stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

عَمِلنا ليلًا ونهارًا – الأب وليم سيدهم

674views

عَمِلنا ليلًا ونهارًا

يقول القديس بولس في رسالته الثانية لأهل تسالونيكي “إِذْ أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يُتَمَثَّلَ بِنَا، لأَنَّنَا ‏لَمْ نَسْلُكْ بِلاَ تَرْتِيبٍ بَيْنَكُمْ، وَلاَ أَكَلْنَا خُبْزًا مَجَّانًا مِنْ أَحَدٍ، بَلْ كُنَّا نَشْتَغِلُ بِتَعَبٍ وَكَدٍّ لَيْلًا وَنَهَارًا، لِكَيْ ‏لاَ نُثَقِّلَ عَلَى أَحَدٍ مِنْكُمْ. “لَيْسَ أَنْ لاَ سُلْطَانَ لَنَا، بَلْ لِكَيْ نُعْطِيَكُمْ أَنْفُسَنَا قُدْوَةً حَتَّى تَتَمَثَّلُوا بِنَا.” (2 ‏تس 3: 7 -9) ‏

حينما نتأمل اليوم في هذا النص يتوارد على ذهننا عدد العاطلين والمتنطعين الذين يتخذون من كنائسنا ‏مكانًا للتسلية أو مكانًا للإرتزاق بحجج كثيرة أولها أنهم “أبناء الكنيسة” وثانيهم أن “الكنيسة مكانًا ‏للجميع” أو أن هذا المكان يجب أن يكون مفتوحًا ليلًا ونهارًا لإستقبالهم وأمثالهم. النقطة الثانية هي ‏صورة الراعي أو الكاهن في هذه الكنائس، غني عن البيان أن رعاة اليوم في غالبيتهم عينوا ليقيموا ‏الذبيحة ويمارسون أسرار العماد والزواج بالإضافة إلى الجنازات وغيرها من الطقوس، وبالتالي فلا ‏وقت لهم لعمل شيء آخر إلا أن في ثنايا هذه الطقوس تتعدد الأطباق لجمع النقود من الترددين على ‏الكنيسة. وهنا يكمن مربط الفرس.‏
لكي يضمن الراعي حصيلة وفيرة من النقود عليه أن يعد غنمه أي رعاياه وهذا يختلف من بيئة إلى ‏أخرى ومن قرية إلى قرية ومن مدينة إلى مدينة، ويزيف الكهنة وعي الناس حينما يتبارون في تكفير ‏أو هرطقة الكنائس الأخرى، وبالتالي على الجميع أن يصلوا في كنيستنا ولا يتغيبوا ولا يتأخروا في ‏حضور القداس (ولا يتأخروا على مرور الطبق).‏

أين نحن من كلام القديس بولس “إقتدوا بي”؟ إذن ما الذي يمنع الكاهن أن يقتدى به الشباب والشابات ‏والكبار والصغار؟ ‏
بقي الصوت المجلجل في القداس، الفرح المليء بالترانيم عالية النبرة، العظة التى غالبًا ما تصب في ‏خانة زجر المؤمنين وتخوفهم من نار جهنم والويل لمن لا يحضر القداس ويمارس الطقوس.‏

وإذا إكتشفنا أن أغلب الرعاة والكهنة ينقصهم التكوين العقلاني ودراسة الفلسفة وعلوم اللاهوت ‏بفروعها المختلفة والإنفتاح على الأدب وعلى الفلسفة وعلم الإجتماع فإننا نحزن على مصير ومآل ‏ملايين الشباب والشابات الذين يقعون فريسة الخوف والإحساس بالذين إذا لم يطيعوا هؤلاء الرعاة. ‏وبينما كان بولس الرسول متضلعًا في الكتاب المقدس والفلسفة اليونانية نجد كهنة اليوم هم من يصفهم ‏الكتاب المقدس بالقادة العميان، وكيف يقود أعمى أعمى آخر:«هَلْ يَقْدِرُ أَعْمَى أَنْ يَقُودَ أَعْمَى؟ أَمَا ‏يَسْقُطُ الاثْنَانِ فِي حُفْرَةٍ؟”… (لو 6: 39-49) ‏

إن غياب القدوة هو أول لبنة في تحضير ملحدين خلال العشر سنوات القادمة لأن ضحالة ما يحصلون ‏عليه من كهنتهم يجعل أى حجة قوية وعقلانية تهدم ايمان الكثيرين من الشباب.‏