2.2kviews
” لا تخافي يا مَريَم، فقد نِلتِ حُظوَةً عِندَ الله “
أيّتها العذراء مريم ، لقد سمعتِ الملاك وهو يبشرك قائلاً : ” إفرَحي ، أيّتُها الممتلئَةُ نِعْمَةً ، الرّبُّ مَعَكِ … لا تخافي يا مريم ، فقد نِلتِ حُظوَةً عند الله . فستحمِلينَ وتَلِدينَ ابناً فسَميهِ يسوع ” . وهو ليس من زرعِ رجلٍ ، كما قال لكِ ، بل من : ” الروح القدس سينزِلُ عليكِ وقُدرَةَ العليّ تُظَلِلُكِ ، لذلك يكونُ المَولودُ قُدُوساً وابنَ اللهِ يُدعى ” ( لوقا ١ : ٢٦ : ٣٨ ) . ومن ثمّ انتظَرَ الملاك جوابكِ : ” نعم ، أنا أمَةُ الرَّبّ ” فعليه عادَ إلى ذاك الذي أرسله .
نحن أيضًا ننتظر ، يا سيّدتنا، ننتظر كلمة رحمة ، مكبّلين بمشاعر الذنب . إنّ ثمن خلاصنا هو بين يديك . إن أعطيتِ موافقتكِ ، نصبح أحرارًا . ففي الكلمة الإلهي خُلقنا جميعًا : لكن ويا للأسف ، يقوم الموت بعمله في داخلنا . لهذا، فإنّ إجابة سريعة منك تكفي لتعيد خلقنا ، بحيث نصبح مدعوّين مجدّدًا إلى الحياة .
لا تتأخّري ، أيّتها العذراء مريم ، وأعطي جوابك . أُلفظي تلك الكلمة التي تنتظرها الأرض والجحيم وحتّى السماوات . ها هو ملك الكون وربّه الّذي ” يَصْبُوَ إِلى حُسنِكِ ” (مزمور ٤٥ ( ٤٤ ) : ١٢ ) ، يصبو أيضًا إلى سماع كلمة ” نعم ” منكِ . لقد أراد أن يربط خلاص العالم بموافقتكِ . أُعجبَ بصمتكِ وتأمُّلكِ ، وسوف يفرح اليوم أكثر بكلمتك . ها هو من السَّمَوات يناديكِ : ” أَيَّتُها الجَميلةُ بَينَ النِّساء ، أَسمِعيني صَوتَكِ فإِنَّ صَوتَكِ لَطيفٌ ومُحيَاكِ جَميل ” ( نشيد الأناشيد ١ : ٨ ؛ ٢ : ١٤ ) …
أيّتها العذراء القدّيسة ، افتحي قلبكِ للثقة وشفتيكِ لكلمة ” نعم ” وأحشاءكِ للخالق . ” وتأتي نَفائِسُ جَميعِ الأُمَم ، فأملأُ البيت مَجداً ، وفِي هذا المكان أُعطي السلام … وأجعَلُكِ كخاتَتمٍ فإني قد اختَرتُكِ ، يقولُ ربُّ القُوَّات ” (حجّاي ٢ : ٧ و٩ و ٢٣) . ربُّ القُوَّات يقف على بابكِ ، وهو يقرع : ” إفتحي لي يا أُختي يا خليلتي … لإنكِ جميلةٌ ولا عيبَ فيكِ ” ( نشيد الأناشيد ٤ : ٧ و ٥ : ٢ ) . انهضي ، وأسرعي في فتح الباب له . انهضي ، وأسرعي لقد أصبحت احشاءكِ باباً للسماء الذي من خلاله نزل الرّبّ إلى البشر ليصعدهم إلى السماء .
“فَقالَت مَريَم : أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ ” .
المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك
