stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

رئيس الأساقفة غانزفاين يحدثنا عن الساعات الأخيرة من حياة البابا بندكتس السادس عشر

156views

نقلا عن الفاتيكان نيوز 

5 يناير 2023

كتب : فتحى ميلاد – المكتب الاعلامي الكاثوليكي بمصر .

عشية الاحتفال بجنازة بندكتس السادس عشر أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع السكرتير الشخصي للبابا الراحل ومدبر البيت البابوي رئيس الأساقفة غيورغ غانزفاين الذي تذكّر بتأثر شديد الساعات الأخيرة من حياة البابا راتزينغر الذي عاونه منذ أن كان كاردينالا.

استهل سيادته حديثه مشيرا إلى أنه يشعر بالألم من الناحية الإنسانية، بيد أنه مرتاح روحياً لأنه واثق بأن البابا بندكتس هو موجود اليوم حيث أراد أن يكون. وأضاف أن أحد الممرضين الذين كانوا يهتمون به سمع كلماته الأخيرة في الليلة السابقة لوفاته إذ قال: “يا رب إني أحبك”. ولفت غانزفاين إلى أن البابا لم يعد قادرا على الصلاة بصوت مسموع وعند الساعة الثامنة من صباح الحادي والثلاثين من كانون الأول ديسمبر بدأ يتنفس بصعوبة كبيرة. وقام جميع الحاضرين بالصلاة لمدة خمس عشرة دقيقة، فيما بدا البابا عاجزاً عن التنفس، وعند الساعة التاسعة والدقيقة الرابعة والثلاثين لفظ نفسَه الأخير. واستمرت الصلوات على نيته مع العلم أنه توفي في آخر يوم من السنة عندما تعيّد الكنيسة للقديس سلفستر، الذي كان بابا في ظل حكم الإمبراطور قسطنطين. بعدها قال سيادته إنه اتصل بالبابا فرنسيس الذي حضر على الفور وجلس إلى جانب الرفات وصلى بصمت، ثم منحه البركة وغادر الغرفة.

تعليقاً على الوصية الروحية التي تركها البابا الراحل لفت سيادته إلى أنه كتبها في التاسع والعشرين من آب أغسطس من العام ٢٠٠٦ عندما تتذكر الليتورجية استشهاد القديس يوحنا المعمدان. وقد كتبها بخط اليد، وتحتوي على روح البابا بندكتس السادس عشر، وقد تمكن من وضع ذاته في صفحتين فقط. وشاء من خلال تلك الكلمات أن يعبر عن امتنانه للرب وأن يشجع المؤمنين على الثبوت لاهوتيا وفلسفيا، لأن إيمان الكنيسة الكاثوليكية هو ما يحملنا على التحرر ويجعلنا نتواصل مع الرب.

لم تخل كلمات السكرتير الشخصي للبابا بندكتس السادس عشر من التوقف عند الشعار الذي اختاره الراحل لحبريته ألا وهو “متعاونون في الحقيقة”، موضحا أن هذا الأمر يعني أن الحقيقة ليست أمراً مجرداً إنما هي شخص: إنها ابن الله، الله الذي تجسد في يسوع المسيح، وقد شاء البابا أن يدعو الناس إلى عدم السير وراء نظرية عن الحقيقة، إنما إلى اتباع الرب، الذي قال عن نفسه “أنا هو الطريق والحق والحياة”. وهذه الرسالة ليست عبئاً بل تساعد الإنسان على تحمل المشقات اليومية وتمنحه الفرح. فالمشاكل موجودة، بيد أن الإيمان يبقى أقوى منها.

ردا على سؤال بشأن الصفات التي ميزت البابا الراحل، قال غانزفاين إن راتزنغر تميز بموهبة كبيرة إذ عرف كيف يتقبل الآخرين الذين لا يوافقونه الرأي، وهذا ما ميّزه مذ أن كان أستاذا جامعيا، وكان يدخل في نقاش مع الآخرين دون أن يجرح المشاعر، أو أن يسبب سجالا. وعندما أصبح حبرا أعظم كان يكتب ويعلم كشخص أُوكل إليه قطيع المؤمنين ليرعاه، وقد لقيت كلماته معارضة في مختلف الأوساط ما يؤكد أن رسالة البابا تحمل معها أيضا الألم والمعاناة. ومما لا شك فيه أن كل هذا العبء الثقيل لم يعد موجوداً بالنسبة له بعد الاستقالة.