stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

كتابات القراء

ضرورة تكريم العذراء مريم

6.7kviews

148629_444387312454_67224222454_5940332_377889_n

” بما أنّ الله قد منحَ مريم ثمرة خلاصنا ، فلا رجاء ولا نِعَمْ ولا خلاص لنا بدونِها ” ( القديس برنردُس )

الأبوة الإلهية وأمومة مريم : أجل إن الله أشرك أهل السماء فيما اختاره لهم  من قداسته ومحبته ، وأشرك أهل الأرض فيما قدّر لهم من علمه وقدرته  ، لكنه لم يشرك أحداً في شيء من أبوته الإلهية إلاّ مريم في أمومتها المجيدة ، ” لا تخافي يا مريم ، فقد نِلتِ حُظوةً عند الله . فستحمِلينَ وتلدينَ ابناً فسمِّيهِ يسوع ” ( لوقا ١ : ٣٠ – ٣١ ) ، فقد نالت الشرف العظيم ، والسر العجيب الذي حيّا به مريم في ولادتها لإبنه الإلهي . وكوّنها لتكون  أُماً للكلمة ، ابن الله المتأنس ، قد أعطاها قوة كبيرة من الطبيعة الإلهية ، ”  إنّ الرُّوحَ القُدُسَ سينزِلُ عليكِ وقُدرَةَ العَلِيِّ تُظَلِلُّكِ ، لذلكَ يكونُ المولودُ قٰدُّوساً وابنَ اللهِ يُدعى ” ( لوقا ١ : ٣٥ ) ، كما قال المعلّم الملائكي المستنير الفهم القديس توما الأكويني : ” طوبى للبتول فإنها قد اكتسبت مصاهرة روحية مع الله نظراً إلى كونِها أُمّاً للمسيحِ الإله . فلتصمت إذاً الخليقة جمعاء أمام عظمة البتول القديسة مقدرة لها سمو مقامها وعظمة مجدها ” . 

لا يصل أحد إلى الابن إلاّ بالأُم ثمرة خلاصنا :

ونحن لا نقدّم لها الإكرام الفائق من أجل سموها وعظمتها فقط ، بل من أجل فاعليتها بخلاصنا ايضاً . فكُلُّنَا نرغب جيداً أن نكون من مصاف المختارين ، إلاّ أنه لا ينال أحد الخلاص إلا بالمسيح يسوع  ، لأنه لا يستطيع أحد الوصول إلى الآب إلاّ بالابن ، كما لا يصل أحد إلى الابن إلاً بالأم . وقد أجمع كل الآباء والقديسين على أن جميع النِعم توزّع علينا على يدي مريم البتول .

فتكريمها إذاً ضروري للخلاص . وبهذا المعنى قال القديس برنردُس : ” بما أن الله قد منح مريم ثمرة خلاصنا فلا رجاء ولا نِعَمْ ولا خلاص لنا بدونِها . وقد سأل القديس بطرس داميان قائلاً ” لماذا لا يتجسّد ابن الله في أحشاء مريم قبل أن يأخذ رضاها ؟ وأجاب هو بنفسه على سؤاله بقوله المشهور : ” ذلك لأمرين : الأول ليُلزِمُنا بأداء المعروف لها .            والثاني :  لكي يعلمنا أن خلاص العالم بأسرِهِ مرتبطٌ بها ” .

ثمّ ان إكرام مريم فضلاً عن أنه يكون لها عربون خلاص أبدي ، فهو لنا ينبوع خيرات وبركات سامية زمنية وروحيّة ، لان لها في السماء قوة الإلتماس ، لا بل قوّة الأمر، وأنها لا تترك أفعال محبّيها تذهب سُدى وبدون مكافأة . بل إنها تجازيهم بأفضل مما كرّموها به كثيراً .

المطران كريكور اوغسطينوس كوسا

أسقف الإسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك