة لا يمكن رؤيته بالعين المجردة ولكن لا يوجد ميكروسكوب قوى جدا لكي نراه.

الكورونا ليس كائن حي كما يقول العلماء إنما هو كائن يختبئ في الرزاز او في المخاط ولكنه كائن مميت للغاية.

الهلع، إمتد إلى جميع الدول من خلال حاملي الفيروس الذين تنقلوا بالطائرات من بلد لأخر إنه يتكاثر في جسم الإنسان بطريقة جهنمية، أُغلقت المطارات وقاعات الأفراح والجوامع والكنائس واى مكان يوجد به تجمعات بين البشر، الخلاص هُنا هو العزل والإنعزال، إنتهت الأحضان الدافئة والسلامات الحارة بالأيدي والعناق، الخلاص هو الإبتعاد الكلي والفورى عن أى علاقة إنسانية تعودنا عليها. الخلاص اليوم موجود في يد الإنسان الفرد أو الإنسانية، الخلاص أن تنأى عن بني البشر.

إن الخطر لا يأتي من الإنسان بتاتًا إنما يأتي من الإنسان المسكون بالفيروس، هناك ملايين البشر مهددون في الوقت نفسه لأول مرة في تاريخ البشرية يحدث هذا الخطر الداهم، لا تحدثني عن الحرب العالمية الأولى أو الثانية لقد كانت هذه الحروب بين البشر واستخدمت فيه الطائرات والمدافع والقنابل التي صنعها البشر.

اليوم نحن نهاجم من الطبيعة. إنه العدو الذي لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، لا يرقى حجمه إلى حتى ملليمتر واحد، فماذا فعل الإنسان على هذا الكوكب حتى يختبئ وينفصل ويُحكم عليه بالحبس الإنفرادى خوفًا من العدوى.

اليوم تؤخذ نفسك. نعم، لمن أعددت كل هذه الخيرات؟ لقد أقتنى أقل من 20% من البشر خيرات أكثر من 80% منهم، وظن أغنياء وأسياد هذا العالم أنهم أمنوا أنفسهم من المرض والخطر والموت. ومات ضميرهم الذي وضعه خالق الكون في أعمق أعماقهم. وتصرفوا بكبرياء وجهل ظنًا أن هذا الكون لا صاحب له إلا هم، وكما فعل داود مع إمرأة أوريا بعد أن رآها عريانة فحملت منه بعد أن نسى أن الله مازال موجودًا وأن ملكه هو مجرد عطية من الله. ولكن عين الله الساهرة أرسلت النبي ناثان ليذكر داود بما نسيه ويعلن له وفاة ابن الخطيئة.

اليوم حيث يحصد فيروس الكورونا البشر من أقصي الأرض إلى أقاصيها، على الجميع أن يعترفوا بكفرهم وعبادتهم للسلطة والمال والجنس، أن يعترفوا بأن أغنياء هذا العالم حوّلوا أخوتهم وأخواتهم (أكثر من 80%) إلى عبيد، وإستغلوهم ومازالوا يستغلوهم ظانين أن عيني الرب قد كلّت.

هذا هو الوقت المناسب «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ».” (عب 3: 15) يجب التنازل عن كل الخيرات التي سلبها الأقوياء وجباري هذا الزمن، وإرجاعها إلى أصحابها وإلا الفناء على يد فيروس أقل من 1 من الألف من الملليمتر . إن الموت يدق على الأبوابإذا أردتم أن تعيشوا فغيروا قلوبكم واعترفوا بما سلبت يداكم وإلا الفناء.

يارب، إغفر لنا ذنوبنا وإرحمنا وإلمس قلوبنا بدلًا من أن يلمسها فيروس كورونا ، وهب لنا الحياة عوضًا عن الموت. آمين