stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

عقائدية

انتقال مريم العذراء بالنفس والجسد الى السماء / ناجي كامل

2.2kviews

madonna1انتقال مريم العذراء بالنفس والجسد الى السماء / ناجي كامل

كاثوليكيا:

لقد شهد التقليد المسيحي لهذه العقيدة الإيمانية على مر الأجيال ، فلقد انتشر عيد انتقال مريم العذراء إلى السماء في 15 آب/اغسطس منذ القرن الخامس. 

لا تستند عقيدة الكنيسة الكاثوليكية بانتقال العذراء الى السماء الى أيّة شهادة تاريخية مقبولة علميا ، لقد وضعت الأناجيل المقدسة القانونية وأعمال الرسل العذراء مريم في الظل . وقلّما تحدثت عنها ، فلا ذكر لرقادها أو موتها أو قيامتها أو صعودها الى السماء ، ويرى البعض أن الأسفار المقدّسة أتت على ذكر امتيازاتها بطريقة مبطّنة ضمنية ولا سيما في سفر التكوين ( 3: 15 و16 إنتصار العذراء مع ابنها على الخطيئة والموت ) . 

وفي الفصل الأول من انجيل لوقا ( مريم ممتلئة نعمة ومباركة في النساء ) . ورسالة القديس بولس الى أهل روما ( 8 ) ورؤيا القديس يوحنا الحبيب ( 12 ) .

أما تاريخ التقليد المسيحي مدة القرون الخمسة الأولى ، شحيح بالمعلومات والمعطيات الحجج فعقيدة انتقال العذراء بنفسها وجسدها الى السماء وتمجيدها لا تستند إلا الى النقاط التالية :

1. إيمان الأجيال المسيحية المتعاقبة بهذه العقيدة وقد ورثته من الرسل والآباء القديسين 

2. الحجج اللاهوتية المستنتجة خصوصا من عقيدة الأمومة الالهية .

3. من سلطة الكنيسة لأن المسيح وعدها أن يكون معها الى منتهى الدهــر .( متى 28 : 20 )

وبالاضافة الى هذه كلها نسأل ولكن لماذا الانتقال ؟ 

يجيب القديس يوحنا الدمشقي : ” كما أن الجسد المقدّس النقي ، الذي اتخذه الكلمة الإلهي من مريم العذراء ، قام في اليوم الثالث هكذا كان يجب أن تُؤخذ مريم من القبر، وأن تجتمع الأم بابنها في السماء “.

البابا بيوس الثاني عشر ، رأس الكنيسة الكاثوليكية ، بادر في عام 1946 بأخذ آراء الأساقفة الكاثوليك في العالم أجمع بشأن تحديد عقيدة انتقال مريم العذراء بنفسها وجسدها إلى السماء . فتهلل العالم الكاثوليكي بأسره آنذاك وتقبّل معظم أساقفته هذه البادرة البابوية بفرح عظيم . وانصبّ اللاهوتيون على درس هذه المسألة باهتمام بالغ . 

واعلن عقيدة انتقال العذراء بالنفس و الجسد الى السماء فى اول نوفمبر سنة1950 

– يظهر ايمان المسيحيون الأوائل فى إنتقال مريم العذراء الى السماء فى عدم وجود أي رفات او ذخائر لها، فلقد كانوا اشد الحرص على الإحتفاظ بذخائر القديسين والشهداء حتى ولو كان هناك مخاطر (مثل محاولة جمع ودفن بقايا و أشلاء اجساد لالشهداء الذين لقوا حتفهم امام الأسود ايام الإضطهادات)، وذلك لإيمانهم العميق بأن هذه الأجساد هى جزء من جسد المسيح السري وانها هيكل للروح القدس (1كورنثوس15:6و19). ولولا حرص المسيحيون الأوائل على ذلك لما عُرفت عظام القديس بطرس والقديسة مريم المجدلية وغيرهم من القديسين، فهناك المئات من رفانتهم محفوظة فى الكنائس التى شُيدت بأسماهم، ومن هنا يتبادر للذهن السؤال أين ياتُرى بقايا جسد القديسة مريم العذراء؟. 

لايوجد دليل او مرجع او كنيسة تتدعى معرفتها اين مكان جسد أم يسوع، وحتى قبرها والذى تدّعى كلا من كنيسة أفسس أو كنيسة أورشليم انها تمتلكه فهو فارغ. لقد ذكر القديس يوحنا الدمشقي هذه الحقيقة عندما ذكر ان القديس يوفينال Juvenal اسقف اورشليم والذى حضر مجمع خلقيدونية (451م) اعلن للإمبراطور مارسيان والذى رغب فى الإحتفاظ بجسد أم الله بأن مريم قد ماتت فى حضور جميع الرسل وان قبرها عندما فُتح حسب طلب القديس توما وُجد فارغاً وعليه أجمع الرسل بأن جسدها قد رُفع للسماء. 

لقد عُرف المسيحيون الأوائل ان هناك شيئا غير عادي وعجائبي قد حدث لجسد مريم وهذا يوضح لماذا لايوجد احد يدعى ملكيته او أي جزء منه لأنه غير موجود على الأرض بل فى السماء مُمجّد ومتحد بنفسها.

– فى كتابات الأباء الأوائل فى الكنيسة وخاصة ما هو معروف بـ “إنتقال مريم Transitus Marie والموجود بعدة لغات سريانية ويونانية ولاتينية وقبطية وعربية وحبشية والذى يرجع تاريخ كتابته الى القرن الرابع والخامس الميلادي وكلها تجمع على الإيمان بإنتقال مريم للسماء. لقد وقف آباء الكنيسة الأوائل بشدة فى وجه الخرافات والبِدع والهرطقات حفاظاً على ما تسلّموه من الإيمان القويم من الرسل، فإذا كان إنتقال مريم العذراء هو عبارة عن قصة خرافية لكنا نتوقع وجود كتابات تدحض مثل هذا الإعتقاد.

– ان هذا التعليم لم يكن بأي حال من الأحوال دفاعاً عن بدعـة ، ولكنه كان تأكيداً للإكرام الـمُقدّم لـمريم العذراء وذلك حسب سلطان الكنيسة الـممنوح لها من السيد الـمسيح وبنعمة من الروح القدس والذى هو “روح الحق فهو يُرشدكم الى جميع الحق”(يوحنا13:16).

– لقد سمح الله بأن جسد مريم العذراء يُحفظ سالماً من الدنس بسبب عصمتها من تبعات الخطيئة الأصليـة وايضا الفعليـة، ولذلك من اللائق إستثنـاء جسدها من الفساد. وهذا ما رآه بعض الأباء مثل القديس توما الإكويني فى تفسيره للآيـة الواردة على لسان الملاك جبرائيل:

“السلام عليكِ يا ممتلئة نعمة”(لوقا28:1)، فإن ميزة الإمتلاء بالنعمة هو أساس لتمجيد الله لـمريم، ولـم تقع بذلك فى لعنة الخطيئة التى وردت فى سفر التكوين 16:3-19)، ولهذا فإن مريم ممتلئة نعمة وروحاً وجسداً مما يستوجب عدم فساد جسدها.

– لقد رأى بعض الـمفسرين فى الآيـة الواردة فى سفر المزامير:

“قم ايها الرب الى موضع راحتك انت وتابوت عزتك”(مزمور8:131) تأييداً لهذه العقيدة، فإن تابوت العهد القديم ما هو إلاّ رمز لتابوت العهد الجديد أي القديسة مريم أم يسوع.- ورأى بعض الـمفسّرين فى الآيـة الواردة فى سفر الرؤيا:”وانفتح هيكل الله فى السماء وظهر تابوت عهده فى هيكله، وحدثت بروق وأصوات رعود وزلزلة وبرد عظيم”(رؤيا19:11) انه لا يمكن ان ينطبق على وجود تابوت مادي بل هو وجود القديسة مريم فى ملكوت السموات لأنه لا يمكن أن تظهر أشياء مادية فى السماء كالأبنيـة والأخشاب والنباتات أو غيرها.

– ورأى بعض الـمفسرّين ايضا فى الآيـة الواردة فى سفر نشيد الأناشيد:”من هذه الطالعة من القفر الـمستندة على حبيبها” (نشيد الأناشيد5: وايضا ما جاء “من هذة الطالعة من القفر كعمود بخور معطّرة بالمرّ واللّبان”(نشيد الأناشيد6:3) إفادة بخروج العذراء مريم من العالـم بصحبة إبنها يسوع وهى مُمجدة.

– ورأى بعض الـمفسرّين ايضا فى الآيـة الواردة فى اشعيا النبي:”مجد لبنان يأتي اليكِ .. أُمجد موطئ قدميّ”(اشعيا13:60) إفادة بالمجد الذى حصلت عليه مريم العذراء.

– بـما أن الله قد حفظ جسد مريم فى البتوليـة والطُهر، فكان من اللائق أن يكّرم الله هذا الجسد كما يُمجد قديسيه الى يومنا هذا حيث يحفظ الرب بعض أجساد القديسين (امثال القديسة ريتا دى كاشيا والقديس انطونيوس البادواني وغيرهم)، فإن مريم العذراء يجب ان تتميز على الكل بأن جسدها يُحفظ فى السماء.

– ذُكر فى العهد القديم كيف أمات الله موسى ودفنه بنفسه فى جبل “نبو” بعيداً عن أعين الشعب خوفاً من ان يعبد الشعب جسده، لذلك قيل فى سفر التثنية:

“ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم”(تثنية6:34). ثم جاء فى رسالة يهوذا عن جسد موسى يكشف عن أهمية خاصة لجسد موسى ويبدو ان رئيس الـملائكة ميخائيل كان منوطاً به حراسة الجسد أو الصعود به إلى السماء وحاول إبليس أن يسترده أو يكشف عن مكانه لتضليل الشعب فوقعت معركة بينهما استنجد فيها رئيس الملائكة بالرب قائلاً:

“لينتهرك الرب”(يهوذا9). فإذا كان قد صار إهتمام الله هكذا بموسى وكان هذا بسبب ان جسد موسى كان قد نضح عليه مجد الله وانعكس عليه نور وجهه بسبب تواجده مع الله اربعين يوما، وقبوله من يديه وصايا مكتوبة، فكم يكون إهتمام المسيح بجسد العذراء بعد نياحتها الذى نال حلول الروح القدس وملئا من النعمة وتظليلاً بقوة العلي ثم حلول الله الكلمة في أحشائها؟

– ان إنتقال مريم العذراء هو تحقيق للنبؤة التى قيلت على لسان القديسة اليصابات:

“طوبى للتى آمنت لأنه سيتم ما قيل لها من قِبل الرب”(لوقا45:1)، فها ان كل الوعود التى قيلت من قِبل الرب للمؤمنين به قد تحققت للعذراء، ونالت هذه النِعم السماويـة بأن تُصبح أماً ليسوع وأن تدوم بتوليتها وان يٌحبل بها بلا وصمة الخطيئة الأولى وان تكون أماً للـه وللكنيسة ,اخيراً إنتقال نفسها وجسدها للـمجد الأبدي.

– ان عقيدة إنتقال مريم العذراء للسماء بالنفس والجسد مرتبطة بعقيدة عصمتها من دنس الخطيئة الأصلية وايضا عقيدة بتوليتها الدائمة ، فحيث ان مريم قد حُبل بها بلا دنس الخطيئة الأولـى فهى لا تعاني تبعات وآثار تلك الخطيئة والتى منها إنحلال الجسد فى القبر، وحيث ان مريم قد حبلت بالمسيح وهى عذراء وولدته بـمعجزة وظلت عذراء فلا يمكن قبول ان جسده الذى تقدّس بقدوس الله يعاني فساداً.

سؤال: يعتقد الكاثوليك ان يسوع ومريم متساويان لأنهما صعدا كليهما الى السماء، وهذا امر غير منطقي.

 

الرد: مريم العذراء لم تصعد الى السماء بل انتقلت الى السماء. السيد المسيح قد صعد بقوته،بينما أُخذت مريم العذراء الى السماء بمعرفة الله. هذا الإنتقال هو مطابق فى الأساس لما ذكره الإنجيلين عن إنتقال المؤمنين فى يوم مجئ الرب، وهذا ما تعلنه العقيدة من ان مريم العذراء قد إنتقلت للسماء.

 

أرثوذكسيا: 

من المعروف أن نياحة القديسة الطاهرة مريم كان فى 21 طوبة حيث كانت قد بلغت من السن 58 سنة. (من التقليد الرسولى) فبعد صعود السيد المسيح بأقل من 15 سنة أرسل الى أمه ملاكا “يحمل اليها خبر انتقالها، ففرحت كثيرا” وطلبت أن يجتمع اليها الرسل. فأمر السيد المسيح أن يجتمع الرسل من كل أنحاء العالم حيث كانوا متفرقين يكرزون بالأنجيل وأن يذهبوا الى الجثمانية حيث كانت العذراء موجودة.

وبمعجزة إلهية “وٌجدوا جميعا” فى لحظة أمام السيدة العذراء فيما عدا توما الرسول الذى كان يكرز فى الهند.

كان عدم حضوره الى الجثمانية لحكمة إلهية. فرحت العذراء بحضور الرسل و قالت لهم: أنه قد حان زمان إنتقالها من هذا العالم . وبعدما ودَعتهم حضر إليها إبنها يسوع المسيح مع حشد من الملائكة القديسين فأسلمت روحها الطاهرة بين يديه المقدستين يوم 21 طوبة ورفعها الرسل ووضعوها فى التابوت و هم يرتلون و الملائكة أيضا غير المنظورين يرتلون معهم ودفنوها فى القبر. ولمدة ثلاثة أيام ظل الملائكة يرتلون حولها. لم تنقطع أصوات تسابيحهم وهبوب رائحة بخور ذكية كانت تعَطر المكان حتى أن التلاميذ لم يتركوا المكان إلا بعد انقطاع صوت التسبيح ورائحة البخور أيضا.

وكانت مشيئة الرب أن يرفع الجسد الطاهر الى السماء محمولاً بواسطة الملائكة.

وقد أخفى عن أعين الآباء الرسل هذا الأمر ماعدا القديس توما الرسول الذى كان يبشَر فى الهند ولم يكن حاضراً وقت نياحة العذراء. 

كان القديس توما فى الهند، وكما قلنا لحكمة إلهية – لم يحضر إنتقال السيدة العذراء من أرضنا الفانية – ولكن سحابة حملتة لملاقاة جسد القديسة مريم فى الهواء. وسمع أحد الملائكة يقول له “تقدم و تبَارك من جسد كليٍة الطهر، ففعل كما أمرة الملاك”.

ثم أرتفع الجسد الى السماء ثم أعادتة السحابة الى الهند ليكمل خدمتة وكرازتة هناك.

فكَــر القديس توما أن يذهب الى أورشليم لمقابلة باقى الرسل. فوصلها مع نهاية شهر أبيب – فأعلمه الرسل بنياحة السيدة العذراء. فطلب منهم أن يرى بنفسه الجسد قائلا: “إنه توما الذى لم يؤمن بقيامة السيد المسيح إلا بعد أن وضع يدية فى آثار المسامير”. فلَما رجعوا معه وكشفوا التابوت لم يجدوا إلا الأكفان فحزنوا جدا، ظانين أن اليهود قد جائوا وسرقوه، فطمأنهم توما وقال لهم: “بل رأيت جسد العذراء الطاهرة محمولاً بين أيدى الملائكة”.

فعرفوا منه أن ما رآه القديس توما الرسول يوافق نهاية اليوم الثالث الذى إنقطعت فيه التسابيح ورائحة البخور. فقرروا جميعا أن يصوموا من أول مسرى وأستمر الصيام لمدة أسبوعين. وهو الصوم المعروف بصوم العذراء. رافعين الصلاة والطلبات للرب يسوع أن يمنحهم بركة مشاهدة هذا الصعود لجسدها إلى السماء.

فحقق الرب طلبتهم فى هذا اليوم المبارك 16 مسرى، وأعلنهم أن الجسد محفوظ تحت شجرة الحياة فى الفردوس.لأن الجسد الذى حمل الله الكلمة تسعة أشهر وأخذ جسده أى ناسوته من جسدها لا يجب أن يبقى فى التراب ويتحلل ويكون عرضة للفساد ومرعى للدود. ولازال تكريم السيد المسيح لأمه يبدو فى قبول شفاعتها لأنه قال “إنَى أكَرم الذين يكرموننى”.

ولقد ظهر من القبر الذى كانت قد وضعت فيه عجائب كثيرة ذاع خبرها، مما أذهل اليهود الذين إجتمعوا وقرروا حرق الجسد الطاهر. فلما فتحوا القبر لم يجدوا فيه إلا بخوراً عطراً يتصاعد منه، فآمن جمع غفير منهم وأنصرف مشايخهم خائبين.