stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

تأمل للأب : أشعياء مكرم راعي كنيسة مار جرجس بمنسافيس – ايبارشية المنيا

882views

لقد خلق الله الإنسان على صورته ومثاله. ووهب له سلطان عظيم على كل الأشياء. هذه الصورة الإلهية التي خلقنا على شاكلتها هي مصدر كرامتنا وسبب فرحتنا وسبب مجدنا وفخرنا وعظمتنا. لذلك لا يمكن لأي شخص_ أيا كان _ أن يسلب كرامتنا أو يهدرها. لأنها منحة إلهية معطاة لنا جميعا. أغنياء وفقراء. أطفالا وشيوخا. رجالا ونساء. لما أراد الله أن يضمن لنا كرامتنا ويصونها فينا وهبها لنا من لدنه. فنحن صرنا نشبهه وعلى صورته في الكرامة.

الكرامة الموهوبة لنا من العلي هي التي تمكننا من أن نحيا إنسانيتنا الحقة بكل ما فيها من جمال وروعة. أنت صاحب كرامة مثلك مثل أي إنسان موجود على وجه الأرض. هذه الكرامة هي البوصلة الممنوحة لنا من الله عز وجل لنحيا وفق مشيئة العلي ونتشح بالأمانة في حياتنا. أنعم الله علينا بالكرامة التي تقودنا _ ونحن في عالم كله ظلم وخداع _ إلى التمسك بالمباديء والقيم الأصلية فينا. فنعيش الأمانة تجاه ذواتنا وتجاه الآخرين وتجاه من منحنا تلك الكرامة التي تعبر عن صورته ومثاله فينا.

صورة الله فينا هي قوة السماء التي تعمل في الأرض وتقود إنسانيتنا إلي البحث الدائم والمستمر عن الكمال. أعتقد أن الله لما منحنا صورته كان يرغب أن نجسد بطريقة قوية وبشجاعة الحياة الإلهية على الأرض. يمنحنا الله جزء منحه حتى كما نصدرنا منه تكون غايتنا القصوى سعي نحوه. ما أعظم أن نحمل صورة الله فينا. هذه الصورة هي التي تبني داخلنا ملكوت الله الذي لا يفني ولا يضمحل. يملك الله على كل شيء فينا فيحوله إلى نعيم ليرتاح فيه الآخرون. نعيم فيه يسكن الله مع أحبائه في جو يسوده الحب والهدوء والسلام.

الغريب هنا إننا نتخلى عن صورة الله الثمينة فينا ونذهب إلى تكوين صورة آخري قد ترضي أنفسنا وأهوائنا وميولنا. والأغرب من ذاك الأمر إننا نستخدم صورة كغشاء خارجي نختبئ وراءه ونفعل ما يحلو لنا. ونظهر أمام الآخرين أننا أصحاب كرامة وحياتنا كلها أمانة ونحن قد فقد كرامتنا بأفعالنا التي هي ضد الكرامة وأصبحت الأمانة كلمة جوفاء تستخدم فقط لتعبر واقعيا عن عدم أمانتنا. صورة الله ممنوحة لنا لتعبر عن عمق حياتنا وتلد فينا أعمالا تتوافق معها. لكن كثير منا يستخدمها كقناع ليحسن صورته غير الأمينة والمليئة بالفساد حرصا منه على كلام الناس. ما الذي يهمك صورتك أمام الله أم صورتك أمام الغير؟ إننا مدعوين أن نحيا وفق صورة الله فينا ووفق الكرامة المعطاة لنا لنحمل ثمارا غنية ثمار الحياة لا ثمار الموت. أستخدامك السيء لصورة الله داخلك هو بعينه أستخدامك لله والدين لكي تبرر دنائه أعماله وتحلل لذاتك كل ما يتنافى ووصايا وشرائع الله. عد إلى جذورك وحافظ على صورة الله فيك لتكون صاحب كرامة وتحيا أمينا إلى الأبد. فالسماء مكان الأمناء وليست مكان لمن يزعمون أنهم أمناء. هناك فرق شاسع.

+ + جوزيف مكرم …. المنسق الأعلامى لأيبارشية المنيا + +