stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

سميتكم أصدقائي – الأب وليم سيدهم

406views

نتسائل نحن المسيحيين عن موقعنا لدى يسوع المسيح، هل نحن تلاميذه أم عبيده (عبيد المسيح)، ‏أخوته، رسله. هل نحن أبناء الله أم أبناء المسيح؟ أم أصدقاء المسيح؟ بعض الأحيان نقع في حالة ‏التشويش هذه ولا ندري من نحن بالنسبة للآب أو الإبن أو للروح القدس.‏

وها هو يسوع المسيح في هذا المشهد، في خطبة الوداع يقول لنا: ‏‎”‎لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لأَنَّ الْعَبْدَ ‏لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي.” (يو 15: ‏‏15‏‎(‎‏ ‏

في واقع الأمر نحن كل ذلك، أبناء الله، أخوة يسوع، عبيد المسيح، رسله، تلاميذه. إلا أن كل لقب من ‏هذه الألقاب ترافقنا منذ طفولتنا حتى مماتنا. فحينما نكون أطفال نحتاج إلى أب وحينما نكبر قليلًا ‏نحتاج إلى أخ، وحينما نصل إلى سن البلوغ نكون سعداء بأن نكون تلاميذ يسوع، وحينما تظلم الدنيا ‏في وجهنا قد نكتشف أننا لا نستحق حتى أن نكون عبيدًا، لأننا خطاة وضعفاء ومع الوقت نكتشف أن ‏الله أرسل لنا المسيح ليحررنا من عبودية الخطيئة.‏

وكلما نتقدم في علاقتنا مع الله نكتشف أننا مهيأيين أن نكون أصدقاء لأننا نتوق إلى الحديث مع شخص ‏يسوع ونتأمل في كلماته الحية، وهنا نلتقي بما يقول يسوع لنا “سميتكم أصدقائي” لأننا نكون تعمقنا ‏مثل بطرس ويعقوب ويوحنا في معرفة شخص يسوع.‏

ورغم كل ذلك فإن حياتنا الروحية ليست خطًا مرتفعًا دائمًا إلى فوق بل هي تؤثر وتتأثر بما نعيشه في ‏كل طور من حياتنا من علاقاتنا المتعددة والمنغلقة وغالبًا ما يشوب هذه العلاقات بعض السلبيات.‏

وعليه فأحيانًا نفقد صداقتنا بيسوع فنضع أنفسنا عبيد، وأحيانًا أخرى تعتبر أنفسنا أخوة ليسوع فنرجع ‏معه إلى التضرع إلى الآب.‏

كل هذه الألقاب لن تستقر معنا ونشعر بثباتها إلا مع الوقت وممارسة التأمل. ‏