stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

رسالتان من رئيس أساقفة كييتي فاستو إلى الكهنة والمؤمنين بشأن الوضع الراهن

488views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

23 مارس 2020

وجّه رئيس أساقفة كييتي فاستو بإيطاليا المطران برونو فورتيه رسالتين إلى المؤمنين والكهنة في أبرشيته تمحورتا حول الأزمة التي تعيشها إيطاليا ودول أخرى بسبب تفشي فيروس كورونا، وشاء أن يعبر من خلالهما عن قربه من المؤمنين والكهنة في هذه الظروف الصعبة.

كتب سيادته أن الكهنة يحتفلون في هذه الأيام بالقداديس بغياب المؤمنين، لكنهم مع ذلك يرفعون الصلوات إلى الله على نية الشعب، وشجع المؤمنين على الاتحاد مع بعضهم البعض بواسطة الصلاة مشددا على ضرورة ألا يشعر أي مؤمن أنه متروك من قبل الآخرين أو من قبل الله. وأكد أن كل إنسان يستأهل أن يُحب وأن يُحترم وأن يحظى بتضامن الآخرين. وفي هذا السياق عبّر سيادته عن تعاضده مع الجميع لاسيما مع المرضى المصابين بفيروس “كوفيد 19″، وقال إنه يرفع الصلوات الحارة على نية هؤلاء كي يتعافوا في أسرع وقت ممكن وكي تعود الحياة إلى طبيعتها، وهذا ما يطمح إليه الكل.

بعدها أشار رئيس أساقفة كييتي فاستو إلى أهمية النشاط الذي يقوم به الكهنة والرهبان والراهبات في هذا الظرف المطبوع بالقلق، موضحا أن رجال الدين لا يترددون في توفير الرعاية الروحية للمرضى وهم يُعزّون ويواسون العائلات ويرافقون أهالي وأقرباء الضحايا. وقال إنّ منح المناولة للمرضى والاحتفال بالأسرار شأن سرّي المصالحة ومسحة المرضى هو شهادة للإيمان والمحبة المسيحية.

ورأى المطران فورتيه في رسالتيه إلى المؤمنين والكهنة أنّ تغيير نمط الحياة، بسبب الخوف الشائع، يُشعر الإنسان بأنه بات هشاً وعديم القوة إزاء عدوّ يهدد حياة الناس ولا يُرى أو يُلمس. ومن هذا المنطق إن الكهنة مدعوون إلى مواساة الجماعة والتأكيد على أن الله الآب الرحوم موجود إلى جانبها، وهو لا يتخلى إطلاقا عن أبنائه ويهبهم محبته باستمرار. وهذه المحبة الإلهية تساعد الإنسان على الإصغاء إلى الآخرين بصبر ومثابرة، وعلى نقل معنى وجمال الحياة المعاشة في سبيل الإنجيل.

وذكّر سيادته بأنه يتعين على جميع الأشخاص أن يتميزوا بحسن السلوك وأن يتخذوا كل الإجراءات التي تضمن الحد من انتشار هذا الفيروس. ولفت إلى أن التصرفات غير المسؤولة لا تعرّض للخطر صحة الآخرين وحسب، إنما صحتنا أيضا وصحة الأشخاص القريبين منا، لذا تقتضي الضرورة أن نتخلى عن سلوك اعتدنا عليه في حياتنا الاجتماعية. وشدد على أهمية أن نغيّر هذه العادات ونقتدي بمثل العديد من الأطباء والممرضين والممرضات الذين يناضلون في الصفوف الأمامية من أجل احتواء الوباء، وهنا لا بد أن نعبّر لجميع العاملين الصحيين عن امتناننا لهم.

بعدها كتب المطران فورتيه أنه يوكل إلى الله أرواح الأشخاص الذين ضحوا بحياتهم من أجل إنقاذ حياة الآخرين. وتوجه أيضا بالشكر إلى المسؤولين المدنيين، الساعين بشتى الوسائل إلى مواجهة هذا التحدي، الذي هو من أكبر التحديات التي واجهتها البشرية في التاريخ المعاصر. وعبر عن امتنانه أيضا للسلطات التي تبذل جهوداً حثيثة دفاعا عن صحة وسلامة المواطنين.

هذا ثم لفت سيادته إلى أن فكره يتجه أيضا نحو الشبان الذين يعانون – ربما أكثر من غيرهم – من ضرورة أن يلزموا منازلهم، على الرغم من الطاقة التي يتمتعون بها، وذكّر هؤلاء بأن ما يفعلونه هو واجبٌ يشكل تعبيراً عن عمل محبة تجاه المسنين وأهلهم وباقي أفراد عائلاتهم. واعتبر أيضا أن المكوث في البيت هو فرصة لتمتين الروابط العائلية وترسيخ الحوار بين أفراد الأسرة، وتكريس قسط من الوقت للقراءة والدراسة والصلاة.

في ختام رسالتيه إلى الكهنة والمؤمنين لفت رئيس أساقفة كييتي فاستو المطران برونو فورتيه إلى أننا نعيش حاليا زمن الصوم، مشددا على ضرورة الاستعداد للاحتفال بعيد الفصح، الذي هو عيد القيامة والحياة الجديدة. وذكّر بالعديد من القديسين، شأن غريغوريوس الكبير وكارلو بوروميو وغيرهما، الذين لم يتوقفوا عن رفع الصلوات إلى الله القدير في زمن المحن، طالبين منه أن يحرر الناس من الشرور، واضعين ثقتهم بالله وبطيبته.