stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

صلاة الساعات ” 4 مارس – أذار 2021 “

267views

خميس الأسبوع الثاني من الزمن الأربعيني

صلاة السَحَر

• اللَّهُمّ † بَادِرْ إلى مَعونَتِي.
– يا رَبّ، أسْرِعْ إلى إغَاثَتِي.
المَجْدُ للآبِ وَالابْنِ، والرُّوحِ القُدُس
كَمَا كَانَ في البَدْءِ والآنَ وَكلَّ أوانٍ،
وإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
• يا ربِّ افتَحْ شَفَتّيَّ.
– ليُخبرَ فَمي بتسبحتِكَ.
أنتيفونة: للمسيحِ الرَّبِّ، الذي جُرِّبَ وتألَّمَ مِن أجلِنا، هَلمّوا نَسجُدْ.
المزمور ٩٩ (١٠٠)
فرح الصاعدين إلى الهيكل
الربّ يأمر المفتدين بالتغنّي بنشيد الظَفر (ق. أثناسيوس)
اِهتِفوا لِلرَّبِّ يا أَهلَ الأَرضِ جَميعًا †
اُعبُدوا الرَّبَّ بِالفرَح *
اُدخُلوا إِلى أَمامِه بِالتَّهْليل.
اِعلَموا أَنَّ الرَّبَّ هو الله †
هو صَنَعَنا ونَحنُ لَهُ *
نَحنُ شَعبُهُ وغَنَمُ مَرْعاه.
اُدخُلوا أَبْوابَهُ بِالشُّكْران †
ودِيارَهُ بِالتَّسْبيح *
اِحمَدُوهُ وبارِكوا اسْمَه.
فَإنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ وللأبدِ رَحمَتُهُ *
وإِلى جيلٍ فَجيلٍ أَمانَتُهُ.
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة: للمسيحِ الرَّبِّ، الذي جُرِّبَ وتألَّمَ مِن أجلِنا، هَلمّوا نَسجُدْ.
أنتيفونة ١: أيقِظْ جَبروتَكَ، يا رَبُّ،
وهلمَّ لخلاصِنا.
المزمور ٧٩ (٨٠)
افتقد كرمتك، يا ربّ
تعال، أيها الربّ يسوع (رؤيا ٢٢: ٢٠)
يا راعيَ إِسْرائيلَ، أَصغِ †
يا هادِيَ يوسُفَ كالقطيع *
يا جالِسًا على الكَروبينَ، أَشرِقْ
أَمامَ أَفْرائيمَ وبَنْيامينَ ومَنَسَّى *
أَيقِظْ جَبَروتَكَ وهَلُمَّ لِخَلاصِنا
اللَّهمَّ أَرجِعْنا *
وأَنِرْ علَينا بِوَجهِكَ فنَخلُص
أيُّها الرَّبُّ إلهُ القوات *
إلى مَتى تَغضَبُ على صَلاةِ شَعبِكَ؟
لقَد أَطعَمتَهم خُبزَ الدُّموع *
وسَقَيتَهم فَيضًا مِنَ العَبَرات
جَعَلتَنا مَثارَ نِزاعٍ لِجيرانِنا *
واستَهزَأَ بِنا أَعداؤنا
يا إلهَ القُوَّاتِ أَرجِعْنا *
وأَنِرْ علَينا بِوَجهِكَ فنَخلُص
مِن مِصرَ اقتَلَعتَ كَرمَةً *
ولتَغرِسَها طَرَدتَ أمَمًا
مَهَّدتَ لَها فأَصَّلَتْ أُصولَها *
ومَلأَتِ الأَرضَ
ظِلّها غَطَّى الجِبالَ *
وأَغصانُها أَرْزَ الله
إلى البَحرِ مَدَّت قُضْبانَها *
وإِلى النَّهرِ فِراخَها
لماذا كَسَرتَ سِياجَها *
فقَطَفَها كُلُّ عابِرِ سَبيل؟
خِنْزيرُ الغابِ أَتلَفَها *
ووَحشُ الحُقولِ رَعاها
إِرْجِعْ يا إِلهَ القُوات *
تَطلع مِنَ السَّماءِ وانْظُرْ
وافْتَقِدْ هذه الكَرمَة *
واحْمِ ما غَرَسَت يَمينُكَ
أَحرَقوها بِالنَّارِ كأَنَّها نُفاية *
مِن تَجَهّمِ وَجهِكَ يَهلِكون
لِتَكُن يَدُكَ على رَجُلِ يَمينكَ *
على ابنِ الإِنسانِ الَّذي أَيَّدتَه لَكَ
فلا نرتَدَّ عنكَ *
تُحْيينا فنَدْعوَ بِاسْمِكَ
أَيُّها الرَّبُّ إِلهُ القُوَّاتِ أَرجِعْنا *
أَنِرْ علَينا بِوَجهِكَ فنَخلُص
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة ١: أيقِظْ جَبروتَكَ، يا رَبُّ،
وهلمَّ لخلاصِنا.
أنتيفونة ٢: صَنَعَ الرَّبُّ عَظائمَ،
ليُعرَفْ ذَلِكَ في الأرضِ كُلِّها.
التسبحة أشعيا ١٢: ١-٦
ابتهاج القوم المفتدى
إن عطش أحدٌ، فليُقبل إليَّ (يوحنا ٧: ٣٧)
أَحمَدُكَ يا رَبَ لِأَنَّكَ غَضِبتَ علَيَّ *
لكِنِ ارتَدَّ غَضَبُكَ وعَزَّيتَني
هُوَذا اللهُ خَلاصي *
فأَطمَئِنُّ ولا أَفزَع
الرَّبُّ عِزِّي ونَشيدي *
لقد كانَ لي خَلاصًا
وتستَقونَ المِياهَ *
مِن يَنابيعَ الخَلاصِ مُبتَهِجين
وتَقولونَ في ذلك اليَوم:*
إحمَدوا الرَّبَّ وادْعوا بِاسْمِهِ
عَرِّفوا في الشُّعوبِ أَعْمالَه*
واذكُروا أَنَّ اسْمَهُ قد تَعالى
أَشيدوا لِلرَّبِّ فإِنَّه قد صَنَعَ عَظائمَ *
لِيُعَرِّفْ ذلك في الأَرضِ كُلِّها
إِهتِفي وابتَهجي يا ساكِنَةَ صِهْيون *
فإِنَّ قُدُّوسَ إِسْرائيلَ في وَسَطِكِ عَظيم
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة ٢: صَنَعَ الرَّبُّ عَظائمَ،
ليُعرَفْ ذَلِكَ في الأرضِ كُلِّها.
أنتيفونة ٣: هلِّلوا لله عزَّتنا.
المزمور ٨٠ (٨١)
احياء ذكرى العهد
احذروا أن يكون لأحدكم قلب شرير،
تردّه قلّة إيمانه عن الله الحيّ (إلى العبرانيين ٣: ١٢)
هَلِّلوا للهِ عِزَّتِنا *
إِهتِفوا لإِلهِ يَعْقوب
خُذوا في العَزْفِ واضرِبوا بِالدُّف *
وبِالكِنَّارةِ الرَّخيمةِ والعود
أُنفُخوا في البوقِ عِندَ رأسِ الشَّهْر *
وفي أَوانِ البَدْرِ لِيَومِ عيدِنا
فإِنَّه فَريضَةٌ على إِسْرائيل *
وحُكمٌ لإِلهِ يَعْقوب
جَعَلَه شَهادةً في يوسُف *
عِندَ خُروجِه على أَرضِ مِصْر
سَمِعتُ لسانًا لم أَكُنْ أَعرِفُه: †
«حَطَطتُ الَحِمْلَ عن كاهِلِه *
وانْصَرَفَتْ يَداهُ عنِ القُفَّة
في الضِّيقِ دَعَوَتني فأَنقَذتُكَ †
مِن حِجابِ الرَّعدِ اْستَجَبتُ لَكَ *
عِندَ مياهِ مَريبةَ اْمتَحَنتُكَ
إِسمع يا شَعْبي فأُشهِدَ علَيكَ *
يا إِسْرائيلُ لو اسْتَمَعتَ لي
لا يَكُنْ عِندَكَ إِلهٌ غَريب *
ولا تَسْجُدْ لإِلهٍ دَخيل
لأَنَّي أَنا الرَّبُّ إِلهُكَ †
الَّذي أَصعَدَكَ مِن أَرضِ مِصْر *
فأَوْسِعْ فَمَكَ لأَملأَه
لَكِنَّ شَعْبي لم يَسْمعَ لِصَوتي *
وإِسْرائيلَ لم يُرِدْني
فأَسلَمتُهم إِلى إِصْرارِ قُلوبِهم *
يَسيرونَ على هَواهم
لو سَمعِ لي شَعْبي *
وسَلَكَ إِسْرائيلُ طُرُقي
لَأَذْلَلْتُ في لَمْحِ البَصَرِ أَعْداءَهم *
ورَدَدتُ يَدي على مُضايِقيهم
ولَتَمَلَّقَ لَه مُبغِضو الرَّبِّ *
وكانَ ذلك مَصيرُهم لِلأبد
مِن لُبابِ الحِنطَةِ أَطعَمتُه *
ومِن عَسَلِ الصَّخرَةِ أَشبَعتُه»
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة ٣: هلِّلوا لله عزَّتنا.
القراءة رومة ٨: ١٨-٢١
صُنْ شعبَكَ وميراثَكَ، يا رَبُّ. لِتَكُنْ عَيناكَ مَفتوحتَين نحوَ تضرُّعِ عبدِكَ وتَضَرُّعِ شَعبِكَ إسرائيلَ، لتسمَعْ إليهِ في كُلِّ ما يَدعوكَ فيهِ، لأنَّكَ أنتَ أَفرَدْتَهُ لكَ ميراثاً مِن بَين جَميعِ شُعوبِ الأرض.
الردّة
• مِن أشْرَاكِ الصَّيَّادِ * الرَّبُّ يَقيني
•• مِن أشْرَاكِ الصَّيَّادِ * الرَّبُّ يَقيني
• ومِنَ الوَبَاءِ المُؤَدّي إلى الهَلَاك
•• الرَّبُّ يَقيني
• المجدُ للآبِ والابنِ، والرُّوحِ القُدُس
•• مِن أشْرَاكِ الصَّيَّادِ * الرَّبُّ يَقيني
القراءة الأولى
من سفر الخروج ١٨: ١٣-٢٧
أقام موسى القضاة
وَلَمَّا كَانَ الغَدُ، جَلَسَ مُوسَى لِيَقضِيَ لِلشَّعبِ، فَوَقَفَ الشَّعبُ قُربَهُ مِنَ الصَّبَاحِ حَتَّى المَسَاءِ.
فَلَمَّا رَأَى حَموُ مُوسَى كُلَّ مَا يَصنَعُ لِلشَّعبِ، قَالَ: “مَا هَذَا الَّذِي أَنتَ تَصنَعُهُ لِلشَّعبِ، وَمَا بَالُكَ جَالِسًا وَحدَكَ وَكُلُّ الشَّعبِ وَاقِفٌ أَمَامَكَ مِنَ الصَّبَاحِ حَتَّى المَسَاءِ”؟
فَقَالَ مُوسَى لِحَميِهِ: “إِنَّ الشَّعبَ يَأتِي إِلَيَّ لِيَستَشِيرَ اللهَ. فَإِذَا كَانَتْ لَهُ قَضِيَّةٌ يَأتِينِي، فَأَقضِي بَينَ الرَّجُلِ وَصَاحِبِهِ، وَأُعَرِّفُهُم فَرَائِضَ اللهِ وَشَرَائِعَهُ”.
فَقَالَ لِمُوسَى حَموُهُ: “لَيسَ مَا تَصنَعُهُ بِحَسَنٍ. فَإِنَّكَ، وَلا شَكَّ، تُنهِكُ نَفسَكَ كَثِيرًا أنتَ وَهَذَا الشَّعبَ الَّذِي مَعَكَ أَيضًا، لأَنَّ هَذَا الأَمرَ فَوقَ طَاقَتِكَ، وَلا تَستَطِيعُ أن تَتَوَلاَّهُ وَحدَكَ. وَالآنَ اسمَعْ مِنِّي مَا أَنصَحُكَ بِهِ، فَيَكُونَ اللهُ مَعَكَ. كُنْ أَنتَ لِلشَّعبِ أَمَامَ اللهِ وَتَرفَعُ أَنتَ القَضَايَا إِلَيهِ. وَتُنَبِّهُهُم إلَى الفَرَائِضِ وَالشَّرَائِعِ، وَتُعَرِّفُهُم الطَّرِيقَ الَّذِي يَسلُكُونَهُ وَالعَمَلَ الَّذِي يَعمَلُونَهُ. وَأَنتَ فَاختَرْ مِن كُلِّ الشَّعبِ أُنَاسًا مَهَرَةً أَتقِيَاءَ للهِ أَهلاً لِلثِّقَةِ يَكرَهُونَ الكَسبَ. وَتُقِيمُهُم عَلَيهِم رُؤَسَاءَ أَلفٍ وَمِئَةٍ وَخَمسِينَ وَعَشَرَة. فَيَقضُونَ لِلشَّعبِ فِي كُلِّ وَقتٍ وَيَرفَعُونَ إِلَيكَ كُلَّ قَضِيَّةٍ هَامَّةٍ، وَكُلُّ قَضِيَّةٍ صَغِيرةٍ هُم يَقضُونَ فِيهَا. وَخَفِّفْ عَن نَفسِكَ، وَهُم يَحمِلُونَ مَعَكَ. فَإن أَنتَ فَعَلْتَ هَكَذَا وَأَمَرَكَ اللهُ بِأَمرٍ، أَمكَنَكَ الثَّبَاتُ، وَهَذَا الشَّعبُ كُلُّهُ يَنصَرِفُ إلَى مُقَامِهِ بِسَلامٍ”.
فَسَمِعَ مُوسَى لِقَولِ حَميِهِ وَفَعَلَ كُلَّ مَا قَالَ لَهُ. فَاختَارَ مُوسَى أُنَاسًا مَهَرَةً مِن كُلِّ إِسرَائِيل، فَأَقَامَهُم رُؤَسَاءَ عَلَى الشَّعبِ: رُؤَسَاءَ أَلْفٍ وَمِئَةٍ وَخَمسِينَ وَعَشَرَة. فَكَانُوا يَقضُونَ لِلشَّعبِ فِي كُلِّ وَقتٍ، وَكُلُّ قَضِيَّةٍ عَوِيصَةٍ يَرفَعُونَهَا إلَى مُوسَى، وَكُلُّ قَضِيَّةٍ صَغِيرَةٍ يَقضُونَ هُم فِيهَا.
ثُمَّ صَرَفَ مُوسَى حَمَاهُ، فَذَهَبَ إلَى أَرضِهِ.
الردة عدد ١١: ٢٥؛ خروج ١٨: ٢٥
• نَزَلَ الرَّبُّ فِي الغَمَامِ وَخَاطَبَ مُوسَى، وَأخَذَ مِن الرُّوحِ الَّذِي عَلَيهِ، وَأَحَلَّهُ عَلَى الرِّجَالِ السَّبعِينَ أي الشُّيُوخِ. فَلَمَّا استَقَرَّ الرُّوحُ عَلَيهِم تَنَبَّأُوا، إلاّ أنَّهم لَم يَستَمِرُّوا.
• فَاختَارَ مُوسَى أنَاسًا مَهَرَةً، فَأقَامَهُم رُؤسَاءَ عَلَى الشَّعبِ.
• فَلَمَّا استَقَرَّ الرُّوحُ عَلَيهِم تَنَبَّأُوا، إلاّ أنَّهُم لَم يَستَمِرُّوا.
القراءة الثانية
من كتابات القديس هيلاريوس الأسقف في المزامير
(مزمور ١٢٧، ١- ٣: CSEL ٢٤، ٦٢٨- ٦٣٠)
في مخافة الله الحقيقية
“طُوبَى لِجَمِيعِ الَّذِينَ يَتَّقُونَ الرَّبَّ، وَفِي سُبُلِهِ يَسِيرُونَ” (مزمور ١٢٧: ١). كُلّما وردَ الكلامُ في الكتابِ المقدَّسِ على مخافةِ الله، يجبُ أن نلاحظَ أنَّ الكلامَ لا يبقى محصورًا على المخافةِ وحدَها، وكأنّها تَكفِي لكمالِ إيمانِنا، بل يُضافُ إليها أو يَسبِقُها أمورٌ كثيرةٌ تُكمِّلُ معنى المخافةِ وتُتمِّمُها. ونعرفُ ذلك مثلًا ممّا جاءَ في سفرِ أمثالِ سليمان حيث قال: “إن نَادَيْتَ الفِطنَةَ، وَأطلَقْتَ إلَى الفَهمِ صَوتَكَ، إنِ التَمَسْتَهُ كَالفِضَّةِ وَبَحَثْتَ عَنهُ كَالدَّفَائِنِ، فَحِينَئِذٍ تَفطَنُ لِمَخَافَةِ الرَّبِّ” (أمثال ٢: ٣-٥).
إنّنا نرى هنا أمورًا كثيرةً سبقَتْ، حتى يَصِلَ المرءُ إلى مخافةِ الله.
يجبُ أوّلا الابتهالُ إلى الحكمة. ثم يُفوَّضُ العقلُ للنَّظرِ في الأمر. ثم يجبُ البحثُ والتعمُّقُ في الحكمة. وبعدَ ذلك يمكنُنا أن نُدرِكَ مخافةَ الله. وأمّا بحسبِ طريقةِ المعرفةِ العامّةِ للفَهمِ البشريِّ فلا يُرَى الأمرُ كذلك، في ما يختصُّ بالمخافة.
فالخوفُ هو ارتعاشٌ ناجمٌ عن ضعفِ الإنسانِ الذي يخشى دائمًا أن يُصيبَه ما لا يُريد. يتنبَّهُ هذا الخوفُ فينا ويثورُ عندما نُحِسُّ بخطإ فينا، أو حينَ نواجِهُ مَن هو أرفعُ مِنّا، أو إذا هاجمَنا قويٌّ، أو تعرَّضْنا لمرضٍ، أو واجَهَنا حيوانٌ مفترسٌ، أو أيُّ هوًى شِرِّير.
ليسَتْ هذه هي المخافةَ التي نعلّمُها، إنما ينجُم هذا الخوفُ من عَجزٍ في الطَّبيعة. ولا حاجةَ لأن نتعلَّمَ ما يجبُ أن نخافَ منه، لأنَّ الأمورَ المُرعِبَةَ تَصُبُّ تِلقائيًّا رُعبَها فينا.
وأمّا عن مخافةِ اللهِ فقد كُتِب: “هَلُمُّوا، أيُّهَا البَنُون، وَلِي استَمِعُوا، مَخَافَةَ الرَّبِّ أُعَلِّمُكُم” (مزمور ٣٣: ١٢). فما يجبُ أن نتعلَّمَه هو مخافةُ الله، لأنَّ المخافةَ بحاجةٍ إلى تعليم. ولا نتعلَّمُ بالرُّعبِ بل بالمعرفة. وهذه المعرفةُ لا تبدأُ بارتعاشٍ في الطَّبيعةِ، بل بالمحافظةِ على الوصايا وبأعمالِ السِّيرةِ الحسنةِ وبمعرفةِ الحقيقة.
وتقومُ مخافةُ اللهِ في نظَرِنا بمحبَّةِ الله، والمحبَّةُ الكاملةُ تكمِّلُ المخافة. وتقومُ محبَّتُنا بما هو خاصٌّ بها، أي بالإصغاءِ إلى التَّنبيهات، وبالطَّاعةِ للأوامر، والثِّقةِ بمواعدِ الله. وَلْنَستمِعْ إلى الكتابِ يقول: “وَالآنَ، يَا إسرَائِيلُ، مَا الَّذِي يَطلُبُهُ مِنكَ الرَّبُّ إلَهُكَ إلا أن تَتَّقَيَ الرَّبَّ إلَهَكَ سَائِرًا فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ وَمُحِبًّا إيَّاهُ، وَعَابِدًا الرَّبَّ إلَهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ وَكُلِّ نَفسِكَ، لِكَي تُصِيبَ خَيرًا” (تثنية ١٠: ١٢).
إنَّ طُرُقَ الربِّ كثيرة، مع أنَّه هو نفسُه الطَّريق. فعندما يتكلَّم على نفسِه يُسمِّي نفسَه الطَّريق، ويبيّنُ لماذا يُسمِّي نفسَه الطَّريقَ حينَ يقول: “لا يَمضِي أحَدٌ إلَى الآبِ إلا بِي” (يوحنا ١٤: ٦).
يجبُ أن نميِّزَ بينَ الطُّرُقِ الكثيرة، ونبحثَ في أمورٍ شتَّى، حتى نجدَ الطَّريقَ الواحدةَ الصَّالحة. وبعد البحثِ والتَّفكيِر في العللِ والأسبابِ الكثيرة نجدُ الطَّريقَ الواحدةَ المؤدّيةَ إلى الحياةِ الأبديّة. هناك طُرُقٌ بحسبِ الشَّريعة، وطُرُقٌ بحسبِ النُّبُوءات، وطُرُقٌ بحسبِ الأناجيل، وطُرُقٌ بحسَبِ الرُّسُل، وطُرُقٌ بحسَبِ العملِ بمختلَفِ الوصايا، وطوبى لمن يسيرُ فيها بمخافةِ الله.
الردة بن سيراخ ٢: ١٦؛ لوقا ١: ٥٠
• إنَّ المُتَّقِينَ لِلرَّبِّ يَبتَغُونَ مَرضَاتَهُ، وَالمُحِبِّينَ لَهُ يَشبَعُونَ مِنَ الشَّرِيعَةِ.
• وَرَحمَتُهُ مِن جِيلٍ إلَى جِيلٍ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ.
• وَالمُحِبِّينَ لَهُ يَشبَعُونَ مِنَ الشَّرِيعَةِ.
أنتيفونة تسبحة زكريا:
يا بُنيَّ، تذكّر أنك نِلت خيراتك في حياتك، ونال لعازر البلايا.
التسبحة الإنجيلية لزكريا لوقا ١: ٦٨ – ٧٩
المسيح والمعمدان سابقه
مُبارَكٌ الرَّبُّ إِلهُنا *
لأَنَّهُ افتَقَدَ وصَنَعَ فِدَاءً لشَعبِهِ
وَأَقامَ لَنا قَرْنَ خَلاصٍ *
في بَيتِ داوُدَ فَتاهُ
كَما تَكَلَّمَ على أفواهِ أَنِبيائِهِ القدِّيسين *
الَّذِين هُم مُنذُ الدَّهر:
بأنْ يُخَلِّصَنا مِن أَعدائِنا *
وَمِن أَيدِي جَميعِ مُبغِضينا
ليَصنَعَ رَحمَةً إلى آبائِنا *
ويذْكُرَ عَهدَهُ الـمُقَدَّس
القَسَمَ الَّذي حلَفَ لإِبراهيمَ أَبينا *
أَن يُنعِمَ علَينا
بأَن نَنجُوَ مِن أَيدِي أَعدائِنا *
فَنعبُدَه بلا خَوفٍ
بالقداسَةِ والبِرِّ *
جَميعَ أَيَّامِ حَياتِنا
وأَنتَ أَيُّها الصَّبيُّ نَبِيَّ العَلِيّ تُدعى *
لأَنَّكَ تَسبِقُ أَمامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ
وتُعطِيَ شَعبَه عِلْمَ الخَلاصِ *
لمَغفِرَةِ خَطاياهُمْ
بِأحشاءِ رَحمَةِ إِلهِنا *
الذي افتَقَدَنا بِهَا المُشرِقُ مِنَ العَلاء
ليُضيءَ للجالسِينَ في الظُّلْمَةِ وَظِلالِ الـمَوت *
ويُرشِدَ أقدامَنا إلى سَبيلِ السَّلامة
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة تسبحة زكريا:
يا بُنيَّ، تذكّر أنك نِلت خيراتك في حياتك، ونال لعازر البلايا.
الأدعية
لقد علَّمنا المسيحُ أنَّ اللهَ أبٌ لنا. فلنَتَضرَّعُ إليه قائلين:
اللَّهمَّ، اذكُرْ أنَّنا أبناؤك.
أفهمنا سرّ كنيستك المقدسة،
– إنّها علامة خلاصٍ لنا وللناس أجمعين.
يا مُحبّ البشر، لنُسهم بحولك في بناء المجتمع البشري،
– ونطلب الملكوت في كل ما نحن فاعلون.
لنعطش إلى المسيح،
– إنه ينبوع الماء الحيّ.
ارحمنا واصفح عن زلاّتنا،
– وسدِّد خُطانا لسبيل البرّ والإخلاص.
أبانا الَّذي في السَّمواتِ:
لِيَتَقَدَّس اسْمُكَ؛
لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ؛
لِتَكُنْ مَشيئَتُكَ، كَما في السَّماءِ كَذَلِكَ عَلى الأرض.
أَعطِنا خُبزَنا كَفافَ يَومِنا؛
واغفِرْ لَنا خَطايانا،
كَما نَحنُ نَغفِرُ لِمَن أخْطَأَ إِلَيْنا،
ولا تُدْخِلْنا في التَّجارِبِ،
لَكِن نَجِّنا مِنَ الشِّرِّير.
الصلاة
اللّهم، أَنتَ الذي تُحِبُّ القداسة وتَرُدُّها إِلى مَن حادوا عنها † إِهدِ إِليك قلوبَ عِبادِك، وأَيِّدنا بروحِك القدّوس * فنرسخَ في الايمان، ولا نتَوانى في العمل. بربِّنا يسوع المسيحَ ابنكَ * الإله ُالحي المالك معك ومع الروح القدس † إلى دهرٍ الدهور.
البركة
١) إذا حضر الصلاة كاهن أو شماس:
• الرَّبُّ مَعَكُم.
– وَمَعَ رُوحِكَ أيضًا.
• بارَكَكُم الله القادِرُ على كُلِّ شَيء: الآبُ والابنُ † والرُّوحُ القُدُس.
– آمين.
• اذْهَبوا بِسَلامِ المَسِيح.
– الشُّكْرُ لله.
٢) إذا لم يحضر الصلاة كاهن أو شماس:
• بارَكَنا الرَّبُّ، وحَفِظَنَا مِن كُلّ شَرٍّ، وبَلَغَ بِنا الحياةَ الأبدية.