stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

« اِجعَلوا أَنتُم هذا الكَلامَ في مَسامِعِكم : إِنَّ ابنَ الإِنسانِ سيُسلَمُ إِلى أَيدي النَّاس «الكردينال جوزف راتزنغر

371views

الكردينال جوزف راتزنغر(بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013)
عظات الصوم 1981، الرقم 3

« اِجعَلوا أَنتُم هذا الكَلامَ في مَسامِعِكم: إِنَّ ابنَ الإِنسانِ سيُسلَمُ إِلى أَيدي النَّاس »

عندما جلد الجنود الرومان الرّب يسوع، وكلّلوه بالشوك وألبسوه ثوب الهوان هازئين، أحضروه أمام بيلاطس. فاضطرب هذا العسكريّ القاسي القلب لدى رؤية هذا الإنسان محطّمًا مجروحًا. لذا، قدّمه للجموع، داعيًا إيّاهم للشفقة ومعلنًا: “Idou ho anthropos ; Ecce homo” وهو ما نترجمه عادةً: “ها هوذا الرجل” (يو 19: 5). إنّما المعنى باليونانية هو بالتحديد: “عاينوا، ها هو الإنسان”. عندما قال بيلاطس هذه الكلمات، أراد أن يقول بتهكم: “نحن نفتخر بأن نكون بشرًا، لكن الآن أنظروا إليه، ها هو؛ دودة الأرض، هذا هو الإنسان! ما أحقره، ما أصغره!”. في هذه الكلمات الساخرة، استشفَّ الإنجيلي يوحنّا كلامًا نبويًّا نقله إلى المسيحيّين.

نعم، لقد كان بيلاطس على حق حين قال: “عاينوا، ها هو الإنسان”. فَبِالرّب يسوع المسيح، نستطيع أن ندرك ماهية الإنسان، وما هو مشروع الله، وأيّ معاملة ندّخرها له. في الرّب يسوع المضرَّج، يمكننا رؤية كم يمكن للإنسان أن يكون قاسيًا، حقيرًا ومذلّلاً. فيه نستطيع أن نقرأ قصّة كراهية الإنسان وقصّة الخطيئة. لكن في الرّب يسوع، في حبّه الذي يتألّم لأجلنا، يمكننا أيضًا وزيادةً على ذلك رؤية جواب الله: نعم، ها هو الإنسان، الذي أحبّه الله حتّى في حقارته، الذي أحبّه الله حتّى أنّه سار مع الإنسان في ألم الموت النهائي. حتّى في قعر انحطاطه، يبقى الإنسان مختارًا من الله، وأخًا للرّب يسوع المسيح، يبقى مدعوًّا كي ينال حصّةً من حبّ الله الأبدي.

يجد السؤال “ما هو الإنسان؟” جوابًا في الاقتداء بالرّب يسوع المسيح. واضعين خطواتنا في خطواته، نستطيع أن نتعلّم يومًا بعد يوم ما هو الإنسان، ونحن صابرين صبر الحبّ متألمين مع يسوع المسيح يصير كلٌّ منّا “الإنسان”. لذلك، نودّ أن نرفع نظرنا نحو الذي يقدِّمه لنا كلّ من بيلاطس والكنيسة. الإنسان هو الرّب يسوع. صلّوا له كي يعلّمنا أن نصير أناسًا حقيقيّن، أناسًا بكل بساطة.