stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

تحــت الصــليب – الأب وليم سيدهم

824views

تحــت الصــليب

لقد كنت معه، أكلت وشربت، فرحت وبكيت، لقد غضبت وكدت أن أقطع أذن شخص حاول أن يعتدى عليه أمامى. لقد أنقذنى مرة من الغرق وأنا على السفينة، لقد جعت فقطفت سنابل القمح من العزبةالتى كانت عند الطريق ولم يؤنبنى لأنى كنت جائعًا.

والآن حبيبي ورفيقي يتعرض للموت قتلًا وأنا غير قادر الدفاع عنه، إن الذين يحاولون قتله جبابرة معهم الشريعة وجهاز الإعلام الذى ملأ عقول البسطاء وأقنعهم بأنه كافر، ماذا أفعل؟ لقد رافقته حتى المحكمة ولكن خفت أن يقبض علىَّ بسببه مع أنه قٌبض عليه بسببى، لأنه كان يدافع عنى ويأوينى عنده.

لقد ظننت أنه قوى بالكفاية ولن يستطيع أحد الإقتراب منه، لقد كان يُعلم ويتكلم بسلطان ولم أتوقع أن أجده حملًا وديعًا أمام هؤلاء الهمج إنه لا يخشى الموت، ولا ينطق إلا بالحق، ولكن ما العمل، لقد رهنت حياتى بحياته وها هو الآن يسير نحو الجلجثة.

نعم أخبرنى أكثر من مرة أن لا مفر من الموت على أيدى هؤلاء المجرمين العميان لأنهم استمرؤا الكذب وأصموا آذانهم عن الحق، ولكن أخبرنى أيضًا في مشهد التجلي أنه سيقوم في اليوم الثالث.

لقد كان رجلًا بارًا قديسًا بلاعيب، ولكن لا أستطيع أن أفهم كيف سيقوم في اليوم الثالث. لم أر أحدًا مات وقام في اليوم الثالث، إنى منهار على حافة الهاوية سأتتبع أخباره عن قرب. يا للهول، لقد صلبوه بين مجرمين قتلة وهو البار، المشهد مُهيب لهذا الحد يصل المحب إلى درجة الموت.

نعم يارب، لست مستحقًا أن تدخل تحت سقفي، فأنا رجل خاطئ جبان أحب حياتى أكثر منك، لقد شرب سقراط السم دفاعًا عن الحقيقة المجردة عن مبدأ ولكنك صُلبت حبًا فيَّ وفي إندراوس وفيلبس ويوحنا ويعقوب. حُبًا في كل البشرية، حبًا في كل الضعفاء والفقراء والمقهورين واللاجئين والمعذورين.

يا للهول، هوذا اللص اليمين يستهزء بك، والجنود يعايرونك “خَلَّصَ آخَرِينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا! ( متى 27: 42).

نعم، إن نظرة العالم الذي نعيش فيه قاسية وظالمة، تحكم على ظواهر الأمور ولا تفقه أسرار المحبة الخفية لابن الله، لا تؤاخذنى ياربي ، اني أعلم بعظم رحمتك وحبك وأركع أمام صليبك المحيي علامة الحُب الأبدي الذي أحببتنى به، ومع اللص اليمين، وأن مصلوب على صليب خوفي وهلعى وأنا حقير في موقفي منك وأقول لك مع اللص اليمين: “اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ” ( لوقا 23: 42 )