stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

تأمل للأب مايكل وليم – راعي كنيسة السيدة العذراء بالحواصلية – ايبارشية المنيا

562views

عرض مبسط لتعليم كنيستنا الكاثوليكية عن سر المعمودية
وطرح اسئلة شخصية تدعو للتأمل في
الواقع الحالي المعاش بمصر(١)

من كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، اقدم لكم الجزء المتعلق بسر المعمودية، لنفهم ونتأمل في روعة التعليم السليم الرسولي لكنيستنا العريقة، واتمنى ان يصبح هذا المقال موضوع صلاة وتأمل وتفكير جديد في جذورنا المسيحية حول المعمودية لنجدد ثمارها ومفاعيلها في حياتنا المسيحية.

والهدف من تقديم هذا الموضوع حول تعليم كنيستنا عن المعمودية هو :
١. دعوة لتوعية المؤمنين بروعة وقدسية وعظمة هذا السر العظيم باب الاسرار.
٢. فنفهمه بحسب ايمان الكنيسة.
٣. ونجسّد بركات ونعم المعمودية فينا باستمرار حتى نصير خليقة الله الجديدة التي يحبها ويريدها دائما مرتبطة به،
٤. حتى يمكن للكل ان يدرك ويفهم حقيقة الايمان السليم: “نعترف بمعمودية واحدة لغفران الخطايا”، فنرد على كل جهل وهرطقة وبدعة وخرافة تنادي باعادة المعمودية.

عناصر الموضوع بحسب تعليم الكنيسة( فقرة ١٢١٢ – ١٢٨٤)
١.اسم السر
٢. المعمودية في تدبير الخلاص
٣.كيف نحتفل بسر المعمودية؟
٤.من هو المؤهل لقبول سر المعمودية؟
٥. من يعمد؟
٦. ضرورة المعمودية
٧. نعمة المعمودية

المعمودية هي ركيزة الحياة المسيحية، وتاج الحياة في الروح، وباب الاسرار، فبها نعتق من الخطيئة ونولد ثانية ميلاد ابناء الله، ونصير اعضاء للمسيح، ونندمج في الكنيسة ونصبح شركاء في رسالتها….

١. اسم السر:
يسمى معمودية نظرا للطقس الاساسي الذي يتحقق يه: فالتعميد هو التغطيس في الماء، والتغطيس يرمز لدفن الموعوظ في موت المسيح وخروجه القيامة معه، خليقة جديدة.
ويدعى غسل الميلاد الثاني والتجديد بالروح القدس، لانه يلهم ويحقّق هذا الميلاد من الماء والروح الذي بدونه لا يستطيع احد ان يدخل ملكوت الله.
يسمى ايضا استنارة، لان الذين يتلقون هذا التعليم يستنير به ذهنهم، فعندما يتلقى المعمّد الكلمة النور الحق الذي ينير كل انسان، يصبح ابنا للنور، بل يصبح هو نفسه نورا.
هي أجمل وأبهى عطية من عطايا الله، نسميها عطية، نعمة، مسحة، استنارة، ثوب عدم الفساد، غسل الميلاد الجديد، وختما، وكل ما هو انفس من النفائس.

٢. المعمودية في تدبير الخلاص:
* منذ فجر العالم، والماء نبع الحياة والخصب، وكان روح الله يرفرف عليه.
*فلك نوح رمز مسبق للخلاص بالمعمودية.
*عبور البحر الاحمر يبشر بالعتق من العبودية بالمعمودية.
* عبور الاردن الذي نال به شعب الله عطية الارض، هو صورة الحياة الابدية، ويتحقق هذا الوعد بهذا الميراث السعيد في العهد الجديد.
*كل رموز العهد القديم تنتهي وتتحقق في المسيح يسوع الذي بدأ حياته العلنية بعد ان تعمد على يد يوحنا ليتمم كل بر ودليلا على اتضاعه واخلاءه، وبعد قيامته اوكل لتلاميذه هذه الرسالة: “اذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس” مت ٢٨/ ١٩- ٢٠.
* واذ كان الروح يرف على وجه الماء في بدء الخليقة، يهبط الان مع المسيح اعلانا للخليقة الجديدة والاب يعلن يسوع ابنه الحبيب.
* بقيامة المسيح فجّر لجميع الناس ينابيع المعمودية، والدم والماء اللذان خرجا من جنب يسوع المطعون هما رمزين للمعمودية والافخارستيا.
ويقول القديس امبروسيوس: “المعمودية هي من صليب المسيح، ومن موت المسيح. هنا يكمن السر كله، انه تألم لاجلك، وفيه نلت الفداء، وحظيت بالخلاص”.
* والكنيسة منذ يوم العنصرة احتفلت بالمعمودية ومنحتها، اعلن القديس بطرس: “توبوا وليعتمد كل منكم باسم يسوع المسيح لغفران خطاياكم، فتنالوا الروح القدس” اع ٢/ ٣٨، نلاحظ ارتباط المعمودية بالايمان.
*والمؤمن يشترك بالمعمودية في موت المسيح ويدفن ويقوم معه: ” أم تجهلون اننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته، فدفنا معه بالمعمودية للموت، حتى كما اقيم المسيح من الاموات، بمجد الاب، هكذا نسلك نحن في جدة الحياة؟ لانه ان كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته، نصير ايضا بقيامته” (رومية ٦/ ٣-٥).
* المعمودية هي اذن غسل بالماء، فيه زرع كلمة الله غير الفاسدة ينتج ثمره المحيي.

اهم النصوص التأملية:
٢ كو ٥/ ١٥- ٢١ غلاطية ٦/ ١١- ١٨.
افسس ٥/ ٨-٢١ رومية ٦/ ١- ١٤،
كولوسي ٢/ ٦- ١٥ ١تسالونيكي ٥/١-١١

اسئلة للتفكير والتأمل والحياة:
1.كيف تعيش كخليقة جديدة في المسيح في علاقتك بالله/ بذاتك/ بالاخرين/ بالعالم ككل؟

2. كيف تعيش الاستنارة، في علاقتك مع الله وصلاتك وتأملك في كلمته ومعايشتك لها في أرض الواقع؟

3. المعمودية موت وقيامة مع المسيح، كيف تموت عن ذاتك والشر باستمرار لتحيا للمسيح؟

4. سر المعمودية هو سر الحياة الجديدة، كيف تعيش معنى حياتك: هل بروح التجديد المستمر والانطلاق والرجاء اليومي نحو الافضل والاتحاد بالمسيح دائما بالتوبة الدائمة؟ ام بروح الفشل واليأس والاحباط؟

5. المسيح مات ودفن وقام مرة واحدة لخلاصنا، ونحن في المعمودية نشترك في موته وقيامته، فلا يحق ولا يجوز اعادة المعمودية، لان في اعادتها صلب جديد للمسيح، وهذا جرم ثقيل جدا ضد المسيح والخلاص. الاب متى المسكين يقول: اعادة المعمودية جهل للمسيح وللخلاص وتلويث للايمان.

6. المعمودية والاسرار ليست سلعة للبيع لجذب الاخرين للكنيسة لينتفعوا بمصالح ومنافع شخصية معينة من عمل ووظيفة او التحاق بسكن مغتربين. نعم، لقد تحول السر المقدس لسلعة تباع بغية تحقيق مصالح شخصية؛ والنتيجة اهانة لقدسية السر التي وضع بها، واهانة لكل تاريخ الخلاص، قالها المتنيح الاب الفونس عبد الله ان الدين تحول لسلعة. فلنحرر الدين من المصلحة والمنفعة الشخصية، ولنحافظ على تقاليد الاحترام والمحبة والتعايش معا وقبول بعضنا بعضا كما نحن باختلافنا، فلا يمكن الذوبان في الاخر، بل الحفاظ على الروح والهوية وفي نفس الوقت الانفتاح والقبول للاخر المختلف عني كما هو، لا كما اريد ان يكون.

7. الاختلاف غنى وليس عيبا، الله في المسيحية عائلة ثالوثية، شركة محبة غير محدودة، انفتاح لا نهائي غير مشروط على جميع البشر، فمن اراد ان يقيم علاقة حقيقية مع الله، عليه ان يحيا الشركة والتعايش والتفاهم والمحبة مع الجميع، هذا شرط واصل وضمان وعلامة الايمان الحقيقي من الايمان المزيف الوهمي.

8. الطقوس ليست هدفا بل وسيلة، الهدف الاساسي هو الاتحاد بالله وعيش القداسة، عندما تصبح الوسيلة هدفا يتحجر القلب، ويقسو قلب الكنيسة، ولا تكون كنيسة المسيح، بل كنيسة المصالح والشكليات، كنيسة الفريسيين الذين لا يهتموا الا بآداء الطقس وحفظ الشريعة، ويقسو قلبهم على الانسان، والمسيح بكتهم وقال لهم الويل لكم…..تركتكم اثقل ما في الناموس العدل والرحمة…السبت لخدمة الانسان وليس الانسان لخدمة السبت….اريد رحمة لا ذبيحة….

9. اين نحن من الجوهر الروحي؟ فلنهتم بالجوهر الاساسي للطقوس: ان نكون في المسيح، للمسيح، مع المسيح، بالمحبة والاتضاع والوداعة واحترام الكل، لا باهانة وتجريح وتكفير الاخر، وتهميش الاخر المختلف، ومحاولة الغاء وجوده وذلك بهدف تعظيم وتمجيد شخصي بعيد كل البعد عن الله وعن روح الخدمة الحقيقي، فالخدمة الحقة هي التي لا تفرّق، بل تجمع وتحترم هوية الاخرين وتخدم حسب الاصول الانسانية المسيحية…..

الرب يبارك الجميع
للموضوع بقية،،،
++ جوزيف مكرم .. المنسق الإعلامى لايبارشية المنيا ++