stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

فمن رفع نفسه وضع ومن وضع نفسه رُفع – الأب وليم سيدهم

545views

يوجد أشخاص يظنون أنفسهم خلقوا لكي يأمروا الآخرين، وإن الآخرين من البشر خلقوا لكي يخدمونهم ويكونوا عبيدًا لهم. فأينما وجدوا في المنزل أو في الشارع أو على القهوة أو على شاطيء البحر ، فهم أصحاب الأمر والنهي، وبدونهم لا تستقيم الأمور.

مثل هؤلاء البشر إذا مثلوا أمام الله، فإنهم يعاملونه وكأن الله لم يخلق غيرهم، ويخاطبون الله في صلاتهم وكـنه مجرد مستودعًا لكبريائهم وأيضًا هو في خدمتهم، ولدينا نموذج الفريسي والعشار، فالفريسي هو النموذج الذي نتحدث عنه، إنه يدخل المجمع ويذهب الى أقرب مسافة من قدس الأقداس بلا خوف ولا خجل ويبدأ صلاته بتعظيم نفسه وتزكيتها أمام الله: “اَللّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ، وَلاَ مِثْلَ هذَا الْعَشَّارِ.

أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ، وَأُعَشِّرُ كُلَّ مَا أَقْتَنِيهِ.” (لوقا 18: 11- 12) بينما وقف العشار في آخر المجمع وهو يبكي ويشكي نفسه لله ويده تدق صدره قائلًا: “اللّهُمَّ ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ” (لوقا 18: 13). ويقول الانجيل بينما رجع العشار مبررًا فإن الله رفض قبول صلاة الفريسي وهكذا رُفع العشار وانخفض الفريسي المنتفخ.

إن الارتفاع في المقام أو الانخفاض ليس هو المقصود، انما المقصود هو معدن الانسان، فإن كان على صورة الله ومثاله فإن كرامته محفوظة في أي موقع كان، فوق أو تحت، ولكن غياب الوعي والشعور بالكرامة التي وهبها الله لكل إنسان يجعل البعض منا محتاج لكي يزكي نفسه ويمجدها ويعتبر نفسه من معدن يختلف على إخوته البشر.

إن الانسان المملوء بروح الله لا يضيره ان يكون في الامام أم في الخلف. ذلك ان كرامته مصونة وموجودة، وما دورنا ووضعنا في المنزل او في المجمع أو في الكنيسة فهو مكرس للخدمة وللمشاركة مع بقية المؤمنين في نمو الجماعة التي ننتمي اليها مهما كانت. التقليل من شأن الآخرين وتعظيم الذات هي حاجة يلجأ إليها من فقدوا نعمة صورة الله التي فيهم، ويبحثون عن تعويض نفسي أو اجتماعي لغياب عمل الله فيهم.

لذا فإن يسوع يحذرنا من هذه الإمتيازات التي نعطيها لأنفسنا على حساب الآخرين، والنتيجة محزنة، فكل مرة نريد أن نرتفع على الآخرين بغير وجه حق، فإننا نجد أنفسنا أسفل السافلين. وعليه، نراقب أنفسنا ونضمد احساسنا بالنقص واحتياجنا النفسي للرفعة.

فنحن جميعًا أخوة وأخوات نكمل بعضنا بعضًاونشترك كلنا في جسد المسيح الذي يضمنا ويفرح بنا.