stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

برنامج عمل – الأب وليم سيدهم

813views

برنامج عمل

من قال أن يسوع أتى إلى العالم بدون خطة؟ كيف نتعرف على هذه الخطة ومعها برنامج عمل؟ يقول ‏أشعياء النبي: “رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ ‏مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ.” (إش 61: 1) ‏

ولما تم الزمان جاء يسوع ليعتمد من يوحنا في نهر الأردن وكان يوحنا قد أُخبر بأن من يتنزل عليه ‏الروح القدس هو “العريس” وزيادة للتأكيد على هذا البرنامج الذي إختاره يسوع لنفسه صدح صوت ‏الآب أثناء معمودية الله ليُصدق على خطة الله: « هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».” (مت 3: ‏‏17)‏

على عكس آدم الأول الذي ناداه الله في الجنة بعد أن تجاسر وأكل من الشجرة المُحرمة. جاء آدم الجديد ‏لكي يضمد جروح الإنسانية ويعيد إليها نضارتها وتناسقها مع خالقها.‏

نادى الرب على آدم: «أَيْنَ أَنْتَ؟».” (تك 3: 9) فأجاب آدم «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، ‏لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ. فَقَالَ: «مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ ‏مِنْهَا؟»” (تك 3: 10- 11) ونعرف بقية القصة.‏

أما يسوع فبعد أن إختار لنفسه برنامجًا يتسق مع جسامة رسالته وفي قلب العالم الشرير وليس الجنة ‏فيتقدم بكل تواضع وخشوع وينضم إلى طابور الخطأة وهو الذي لم يعرف الخطيئة ليتقبل معمودية ‏التوبة فيصدح صوت الآب من السماء قائلًا: « هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».” (مت 3: ‏‏17)‏

في كل تاريخ البشرية منذ سقوط آدم دعا الله المئات من الأنبياء والرسل والملوك لكي يصلحوا ما ‏أفسده آدم. إلا أنهم لم يصلوا إلى هذه الدرجة من الكمال. فشاء الله أن يولد ابن من إمرأة اسمها مريم ‏ليحصل على الجنسية الكاملة لبني البشر من خلال إمرأة إصطفاها لتكون أمًا له وأب بار. قبل أن ‏يتماهى مشروعه مع مشروع الله وهو القديس يوسف البار.‏

‏”هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت” سنجد صدى هذا الإعلان الإلهي في إنجيل يوحنا خاصة حيث ‏يتحدث الإبن عن أبيه أمام تلاميذه وأمام العالم. ويتباهى بأنه ابن الآب ويضحك من إدعاء الفريسيين ‏بأنهم “أبناء ابراهيم” قائلًا: «لَوْ كُنْتُمْ أَوْلاَدَ إِبْرَاهِيمَ، لَكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ! وَلكِنَّكُمُ الآنَ ‏تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ. هذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ.” ‏‏(يوحنا 8: 39- 40) ‏

تختلط خطة السماء بخطط الأرض وبين السماء والأرض وطلب الابن وهو متمسك بالآب حتى آخر ‏لحظة من حياته الأرضية: ” يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ” (لو 23: 34) ‏وقبل أن يسلم روحه للآب ينادي يوحنا الحبيب قائلًا وهو يشير إلى مريم “هذه أمك” ثم يشير إلى أمه ‏مريم “هوذا ابنك”.‏

نعم، برنامج عمل الله من أجل خلاص الإنسان كشفه لنا المسيح ابن الله قبل الدهور بحياته وموته ‏وقيامته. لكي ما نتبنى نحن هذا البرنامج وخارطة الطريق إذا أردنا الوصول إلى بر الأمان لننشر ‏الحب والسلام ونعيش في سلام الله ورعايته.‏