stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

كتابات القراء

حب الحياة / رضا نادى شمعون

779views

vitsحب الحياة / رضا نادى شمعون

ثمة أربع أنواع من الناس يعيشون الحياة …

الفئة الأولى يعاملون الحياة ببرودة وعدم مبالاة ، كأنها واجب حملوه على كواهلهم .. واجب فرضته عليهم الظروف ولا يستطعون المهرب منه .. والبعض يجاملون الحياة لعلها تخفف من حدة قسوتها وعنفها عنهم .. والفئة الثالثة يرفضونها ويعاملونها باستهتلر ، لأنهم لا يرون لها معنى ولا قيمة .. أما النوع الأخير من الناس يحب الحياة ويقبل عليها بصدر منشرح كمعشوقة يتفنن فى حبها .. قابلاً ما فى معشوقته من جمال وقبح .. قوة وضعف .. فضيلة ورذيلة .

ومن يأخذ الحياة بحب يحتضنها ، ولا يوجد لديه فروق بين خاطئون وأبرار .. كل الناس مخلوقات جميلة لديه والجميع قريبين إلى قلبه .

وكان المسيح واحد من تلك الفئة من الناس الذين يحبون الحياة ، فنشر الحب من دون تفرقة .. أكل مع الخطاة والزوانى والعشارين .. تكلم مع الكتبة ومع عامة الشعب وفرح فى عرس قانا الجليل .. وبكى على لعازر وعلى أورشليم .. أنه أستمر يحضن الحياة فى أى مظهر من مظاهرها وعاش أيامه بشجاعة متحررا من الخوف ، فكان يمنح عواطفهلكل شىء فى الحياة لذلك كل الناس قريبون من نفسه ، لم يكن عنده حاجز حيث هو ابن السماء ويتعامل مع مخلوقاته بل كان قلبه لكل إنسان يشمل كل ألوان الحياة ،انه يفتح ذراعيه بلا تردد للجميع لأنه أحب الحياة .

أليست الحياة هبة من الخالق للإنسان ؟ نعم انها هبة والإنسان مدعو أن يعيشها برمتها .. أن يحب كل ما فيها .. أن يتحول حبه لحب شامل حتى يمتد إحساسه الشامل بالحياة إلى الزهور والأعشاب .. إلى البسمة والدمعة .. إلى المنكسرين والظافرين .

وهناك أيضاً من عاش الحياة بحب واحترام ، انه الشاعر العظيم والت ويتمان الذى قال : ” إذا اردتني فأبحث عني تحت نعل حذائك”  .. أى ستجدني حتى فى التراب ، لأنه كان يرى الحياة فى كل شىء ويتلمسها حتى فى التراب .. لأن نفسه قد عشقت الحياة وأقبل عليها بحرارة .

فعندما يملك الإنسان نفس منفتحة فأنه يداعب ويقبل عليها بحب لأنه يرى فى الفشل خطوة إلى النجاح .. فى الألم طريق إلى السعادة .. ي

حترم الحياة بكل ما فيها فى أبسط مظاهرها وأقلها .. فلا ينظر نظرة الناقد الحاقد التى تنتقد دائما وفى كوامن نفسه عداء مستمر للحياة وسخط عليها .. بل ينظر لها بالتفاول والاندهاش بكل ما تحتويه .. فكل إنسان مدعو إلى الحب ..إلى الانفتاح على كل ما فى الكون .. إلى جمال الحياة .

كما قال غاندى عن نفسه ” إن مذهبى ليس دينا مغلقا ، ففيه مجال لأقل مخلوقات الله شأنا ” .. فالحياة دائما جميلة لأنها تحمل أسمى مخلوقات الله ، أنه الإنسان الذى خلقه الله على صورته ومثاله وأعطاه نعمة الحياة .. ولكن حب الحياة يتطلب أن لا يعش الإنسان لذاته بل من أجل الآخرين كما أوصى القديس فرنسيس الأسيزى ” لا تعش لذاتك بل عش للآخرين ” .