stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعوية

تجارب إبليس وانتصارنا عليها باسم يسوع- إكليريكي/قدري حبيب

787views

adam_and_eve004تجارب إبليس وانتصارنا عليها باسم يسوع- إكليريكي/قدري حبيب

– فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «أذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ».( لوقا 4: 8).

– مجداً وإكراماً، إكراماً ومجداً للثالوث القدوس الله الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.

هذا النص من ضمن النصوص المشهورة في الكنيسة، والكثيرين يطلقون على هذا النص اسم تجارب يسوع، ولكن أنا اسمي هذا النص بمحاربة إبليس ليسوع ابن الله وانتصار المسيح على الشيطان. فكلمة الشيطان، تعني الذي يقسم، الذي يفصل بين الأشخاص، بين الأشياء، بين الأب وابنه. وهذا ما كان يريد أن يفعله الشيطان بهذه التجارب، أن يفصل المسيح المتجسد عن أبيه السماوي، هذا ما يفعله الشيطان عندما يجربنا ويسقطنا في أي نوع من الخطايا، بعد التجربة. فبهذا يجعل هناك فاصل أو حاجز بيني وبين نفسي، بيني وبين الله، بين وبين الآخرين، لذلك جاء تأملي اليوم بعنوان ” تجارب إبليس وانتصارنا عليها باسم يسوع ” وسوف أتأمل معكم في نقطتين وهم:

1- تجاربٌ وانتصار                             2-  سقوطٌ وغفران

1- تجاربٌ وانتصار:

لقد ذكرت أنّ الشيطان هو الذي يقسم ويفرق ويشهوه كل شيء حسن خلقه الله، وهذا من الممكن أن نتعرف عليه من خلال سفر التكوين الإصحاحات ( 1-3). عندما خلق الله جميع الأشياء والحيوانات خلقها “حسنه”، ولكنه عندما خلق الإنسان خلقه على صورته كمثاله وقال “حسن جدا ً”. ومن هنا بدأت حيل الشيطان بان يفرق هذا الإنسان المخلوق على صورة الله كمثاله هذا الحسن جداً، الخالي من كل نقص، من كل خطيئة، من كل عيب. وهنا يأتي الشيطان في صورة الحية وتقول الحية لحواء ” أَحَقّاً أَمَرَكُمَا اللهُ أَلاَّ تَأْكُلاَ مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟ فَأَجَابَتِ الْمَرْأَةُ: «يُمْكِنُنَا أَنْ نَأْكُلَ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ كُلِّهَا، مَاعَدَا ثَمَرَ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِهَا، فَقَدْ قَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَلْمُسَاهُ لِكَيْ لاَ تَمُوتَا». فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا، بَلْ إِنَّ اللهَ يَعْرِفُ أَنَّهُ حِينَ تَأْكُلانِ مِنْ ثَمَرِ هَذِهِ الشَّجَرَةِ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا فَتَصِيرَانِ مِثْلَهُ، قَادِرَيْنِ عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ». وَعِنْدَمَا شَاهَدَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ لَذِيذَةٌ لِلْمَأْكَلِ وَشَهِيَّةٌ لِلْعُيُونِ، وَمُثِيرَةٌ لِلنَّظَرِ قَطَفَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، ثُمَّ أَعْطَتْ زَوْجَهَا أَيْضاً فَأَكَلَ مَعَهَا، فَانْفَتَحَتْ لِلْحَالِ أَعْيُنُهُمَا، وَأَدْرَكَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ، فَخَاطَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ مِنْ أَوْرَاقِ التِّينِ. ( تك 3: 1-6). هذه هي التجربة التي أسقطت أبوانا الأولين آدم وحواء، بسبب إنهما لم يسمعا كلام الله، وقد سمعا كلام الشيطان، الممثلة في صورة الحية. هذه الحية التي سمحت لنفسها أن تدخل في حوار مع حواء حول شهوة النظر للشجرة وثمرتها. ومن هنا أخواتي وأخوتي الأحباء، يدخل الشيطان اليوم ليجربنا في حياتنا من خلال احدث معينة أو الأشياء التي نمتلكها، مثل الموبيل، الكمبيوتر، النت، الدش، هذه الأشياء صنعت علشان استخدمها أنا، مش علشان هذه الأشياء هي التي تستخدمني، فكل شيء من الأشياء التي ذكرتها هي سيف ذو حدين، فمن الممكن أن استغلها لخيري، ولخير أسرتي، أو يستغلها الشيطان عن طريقي لتدمير وتدمير علاقتي مع أسرتي ومع الله، وهناك ملايين من الأمثلة على هذا الموضوع، وجمعينا نعرفها، لأنه لا يوجد إنسان على وجه الأرض خالي من الخطيئة ومن التجربة. فعلينا دائماً أن نتذكر أن الشيطان يختار الأوقات التي يسدد فيها هجومه.

وعلينا أن نكون يقظين وساهرين في أوقات النصر تماماً كما في أوقات الإحباط واليأس والوقوع في الخطيئة.

ولكن كيف انتصر على هذه التجربة والخطيئة وحياة البعد عن نعمة يسوع المسيح؟! على كل واحد فينا إنه يصرخ بالفعل للروح القدس وليسوع المسيح أن يعطيه النعمة على الانتصار على مثل هذه التجارب، هذه الصعوبات، هذه الأزمات، ولنقول ” لا تشتمي بي يا عدوتي فإن سقطت فسوف أقوم”   ( مي 7 : 8 ) . وعلينا أن نصلي طالبين قوة للمقاومة. وأيضا الهروب من مصادر الخطيئة والتجربة في حياتي وكل شخص فينا عارف نقاط ضعفه ومن فين الشيطان بيقدر يدخل علشان يجربه. وكمان على كل واحد فينا أن يكون متيقظ لحالته الروحية ولتجارب الشيطان، فأحيانا كثيرة يأتي الشيطان بزي ملاك من نور، في أفكار خير، وتكون لنفعي الشخصي، ولكنها في نهايتها يأخذني الشيطان من خلال هذه الفكرة إلى طريقه هو، وهذه ما يعبر عنه القديس بولس الرسول ويقول”وَلاَ عَجَبَ! فَالشَّيْطَانُ نَفْسُهُ يُظْهِرُ نَفْسَهُ بِمَظْهَرِ مَلاَكِ نُورٍ”. ( 2 كور 11: 14). وأيضاً إن معرفة كلمة الله وطاعتها سلاح فعال ضد التجربة، وهو السلاح الهجومي الوحيد المذكور ضمن أسلحة الإنسان المسيحي (أف 6: 17). وقد استخدم الرب يسوع الكلمة المقدسة في مواجهة هجمات الشيطان، ويمكنك أيضاً أن تفعل نفس الشيء. ولكي نستخدمها بكفاءة وفاعلية ضد هجمات الشيطان لابد أن نؤمن بمواعيد الله لأن الشيطان يعرف أيضاً الأسفار المقدسة وهو بارع في استخدامها بصورة خادعة لتناسب غرضه.

كان كل الكلام ده عندما أُجرب ولكن لو سقطت في التجربة أعمل اية؟! ده ينقلنا إلى النقطة الثانية وهي: 

2-  سقوطٌ وغفران

نتيجة سقوط آدم وحواء في إغراء الحية كما ذكرت في النقطة الأولي عندا أغرت الحية حواء لكي تأكل من الشجرة، هذا كان بمثابة تمرد وعصيان من آدم وحواء على الله، لأنه أوصاهم بأن لا يأكلا من هذه الشجرة. فكان نتيجة هذا هو الطرد من الجنة، الطرد من أمام وجه الله، الطرد من مشاهدة الله والجلوس معه وهذا ما يقوله لنا سفر التكوين ” ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا، يُمَيِّزُ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. وَقَدْ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَتَنَاوَلُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ وَيَأْكُلُ، فَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». فَأَخْرَجَهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَفْلَحَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْ تُرَابِهَا. وَهَكَذَا طَرَدَ اللهُ الإِنْسَانَ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ، وَأَقَامَ مَلائِكَةَ الْكَرُوبِيمِ وَسَيْفاً نَارِيّاً مُتَقَلِّباً شَرْقِيَّ الْجَنَّةِ لِحِرَاسَةِ الطَّرِيقِ الْمُفْضِيَةِ إِلَى «شَجَرَةِ الْحَيَاةِ»”.( تك 3: 22- 24). هذا هو السقوط الأول بسبب الشيطان، ولكن هذا يتكرر بأساليب متنوعة اليوم، فليس من الضروري أن تكون هناك حية وشجرة وجنة لكي يخطأ الإنسان، ولكن هناك أشياء أخرى كثيرة جداً الإنسان لو لم يكن متيقظ لها سوف يسقط في الخطيئة، سوف يحرم من وجه الله، من اللقاء الحقيقي معه، من السلام الداخلي، من السلام داخل الأسرة، هذه كله ناتج من السقطة الأولي. ولكن من رحمة الله علينا وعلى كل إنسان الكنيسة وضعت لنا سر التوبة( سر المصالحة). المصالحة مع ذاتي، مع الآخرين، مع الله، عليَّ إني ارجع الصورة إلى أصلها كما خلقا الله على صورته كمثاله. سر التوبة هو من سر عظيم يجعل الإنسان يشعر بسلام داخلي، يشعر بالفعل بأنه قد تصالح مع الله. فالخطيئة أيَّا كانت تجعل الإنسان في حالة خصام مع الله. ولكن الله دائماً ينتظر الإنسان لكي يرجع ويتوب عن كل الشرور. وهذا ما يعبر عنه القديس لوقا ( إنه مِنَ الصَّوَابِ أَنْ نَفْرَحَ وَنَبْتَهِجَ، لأَنَّ أَخَاكَ هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاً فَوُجِدَ!» ( لو 15: 32). أخواتي وإخوتي الأحباء على كل شخص فينا أن يسأل نفسه اليوم عن مدى التزاماه بسر التوبة، سر المصالحة، سر الغفران؟ هل أنا بالفعل عايش في حالة الخطيئة ومستمتع بها أم أريد أن أعيش في حالة النعمة مع الله؟ على كل واحد فينا أن يسأل نفسه عن حقيقة مشاعره تجاه الله، هل هي مشاعر حب حقيقي أم هي مشاعر خوف منه؟

ولإلهنا كل مجد وكرامة من الآن والى الأبد. آمين.