stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذِي حَمَلَكَ – الأب وليم سيدهم

663views

طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذِي حَمَلَكَ

صرخت إمرأة من الجموع المحيطة بيسوع مهللة «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذِي حَمَلَكَ وَالثَّدْيَيْنِ اللَّذَيْنِ ‏رَضِعْتَهُمَا».”… (لو 11: 27-36) وكان رد يسوع سريعًا “أَمَّا هُوَ فَقَالَ: «بَلْ طُوبَى لِلَّذِينَ ‏يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ وَيَحْفَظُونَهُ».” (لو 11: 28).‏

نعم، لقد كان للنساء رأي في يسوع، ألم يحدثنا الكتاب المقدس عن مريم المجدلية وسالومي وكثير من ‏النساء اللاتي كنّ يتبعن يسوع مثلهن مثل التلاميذ.‏

إن تهليل المرأة في الواقع كان موجهًا للعذراء مريم أم يسوع وهذا التهليل والفرح التابع من إصغاء هذه ‏المرأة وغيرها لما كان يتحدث به يسوع يذكرنا بموقف اليصابات حينما زارتها مريم العذراء حينما ‏كانت مريم حامل في يسوع إذ قالت اليصابات “فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ فَهُوَذَا حِينَ ‏صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي.” (لو 1: 43- 44)، والملاك ‏جبرائيل في بشارته لمريم قال “فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. ‏مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ».” (لو 1: 28) هؤلاء من تحدث عنهم يسوع “الذين يعملون بمشيئة الله ‏وأولهم هي أمه العذراء مريم.‏

وحينما جاءت مريم لزيارة يسوع وهو يقوم بإلقاء تعاليمه للجموع لم يتواني يسوع في الرد على من ‏أخبروه “«هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجًا طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ».” (مت 12: 47) فقال وهو ‏ينظر إلى الجموع المحيطة به “فَأَجَابَ وَقَالَ لِلْقَائِلِ لَهُ: «مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟» ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ ‏نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتي. لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي ‏وَأُخْتِي وَأُمِّي». ‏

لقد عاش يسوع بيننا في حياته البشرية وتعرض للنقد والتوبيخ والإحتقار من الكتبة والفريسيين ‏وأتباعهم، كما تعرض للمديح والتهليل وإصطفت حوله الجموع وفي كلا الحالتين تصرف يسوع كما ‏يليق بإنسان مملوء بالنعمة مسكون بالروح القدس ومتحدًا بأبيه السماوي مما عصمه من الخطيئة.‏

والخطيئة كما نعرفها هي الإنفصال عن الله الآب والخيانة لجنس البشر. ما عدا ذلك فهو جاع وعطش ‏نام واستقيظ تعب وفرح وحزن وخاف من الموت حينما قربت ساعة إنتقاله من هذا العالم.‏
فعل كل ذلك حبًّا فينا ورغبة مطلقة في تحريرنا من ضعفنا ووضعنا على طريق الخلاص، ولذلك ‏نغبطه ونتهلل مع المرأة قائلين “طوبى للبطن الذي حملك”‏