stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

ايليا النبي‎ ‎‏ 6‏

961views

ايليا وآحاب

للأب هاني باخوم ‏

ايليا يسمع شهادة ابنة صيدون؛ الأرملة التي تقول: انت هو رجل الله. يسمع مِن التي عبدت ‏دائماً بعل، او ابداً لم تعبد احداً، ان الله هو الرب وهو النبي المرسل منه. غالية هي تلك ‏الشهادة. الآن يستطيع ايليا ان يبقى هنا، عندها، حتى تعبر المصيبة، حتى ينتهي الجفاف. فهي ‏تؤمن به، وعندها ما يكفيهم وقت الاحتياج. الآن يستطيع ان يستقر ويهدأ. لكن الرب يعود ‏ليكلمه. وفي كل مرة يتكلم الرب، تتحرك مياه الحياة الراقدة، فلا يسمح للإنسان وبالأخص ‏للنبي بالاستقرار، بالدخول في حالة ثبات ورقاد.‏
فيقول الكتاب: “وبعد أيام كثيرة، كان كلام الرب الى ايليا في السنة الثالثة قائلاً: “إمض وأرِِ ‏نفسك لأحآب، فآتي بمطر على وجه الأرض” (امل 18: 1).‏
‏”بعد ايام كثيرة”؛ فاسرائيل مازال في خطيئته. لا يفهم تدخل الرب من خلال الجفاف. لا ‏يستوعب ان عليه الرجوع الى مصدر الحياة الوحيد. يموت من الجفاف ولا يفهم. فيستمر ‏الرب في عمله الخلاصي. لا ييأس منه: الرب ينظر لوعده بالخلاص وليس لعدم امانة الشعب. ‏
‏”آتي بالمطر”، لكن الشعب لم يتب بعد. فلماذا اذاً كل ما سبق؟ لماذا أيام الجفاف والموت؟ ‏لماذا؟ اذا كان الرب ينوي ان يُرجع المطر حتى وان لم يتب الشعب. لماذا العقاب ثم العفو؟ ‏لماذا الأرملة والإقامة هناك؟ لماذا موت الابن ورجوعه الى الحياة؟ اسئلة عديدة امام تدخل ‏الرب بهذه الطريقة. لكن ايليا لا يقع في هذا الفخ، لا يسأل، بل “يمضي في الحال ويذهب ‏ليقابل أحآب” (امل 18: 2). ايليا يعلم جيداً، انه لكي يفهم مشيئة الرب ويدرك فكره يجب اولاً ‏ان يعمل وبعد ذلك سيفهم.‏
فيلاقي ايليا أحآب والذي معنى اسمه بالعبرية “اخا الأب” اي “العم”. والعم هو الذي يعتني ‏بابن اخيه، او بأي ابن يوصى به، عالماً انه ليس بابنه، ليس مُلكا له. هو يرعى كأب ابن ابيه ‏الحقيقي. لكن احآب تملك الشعب، اخذه بعيداً عن ابيه. وجعله ابن لأب آخر، لأب مزيف، ‏‏”لبعل”. فيتقابل ايليا مع هذا العم، مع أحآب. وعندما يراه هذا الأخير يقول: ” أأنت ايليا معكر ‏صفو إسرائيل؟” (1مل 18: 17). ‏