stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

رسالة الصلاة لشهر ابريل 2020 – الاب ، بيوس فرح ادمون  الفرنسيسكاني

1kviews

رسالة الصلاة لشهر ابريل 2020

رقم105

تخلى وقف وتعرف على الله

إن التوقف والتعرف على الله عبر الصمت والإصغاء، يمر بمرحلتين:

توقف الجسد عن حركته، أي إراحته كما نريحه في ساعات الليل *

* توقفالفكر الداخلي، بمعنى أن يتخلى عن قناعاته ونزواته وقلقه، وأن يستسلم بشكل مطلق لله حتى يدع الصلاة تعمل فيه، إن أهم قلق هنا يمكن أن يتجسد في التخوف من عدم نجاح هذه التجربة (الصمت والإصغاء) بالذات. وهذه المرحلة هي الأخطر لأننا نُحارب فيها بالتشتت والبلبلة الفكرية.

الثالوث الأقدس صديق الصمت والسكينة، لأنه في الصمت تقاس النفوس كتب أحدهم: “لا يعرف أحدنا الآخر جيداً إذا لم نجرؤ على أن نصمت معاً”، ويقول باسكال: “في الحب الصمت أفضل من خطاب طويل”، ألم يعطنا الرب أذنين إثنتين وفماً واحداً، لنستمع أكثر مما نتكلم ؟

أن نكون حاضرين مع الله ومن أجله أهم من التكلم معه في أغلب الأحيان. لكن متى تكلمنا معه فلنبتعد عن الفلسفة والتصنع ولنستعمل كلماتنا اليومية عندما نعرض عليه مشاكلنا.

من ناحية ثانية ليس هناك من وصفات جاهزة للصلاة، فكل إنسان يصلي حسب حاجاته وتعبيراً عن مشاعره الداخلية، لكن تبقى المشكلة قائمة لدى الكثيرين من أن صلواتهم لا تلقى آذاناً صاغية، لكن هل فكّر أحد أن يعيد النظر ويتأمل بصلاته قبل أن يرفعها إلى الله، لا يظنن أحد بأن هناك صلاة غير مستجابة، ألم يؤكد لنا هو نفسه أنه يعطينا العطايا عندما نسأله ؟ وأيضاً “إسألوا تعطوا أطلبوا تجدوا إقرعوا يفتح لكم”

  • “وضرب لهم مثلاً في وجوب المداومة على الصلاة من غير ملل”

مواظبين على الصلاة لكي تكونوا أهلاً للنجاة من جميع هذه الأمور التي ستحدث وللثبات لدى إبن الإنسان”

فإذا كان يسوع نفسه يحثّنا على الصلاة والطلب. فلا بد إذن وأن تكون كل صلاة مستجابة، وإن طريق الصلاة تنتهي إلى فسحة نيّرة وإتّحاد للنفس مع الخالق، لقد عبّر أيوب عن هذا عندما قال: “كنت قد سمعتك سماع الأذن، أمّا الآن فعيني قد رأتك”

لا بل أكثر، هل يستطيع الرب أن يهرب منّا نحن البشر أبناؤه عندما نسعى جاهدين للوصول إليه والتعرف عليه؟

لنعد الآن إلى السؤال المطروح، إذا كان لله رغبة أكيدة في الإستجابة لطلباتنا، فلماذا يظهر إذن وكأن طريق الصلاة دائماً مسدود ؟

إن السر في هذه القضية يكمن في معرفة كيفية الصلاة والطلب. فمقابل أنواع الصلاة التي ذُكِرَت آنفاً هناك نوع آخر وهو “صلاة المنفعة الشخصية”. هذه الصلاة التي وكما يشير إسمها تهدف إلى تسخير الله وجعله كآلهة الأساطير القديمة، مهمّته تحقيق غاياتنا ومصالحنا ورغباتنا…ومع الأسف فإن هذا النوع من “الصلوات”، إذا إستطعنا تسميته هكذا، واسع الإنتشار بين البشر، فالصلاة هي مرآة تنعكس عليها حياتنا، والإنسان يصلي كما يعيش ويعيش كما يصلي. وبما أن غالبية البشر غارقة في مادية هذا العالم فإن صلاتها تأتي على هذا النحو من طلب ثروات ومناصب سلطة وإنتقام من أعداء… إن الله ليس ضد أن نطلب منه الخيرات الزمنية وإنما يريد أن تكون رغبتنا في الحصول عليها معتدلةوما يهمّه أكثر هو التركيز على طلب الملكوت وبرّه أولاً والباقي يزاد لنا.

لنصلي :

الهي الطيب الحنون ابو كل رأفه اتضرع اليك ان تمنحي الحب.
لكي احب به الكل دون تفرقه، اني اليوم اجثوا بين يداك الحنونتان اللتان طالما علمت بالحب هبني ان احب لأنك انت الحب علمني ان اعلن للكل حبك هذا اعلن لمن أساء الىً، اعلن لمن احبني انك انت الحب انت الذي تسكن فيً،الهي الطيب انحني الان ساجدا لحبك الفائق الذي لا يدركه عقلي،
انحني طالبا الغفران بحبك.

الاب ، بيوس فرح ادمون

 الفرنسيسكاني