stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

موتنا معه بالمعمودية – الأب وليم سيدهم

371views

ما معنى أن يقول القديس بولس: “أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ، فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ؟

لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ، نَصِيرُ أَيْضًا بِقِيَامَتِهِ.” (رومية 6: 3-5)

علينا أن نتذكر أن القديس بولس كتب هذه الرسالة إلى مؤمنين بالغين كانوا إما يهود أو وثنيين تتراوح أعمارهم بين الثلاثين سنة إلى ما فوق الستين، فكلمة “معمودية” هنا لا تقصد الأطفال المعمدون بحصر المعنى، بل كانت تقصد الشباب والبالغين رجالًا ونساءً الذين عاصروا بولس الرسول واتخذوا قرارًا حرًا بمليء إراداتهم بتغيير حياتهم وحياتهن القديمة، واعتمدوا ليصيروا مسيحيين بكل ما تعني هذه الكلمة من الامتناع عن السجود للأباطرة الرومان بصفتهم آلهة. أو عبادة أي آلهة أخرى غير يسوع المسيح ويمتنعوا عن الممارسات التي كانت تستدعي السجود والتبخير للإمبراطور وغير ذلك مما يتناقض مع إيمانهم الجديد.

فالمعمودية كانت في البداية للكبار وليست للأطفال. بعدها قام المؤمنون الأولون فيما بعد بتعميد أطفالهم حتى يضمنوا أنهم يصبحون أعضاء جُدد في جسد المسيح الذي هو الكنيسة.

أما الموت الذي يحدث للمُعمد بتغطيته في الماء أو رشه بالماء فهو إشارة لموت المسيح على الصليب كما هو إشارة على ما يرمز له الماء أحيانًا بخطر الغرق كما حدث في الطوفان، او كما حدث مع يونان وخاصة ما حدث للشعب العبراني حينما عبروا البحر الأحمر بذراع قوية.

منذ ثمانينات القرن العشرين انتشرت في أوروبا عادة عدم تعميد الأطفال منذ ولادتهم، السبب المُعلن هو إعطاء الفرصة للأطفال حتى يكبروا إلى سن الثامنة عشر في ما فوق حتى يختاروا بمليء حريتهم الايمان بالمسيح دون فرض ذلك عليهم وعليهن، إن أسباب ظهور هذا الموقف هو النقد العنيف الموجه للكنيسة وللإيمان بالمسيح الوراثي وخروج آلاف وملايين الأسر المسيحية من مواقفهم التقليدية في الغرب من هذه الطريقة التقليدية واليوم نرى مئات الباللغين والبالغات يتقدمن إلى سر المعمودية المقترن بالتوبة بعد أن شعروا بأهمية الحياة المسيحية لهم في فرنسا والمانيا ودول أوروبا.

أما نحن في مصر والشرق عمومًا فلازالت الكنيسة تعمد الاطفال وترفض انتظار بلوغهم على الرغم من ظاهرة ابتعاد الشباب والعائلات الشابة من معطف الكنيسة بسبب مواقفها المتزمتة والإزدواجية.

نعم للمعمودية ولكن على شرط أن يسمح المناخ العائلي والكنسي بنمو ايمان هؤلاء الشباب وقدرتهم على إختيار إيمانهم من جديد ولا يكتفوا بأنهم ورثوا إيمان أبائهم وأجدادهم.