stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

” زَمَّرْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَرْقُصُوا! نُحْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَلْطِمُوا ! ” – الأب وليم سيدهم

510views

“لأَنَّهُ جَاءَ يُوحَنَّا لاَ يَأْكُلُ وَلاَ يَشْرَبُ، فَيَقُولُونَ: فِيهِ شَيْطَانٌ. جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ، فَيَقُولُونَ: هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ وَشِرِّيبُ خَمْرٍ، مُحِبٌّ لِلْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ. وَالْحِكْمَةُ تَبَرَّرَتْ مِنْ بَنِيهَا».(متى 11: 18- 19)

نحتار فيما يطلبه الناس منّا والمثل المشهور عن جحا معروف، فسواء جحا يحب حماره ويشفق عليه فيجره دون أن يركبه فينعته الناس بالعتوه، كيف يركب الحمار وحينما ركب الحمار قالوا عنه كيف لا يشفق على الحمار ، وحين حما جحا الحمار على ظهره تهكم الجميع على قلة عقله.

كالريشة في مهب الريح يكون الشخص الذي لا يتحرك إلا بإيعاز من غيره، فالغير هو مجموعة لا نهائية من المواقف والتجليات يصعب كثيرًا على من لا هوية له ولا قرار مستقل له أن يلبي إحتياجات المحبطين بالسلب أكثر من حكمه على نفسه، وبالتالي من لديه الإستعداد الباطني في إرضاء الناس لن ينجح في إرضائهم لأنهم كثيرون وطلباتهم متناقضة تحركها أهواء متلاطمة أغلبها مندفعة للنيل ممن يحكمون عليه. ولكن يسوع كان شخصية مثيرة للجدل وبالتالي يصير من المفيد لنا أن ننظر إليه وهو يتفاعل مع كل الأشخاص الذين تابعوه والذين تبعوه.

ولأن يسوع كان يتحرك إنطلاقًا من رؤية واسعة وواضحة له، استطاع أن يتعامل مع آراء معاصريه المتلاطمة والمتناقضة لا بل والعنيفة بحكمة ومرونة وثبات.

“أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟».” (لو 2: 49) هذا هو الموقف التأسيسي لحركة يسوع فوق كوكبنا، كان إتحاده بالآب مجدًا وفي الوقت نفسه ملهمًا لتلاميذه ولمن حوله لم يأت يسوع لينفذ إرادة الفريسيين أو التلاميذ أو السامريين، جاء يسوع ليعلمنا جميعًا أن نقول: “ابانا الذي في السموات .. ليتقدس اسمك…” لذا عبر يسوع عن موقف معاصريه من رجال الدين لأن أحكامهم ورؤاهم كانت متقلبة ومتناقضة وفيها قدر من الجهل بمقتضيات الإيمان الحقيقي.

فإن أعلن يسوع أنه ابن “الانسان” قالوا عنه “فقد صوابه” وإن قال إنه “ابن الله” اتهم بالكفر والشرك بالله. “انه يجدف” فلا حاجة لنا إلى شهود إن مارس محبة الفقراء وشفاهم وفتح أعينهم قالوا عنه: “إنه يهيج الشعب ضد قيصر” وإن تعامل مع هيكل أورشليم على أنه “قدس الأقداس” فرضوا عليه الجزية، إذا جلس مع الفريسيين وأكل معهم إحتقروه وإتهموه بالسذاجة “لو كان هذا نبيًا لعلم أن تلك المرأة خاطئة” وإن أكل مع العشارين مثل متى وزكا إتهموه بأنه يجلس مع الخطأة.

لم تكن حياة يسوع “إما .. أو” بل كانت “لتكون فيهم الحياة ويكون لهم أفضل” “احملوا نيري، نيري خفيف”