stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

« فبَقِيَ عِندَه واحِدٌ وهو ابنُه الحَبيب » – القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم

341views

القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة
العظة 11 حول الرسالة الثانية إلى أهل كورنتُس

« فبَقِيَ عِندَه واحِدٌ وهو ابنُه الحَبيب »

“هذا كُلُّه مِنَ اللهِ الَّذي صالَحَنا بِالمسيح وأَعْطانا خِدمَةَ المُصالَحَة” (2كور 5: 18). أبرز لنا القدّيس بولس عظمة الرُّسل من خلال إظهار الخدمة الموكلة إليهم في إطار يبيّن لنا محبّة الله الّتي أحبّنا بها. لم يطلق الله العنان لغضبه بعد أن رفض البشر أن يسمعوا لمن أرسله، ولم يرذلهم أبدًا؛ بل ثابر على دعوتهم إليه من خلال الرسل…

“ذلك بِأَنَّ اللهَ كانَ في المَسيحِ مُصالِحًا لِلعالَم وغَيرَ مُحاسِبٍ لَهم على زَلاَّتِهم، ومُستَودِعًا إِيَّانا كَلِمَةَ المُصالَحَة.” (2كور 5: 19). لا نقوم نحن بعمل مُضنٍ، بل نسعى وحسب من أجل أن يصبح البشر بأجمعهم أصدقاء الله. قال الربّ: حتّى لو لم يسمعوا، ثابروا على حثّهم حتّى يؤمنوا. لهذا أضاف بولس: “فنَحنُ سُفَراءُ في سَبيلِ المسيح وكأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِأَلسِنَتِنا. فنَسأَلُكُم بِاسمِ المسيح أَن تَدَعوا اللّهَ يُصالِحُكُم” (2كور 5: 20)…

بما يمكن أن نقارن هذه المحبّة العظيمة؟ بعد أن بادَلْنا إحسانه إلينا بالإهانة، لم يؤدّبنا بل أعطانا ابنه ليصالحنا معه. ولكنّ البشر برفضهم تلك المصالحة قادوه إلى الموت. أمّا الله، فقد أرسل سفراء ليحثّهم، بل ومن خلالهم ترجّاهم هو نفسه. فإنّه هو من قال دائمًا: “تصالحوا مع الله”، ولم يقل: “صالحوا الله معكم”. ليس هو من رفضنا، بل أنتم الّذين تأبون أن تكونوا أصدقاءه. هل يمكن لله أن يكره أحدًا؟