stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعوية

تأملات :الاستنارة، السر / ترجمة الأب د./ إبراهيم إسحق

747views

candتأملات :الاستنارة، السر / ترجمة الأب د./ إبراهيم إسحق

تأملات الأب د./ إبراهيم إسحق ترجمة لبعض التأملات من كتاب (ينابيع)Wellsprings  للأب أنطوني دي ميلو الاستنارة (illumination)

 

حينما أحاول أن أقوّم شيئاً ما لا يعجبني في نفسي وأعلن الحرب عليه، فليس هذا سوى محاولة لدفنه تحت الأرض. بينما متى قبلته فإنه يبرز على السطح لكي تبخر بعد ذلك. إن ما أعاند ضده يقاوم بشراسة… أضع أمامي مثال يسوع، الذي أخذ على عاتقه أن ينقل الجبل وأن يحارب ضد أعداء ألداء. 

إلا أنه من خلال قبوله للواقع كما هو واصل حبه رغم الإهانة برغبة عميقة في التغيير… 

أجتهد لكي أتمثّل به. أبدأ بما لديّ من مشاعر لا تروقني أتحدث إلى كل منها بأسلوب محب، ومستعد للتفهم… وأصغي إلى كل ما يود أن يقوله كل منها… إلى أن أكتشف أنه، حتى وإن كان ذلك يسبب لي ألماً، فإنه يعود عليّ بخير… وأنه هنا لهدف مفيد أحاول الآن أن أكتشفه.. 

أواصل الحوار حتى أختبر قبولاً حقيقياً لهذه المشاعر قبولاً وليس موافقة ولا استسلاماً… وبذلك لا أشعر أبداً باليأس بسبب إحباطاتي ولا بالغضب مع لحظات غضبي ولا بالخوف من خوفي ولا بالقسوة تجاه مشاعر القسوة لديّ… أستطيع العيش في سلام معها جميعاً لأنني فهمت أنه يمكن لله أن يستخدمها لخيري… أطبق الاختبار ذاته على أمر آخر من أمور حياتي أود تغييره: أمراضي الجسدية…عيوبي الشخصية…ظروف حياتي الخارجية… حوادث الماضي…الأشخاص الذين أعيش معهم…العالم كله كما هو…شيخوخة، مرض، موت… 

بحب أواصل المسيرة معها واعياً أنها بطريقة ما تدخل في خطة الله… ومتي فعلت ذلك حدث فيّ تحوّل داخلي: ولو بقي كل ما حولي كما هو- العالم، عائلتي، مشاعري،جسدي، وعصبيتي… ولكنني لم أعد كما كنت. فأنا أحب الآن أكثر، وأقبل بكل أفضل ما هو غير مرغوب فيه. كما أعيش في سلام لأنني فهمت أن العنف  يُحدث تغيرات تدوم فالحب والتفهّم فقط يمكنهما تحقيق ذلك. ……………………   السر (The Secret)   أحاول البحث عن ينابيع السعادة: أتبر بدقة بالغة حياة شخص سعيدحتى وإن كان فقيراً… 

ثم أتحدث إليه، محاولاً إكتشاف ماذا يجعله سعيداً… أفكر في شخص مخلص حتى وإن كانت صحته ضعيفة… ويقاسي من الألم الجسدي… وأعيدمعه فتح الحوار محاولاً معرفة ماذا يجعله سعيداً… أُجري نفس المحاولة مع شخص سعيد رغم أنه فقد شهرته… أدخل سجناً… وأنا مندهش أن أجد حتى هنا شخصاً سعيداً… يقول لي ماذا يجعله سعيداً… 

ثم ألاحظ وأراقب أشخاصاً غير سعداء وهم أحرار…أغنياء…قادرون…يتمتعون باحترام الآخرين… أقيم حواراً معهم،وبينما يحدثونني، أصغي إلى شكواهم.. بالأمس، واتتني فرص لأعيش السعادة ولكنها مرت دون حتى أن أدري بها الآن فقط أنتبه لها وأعرف قيمتها… إنه  لمن  غير  المتصور  وغير  المعقول  أن  يكون  إنسان  شاكراً  ومعترفّ بالجميل، غير سعيد. أشكر الرب على كل حدث جرى بالأمس… وألاحظ مفعول ذلك عليّ… والأشياء التي أعتبرها مؤسفة وغير سارة وغير مرغوب فيها أعيد البحث عن الخير الصادر عنها… بذور النمو التي تحويها في داخلها… وأجد دافعاً لأكون ممنوناً وشاكراً حتى بهذه الأشياء…. ختاماً أنظر إلى ذاتي أستعرض كل لحظة من هذا اليوم بروح وفرح… شكر وعرفان