stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

حمل الفصح بدأ في مصر – الأب وليم سيدهم

445views

إن الحمل الفصحي الذي احتفل به يسوع ليلة العشاء السري منذ الفين عامًا تقريبًا، هي العبادة التي بدأت في مصر تحضيرًا لعبور العبرانيين من أرض العبودية إلى أرض الحرية على يد موسى النبي منذ حوالي ثلاث آلاف عام” وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ فِي أَرْضِ مِصْرَ قَائِلًا: «هذَا الشَّهْرُ يَكُونُ لَكُمْ رَأْسَ الشُّهُورِ. هُوَ لَكُمْ أَوَّلُ شُهُورِ السَّنَةِ.

كَلِّمَا كُلَّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ قَائِلَيْنِ: فِي الْعَاشِرِ مِنْ هذَا الشَّهْرِ يَأْخُذُونَ لَهُمْ كُلُّ وَاحِدٍ شَاةً بِحَسَبِ بُيُوتِ الآبَاءِ، شَاةً لِلْبَيْتِ. وَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ صَغِيرًا عَنْ أَنْ يَكُونَ كُفْوًا لِشَاةٍ، يَأْخُذُ هُوَ وَجَارُهُ الْقَرِيبُ مِنْ بَيْتِهِ بِحَسَبِ عَدَدِ النُّفُوسِ. كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حَسَبِ أُكْلِهِ تَحْسِبُونَ لِلشَّاةِ. تَكُونُ لَكُمْ شَاةً صَحِيحَةً ذَكَرًا ابْنَ سَنَةٍ، تَأْخُذُونَهُ مِنَ الْخِرْفَانِ أَوْ مِنَ الْمَوَاعِزِ.

وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ تَحْتَ الْحِفْظِ إِلَى الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ. ثُمَّ يَذْبَحُهُ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ فِي الْعَشِيَّةِ. وَيَأْخُذُونَ مِنَ الدَّمِ وَيَجْعَلُونَهُ عَلَى الْقَائِمَتَيْنِ وَالْعَتَبَةِ الْعُلْيَا فِي الْبُيُوتِ الَّتِي يَأْكُلُونَهُ فِيهَا. وَيَأْكُلُونَ اللَّحْمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَشْوِيًّا بِالنَّارِ مَعَ فَطِيرٍ. عَلَى أَعْشَابٍ مُرَّةٍ يَأْكُلُونَهُ. لاَ تَأْكُلُوا مِنْهُ نِيئًا أَوْ طَبِيخًا مَطْبُوخًا بِالْمَاءِ، بَلْ مَشْوِيًّا بِالنَّارِ. رَأْسَهُ مَعَ أَكَارِعِهِ وَجَوْفِهِ.

وَلاَ تُبْقُوا مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ. وَالْبَاقِي مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ، تُحْرِقُونَهُ بِالنَّارِ. وَهكَذَا تَأْكُلُونَهُ: أَحْقَاؤُكُمْ مَشْدُودَةٌ، وَأَحْذِيَتُكُمْ فِي أَرْجُلِكُمْ، وَعِصِيُّكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ. وَتَأْكُلُونَهُ بِعَجَلَةٍ. هُوَ فِصْحٌ لِلرَّبِّ. فَإِنِّي أَجْتَازُ فِي أَرْضِ مِصْرَ هذِهِ اللَّيْلَةَ، وَأَضْرِبُ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ. وَأَصْنَعُ أَحْكَامًا بِكُلِّ آلِهَةِ الْمِصْرِيِّينَ. أَنَا الرَّبُّ. وَيَكُونُ لَكُمُ الدَّمُ عَلاَمَةً عَلَى الْبُيُوتِ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا، فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ، فَلاَ يَكُونُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَةٌ لِلْهَلاَكِ حِينَ أَضْرِبُ أَرْضَ مِصْرَ. وَيَكُونُ لَكُمْ هذَا الْيَوْمُ تَذْكَارًا فَتُعَيِّدُونَهُ عِيدًا لِلرَّبِّ. فِي أَجْيَالِكُمْ تُعَيِّدُونَهُ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً. (خروج 12 : 1 – 14)

بدأ هذا الإحتفال في أرض مصر حوالي 1000 عام قبل الميلاد مجيء الحمل الفصحي للعهد الجديد الذي حوله يسوع إلى وليمة الخبز والخمير من 2000 عام تقريبا.

يرمز الدم في الكتب المقدسة عند العبرانيين للحياة والموت في نفس الوقت، وفي علم الانثروبولوجيا فإن العنف الذي يسكن الإنسان يحتاج إلى قناة مشروعة ومتفق عليها يتحول من الإنسان إلى الحيوان، وفي حالتنا هنا هو الحمل.

إن ما نسميه بالبدي “العيش والملح” كمكان لبناء الثقة وتثبيت السلام بين الناس هو هذا “الحمل الفصحي” الذي بدأ مع موسى وانهي مع المسيح، ومازلنا نمارسه نحن من خلال القداس أو سر الافخارستية، سر الشكر.

إن الإلتفاف حول المائدة الذي تمارسه الأسرة البشرية هو المكان الذي اختاره يسوع لكي يعطيه لنا من جديد وبصورة جديدة، وتتسع هذه الأسرة إلى البشرية كلها من المؤمنين بالمسيح مخلصًا وذلك في مشارق الأرض ومغاربها.

نحن غالبا ما نكره العنف وننظر بإشمئزاز للقتلة ولكل من يسلبنا حريتنا وينغص علينا سلامنا، ولكن ننسى أننا نحن أيضًا مسكونين بالعنف والغضب الذي يصل إلى حد القتل والإغتصاب والضرب وكل اشكال العنف، إذا فحصنا ضميرنا سنكتشف كم المشاعر العنيفة والإنتقامية التي نكنها لبعض الناس الذين تسببوا في إيذائنا، أو الذين بنجاحهم وتفوقهم علينا جعلونا نحنق عليهم ونكرههم ونتمنى موتهم لا لشيء إلا لأنهم كشفوا عورتنا، وأبرزوا فشلنا وضعفنا أمام نفسنا أولصا ثم أمام الآخرين.

إن الفصح هو العبور من العبودية التي تكبلنا إلى حرية مجد أبناء الله، بعد أن نكون قد نعمنا بالغفران والرحمة من الله أو ممن أسأنا إليهم.