stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

رفض السامرة ليسوع – الأب وليم سيدهم

1kviews

رفض السامرة ليسوع

ماذا ننتظر أكثر من هذا؟ السامريون بعد أن علموا أن يسوع وتلاميذه سيتوجهون إلى أورشليم قطعوا ‏الطرق المؤدية إلى أورشليم وطردوا تلاميذ يسوع الذين ذهبوا يعدون الطريق بناء على رغبة يسوع.‏

ما هو الموقف الإنجيلي ممن يقطعون الطريق، أى طريق أمام تأدية مهامنا ورسالتنا؟ كان رد فعل ‏يوحنا ويعقوب ناريًا. فمن هؤلاء الذين يقفون أمام إرادة يسوع المسيح ملك المجد وملك السلام؟ في ‏لحظة متهورة يقول الإنجيل أن يوحنا ويعقوب تمنوا أن تنزل نارًا على السامرة فتحرقها جزاء هذا ‏الموقف المتعنت وذهب إلى يسوع فعلًا وطلب منه أن ينزل نارًا من السماء فتحرق الأخضر واليابس ‏في السامرة.‏

وماذا كان رد فعل يسوع “المخلص”؟ إنه انتهر الأخوين وهدأ من غضبهما “فَمَضَوْا إِلَى قَرْيَةٍ ‏أُخْرَى.” (لو 9: 56) هذا هو رد فعل يسوع. عدم الوقوع فريسة إلى رد الفعل ومقابلة الإساءة ‏بالإساءة. إن الوصول إلى أورشليم يمكن أن يتم من خلال طريق آخر خلال قرية أخرى. فهل نسمي ‏ذلك هروب أم نسميه خوف أم نسميه تفريط في الحقوق. لا هذا ولا ذاك إنما لجأ يسوع إلى التتهدئة، ‏إلى الصبر إلى التريث، ألم يقل يسوع: “أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ”(متى 5 : 44) وكيف تتم محبة الإعداء إذ ‏لم يجد يسوع وسيلة لحقن الدماء والبعد عن العناد والتصعيد، إن موقف يسوع كان متفهمًا لدوافع ‏السامريين في رفض مروره بمدينتهم. إن علاج هذا الموقف لا يتم بالتعامل معه بشكل جزئي، ‏فالقضية أعظم من ذلك. إن تجاوز العداوة بين السامريين واليهود لن تتم إلا من خلال الصليب ‏والقيامة. فهو يحمل على ظهره الموقف العدائي للسامريين.‏

لكن الإنجيل يعطينا مشهدين من أعظم المشاهد في العهد الجديد حيث نرى السامرة أكثر إيجابية لا بل ‏في أحد النصوص يصبح البطل فيها سامري وليس يهودي وهو قتل السامرى الصالح. الذي تجاوز ‏العداوة إلى المصالحة الفعلية وإرتقى إلى مقام الإنسان المثالي في نظر يسوع.‏

فهو على عكس اللاوي ينزل عن دابته ويضمد جروح الذي وقع بين اللصوص ويحمله ويذهب به إلى ‏الفندق ويأمر صاحب الفندق أن “يعتني بأمره”.‏

والمشهد الثاني هو مشهد الحوار مع السامرية عند البشر وفيه يمتص يسوع غضب السامرية “فَقَالَتْ ‏لَهُ الْمَرْأَةُ السَّامِرِيَّةُ: «كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ، وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟» لأَنَّ الْيَهُودَ لاَ ‏يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ.” (يو 4: 9) فتتحول المرأة السامرية إلى مبشرة بالمسيح.‏

إننا نتصرف أحيانًا وكأننا سلاطين هذا العالم وننسى أننا مثل غيرنا مجرد حلقة في سلسلة طويلة من ‏الشهود كل أمنيتنا أن نسير على هُدى تعاليم السيد المسيح ونقتدى بتواضعه وصبره وحنانه نحو إخوتنا ‏البشر، حتى المعارضين لنا ومن يتهموننا ربما زورًا بما ليس فينا. ‏